ردود فعل عراقية "حذرة" على تعيين السفير الإيراني الجديد

ردود فعل عراقية "حذرة" على تعيين السفير الإيراني الجديد

17 يناير 2017
السفير الجديد كان بـ"الحرس الثوري الإيراني" (آتا كناري/فرانس برس)
+ الخط -




لليوم الثالث على التوالي، ترفض غالبية الكتل السياسية العراقية التصريح إعلامياً، بشأن تعيين جنرال بارز في "الحرس الثوري الإيراني" سفيراً في بغداد، وتعدّه شأناً داخلياً لطهران، بينما كانت هذه الكتل قد سجلت اعتراضات على تسمية السفير السعودي السابق ثامر السبهان، بحجة خلفيته العسكرية، وطالبت حينها بطرده.

ورفض المكتب الإعلامي لرئيسي الوزراء والبرلمان، الردّ على أسئلة "العربي الجديد"، إلا أنّ مسؤولاً في مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، تحدّث عن معلومات جديدة حيال ملف السفير الإيراني الجديد في بغداد.

وأكدت وكالة "إيسنا" الرسمية الإيرانية، ليل الأحد الماضي، أنّه تمّ تقديم ملف مستشار قائد فيلق القدس التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" إيرج مسجدي، للمعنيين في العراق لتعيينه سفيراً في بغداد.

وقال المسؤول في مكتب العبادي طالباً عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعلومات التي وصلت بغداد عبر بعض ضباط الحرس الثوري الإيراني تؤكد أنّ السفير الجديد بمثابة سفير المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي بالدرجة الأولى، قبل أن يكون سفيراً لإيران".

وكشف المسؤول أنّ خامنئي "هو من أمر بتغيير السفير حسن دنائي فر، وإرسال الجنرال إيرج مسجدي"، مضيفاً أنّ "هذه المعلومات وصلت للمنطقة الخضراء ولا يمكن التعليق عليها إلا إذا اكتسبت صفة رسمية"، مستدركاً بالقول "لكن وجود مسجدي بهذه الفترة يعني أنّ خامنئي أنهى تسمية المندوب السامي على العراق".

وبدوره، رفض "تحالف القوى العراقية" الذي يعد أبرز المناهضين للدور الإيراني في العراق، تناول خبر تسمية الجنرال مسجدي سفيراً في بغداد، إلا أنّ أحد أعضاء التحالف طلب عدم الكشف عن اسمه، أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "تعيين مسجدي رسالة للدول العربية قبل أن تكون للعراقيين"، مضيفاً أنّ "أغلب الكتل السياسية لا تريد معاداة السفير الجديد أو إطلاق تصريحات ضدّه، كون الانتخابات على الأبواب وسيكون قادراً على التأثير عليها".

وفي المواقف، عد عضو "التحالف الكردستاني" حمة أمين، تسمية مسجدي سفيراً إيرانياً جديداً في بغداد "شأناً داخلياً، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشكلتنا ليست في مسجدي أو غيره لكن بالكتل العراقية الخائفة من إغضاب إيران، والتي لم تعلّق حتى الآن".

وكان محافظ نينوى السابق وقائد حرس نينوى أثيل النجيفي، قد قال إنّ "تعيين مسجدي، كبير مستشاري قاسم سليماني، سفيراً في العراق له مدلولات أبعد من مجرد العمل الدبلوماسي".

واعتبر أنّ "خبرة مسجدي العسكرية وعلاقاته مع المليشيات المقاتلة في العراق وسورية، ستلقي آثارها على نوعية علاقاته داخل العراق، وكذلك على العلاقات الإيرانية العراقية، في وقت تستعد المنطقة لدخول وضع جديد، في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية داعش"، بحسب قوله.

وعلى مدى 35 عاماً، شغل مسجدي عدة مناصب في "الحرس الثوري الإيراني"، وشارك بالحرب الإيرانية على العراق في ثمانينيات القرن الماضي. وعرف مؤخراً بتصريحات طائفية تجاه القضية العراقية والسورية، من أبرزها تصريحاته بشأن الفلوجة في العراق، والتي اعتبر دخولها بمثابة "إكمال لمسيرة ثورة خامنئي".

وأوضح الخبير بالشأن العراقي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين، عبد الواحد محمد، لـ"العربي الجديد"، أنّ تعيين مسجدي "بمثابة مرحلة تنسيق وتوحيد جهود الخارجية الإيرانية، والحرس الثوري في العراق".

وأوضح أنّ "لمسجدي علاقة جيدة مع الخارجية الإيرانية، لا سيما مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف"، معتبراً أنّ "وجوده في العراق يعني تنسيقاً أكثر لجهود قوات الحرس الثوري الإيراني وجهود الخارجية التي تنصب حالياً على أنشطة مختلفة، أبرزها التغلغل داخل مناطق ومدن سنية عدة" وفقاً لقوله.

يذكر أنّ قيادات أحزاب عراقية، ومليشيا "الحشد الشعبي"، قد ضغطت على وزارة الخارجية العراقية لتقديم طلب للمملكة العربية السعودية، في أغسطس/ آب 2016 لاستبدال السفير السعودي آنذاك ثامر السبهان، بحجة خلفيته العسكرية، وذلك بعد اتهامه مليشيات شيعية بالتخطيط لاغتياله.



المساهمون