"داعش" يحاول حسم معركة دير الزور لتعزيز دفاعات الرقة

"داعش" يحاول حسم معركة دير الزور لتعزيز دفاعات الرقة

17 يناير 2017
تحذير من تكرار سيناريو مطار الطبقة بديرالزور(ديلي سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
تكبّدت قوات النّظام السوري ومليشيات "الدفاع الوطني"، خسائر كبيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية، إثر هجوم واسع شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في مدينة دير الزور ومحيطها، وأسفرت المعارك التي تقدم خلالها التنظيم بشكل سريع عن قطع التنظيم لكافة الطرق المؤدية إلى مطار دير الزور العسكري، وإحكام الحصار على قوات النظام المتواجدة في المطار.

 

ويحذر مراقبون من تكرار سيناريو مطار الطبقة الواقع في غرب مدينة الرقة، في مطار دير الزور، وتحديدا بعد تمكن التنظيم من إطباق الحصار، والحديث عن انسحاب جزء من قوات النظام إلى داخل مدينة دير الزور، وعدم مؤازرتها للقوات التي خسرت مواقعها، في حين تشير
مصادر إلى ارتفاع في نسبة خسائر النظام البشرية، إضافة لوقوع العشرات أسرى في يد التنظيم

وكان تنظيم "الدولة" قد بسط سيطرته على مطار الطبقة في الرابع والعشرين من آب 2014، بعد هجوم مباغت وفقد إثره المئات من عناصر قوات النظام، بينما انسحب الباقون بطريقة مجهولة إلى ريف حلب الشرقي، في وقت وصف ناشطون ومراقبون العملية بالمسرحية.

 



وفي حديث لـ"العربي الجديد"، يرى الخبير العسكري العقيد أحمد الحمادة "أنّ التنظيم يحاول من خلال هجومه على دير الزور أن يعزّز من دفاعاته عن مدينة الرقة، لذلك يحاول السيطرة بشكل سريع على دير الزور"، وبين الحمّادة أنّ "التنظيم يستخدم استراتيجية القتال في المناطق الأقل أهمية، والاستنزاف فيها من أجل الحفاظ على المناطق المهمة، وقتال التنظيم قتال قوي ومتواصل."

 

ولم يستبعد العقيد أن يتكرر سيناريو مطار الطبقة في مطار دير الزور العسكري والمواقع الأخرى في مدينة دير الزور، و"في حال سيطرة التنظيم على المطار فإنّ سياسته معروفه في التعامل مع الأسرى وكذلك النظام".

 

وذكرت مصادر من دير الزور أنّ مشادات كلامية وقعت بين رئيس فرع الأمن العسكري جمال رزوق قائد قوات النظام في مدينة دير الزور، والعميد "عصام زهر الدين" قائد الحرس الجمهوري وحامية مطار دير الزور، تبادل خلالها الطرفان اتهامات بالخيانة والانسحاب وتسليم مناطق للتنظيم.

 

وفي السياق، بثت وسائل إعلام موالية للنظام السوري تسجيلا صوتيّا للعميد "عصام زهر الدين" قائد حامية  مطار دير الزور العسكري يطمئن فيه أنصار النظام إلى الوضع الميداني في المدينة، ويؤكد ما وصفه بـ"صمود رجال الجيش العربي السوري بوجه الهجمة التي يشنّها الخونة بهدف السيطرة على مدينة  دير الزور ومطارها".

 

ورأى المحلل العسكري أحمد حمادة "أن رسالة زهر الدين تأتي نتيجة الانهيار في صفوف قوات النظام وهو يريد أن يرسل رسالة يقول فيها إنهم صامدون لرفع معنويات مناصري النظام".

 

وعن الخلافات الحاصلة بين عناصر النظام وضباطه، أكّد العقيد أحمد الحمادة: "أنه يأتي بسبب وجود خليط غير متجانس بين عناصر النظام "علويين، سنة، شيعة" إضافة إلى قيامه مؤخرا بزج سجناء من سجن عدرا في معارك دير الزور بعد نقلهم بالطيران من دمشق وليست لديهم خبرة قتالية، بينما مقاتلو التنظيم منسجمون تماما، في حين مقاتلو النظام دائما ما يصيبهم الذعر والخوف في حالات الهجوم من التنظيم".

 

وكان النظام السوري قد خسر لصالح التنظيم نهاية العام الماضي مدينة تدمر وسط سورية، وعدّة حقول نفطية في محيطها، قتل وجرح وفقد إثرها العشرات من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها، بينما انسحبت مجموعات من قوات النظام مع عناصر القاعدة الروسية في تدمر نحو مطار التيفور العسكري ومدينة حمص.