20 يناير...حفل تنصيب ترامب أم يوم الطعن في شرعيته؟

20 يناير...حفل تنصيب ترامب أم يوم الطعن في شرعيته؟

15 يناير 2017
توقع تجمّع حشود ضد ترامب يوم تنصيبه (دراو أنجيرير/Getty)
+ الخط -
توحي الدعوات إلى التظاهر والمشاركة الشعبية المتوقعة في حفل التنصيب الرسمي لدونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية بأن حشود معارضي الرئيس المنتخب، والطاعنين في شرعية انتخابه، سيحتلون حيزا مهما من المشهد، إذ يتوقع أن تفوق أعدادهم في ساحات واشنطن، في العشرين من الشهر الجاري، أعداد المناصرين لترامب القادمين من ولايات الجنوب و"حزام الصدأ" للاحتفال بفوز مرشحهم الرئاسي، والاستماع إلى خطاب قسمه الدستوري.

فالاحتفال بالمراسم الدستورية والشعبية لانتقال السلطة من الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب لن تكون على غرار الاحتفالات التقليدية السابقة التي تشهدها واشنطن خلال تسلم الرؤساء الجدد مقاليد الأمور في البيت الأبيض، وقد لا يكون انتقال السلطة في واشنطن "سلسا" كما أكد أوباما مرارا، إذ تشير حملات التعبئة الجماهيرية في المعسكرين أن الحدث الدستوري تحول إلى مناسبة لاستعراض كل طرف قوته الشعبية وشرعيته السياسية. وسيسعى كل معسكر إلى تحشيد أنصاره في شوارع واشنطن.

ومن إشارات حملة التشكيك بشرعية الرئيس الجديد ظاهرة مقاطعة الاحتفال الرسمي، إذ أعلن نحو عشرين عضوا في الكونغرس، في خطوة غير مسبوقة، مقاطعتهم حفل تنصيب الرئيس الجديد، وبالتالي الطعن بشرعيته الدستورية.


ومن أبرز مقاطعي حفل تنصيب ترامب أيقونة حركة الحقوق المدنية الأميركية، الزعيم الديمقراطي الأسود جون لويس، والذي أعلن عدم اعترافه بشرعية الرئيس الجديد، وقال في مقابلة تلفزيونية إن "ترامب لن يصبح الرئيس الشرعي للولايات المتحدة بعدما ظهر أنه فاز بالانتخابات بفضل التدخل الروسي".

ومن أبرز المحطات في التاريخ النضالي لجون لويس، والذي قلده أوباما عام 2011 ميدالية الحرية، قيادته، إلى جانب مارتن لوثر كينغ، تظاهرة واشنطن الشهيرة ضد العنصرية في 28 أغسطس/آب عام 1963، حينها ألقى كينغ خطابه الشهير "لدي حلم"، والذي يعتبر محطة في التاريخ السياسي الأميركي والنضال ضد العنصرية.

وبالنظر لتاريخ لويس، فإن إعلانه عدم اعترافه بشرعية ترامب يكتسي أهمية بالغة، فضلاً عن اعتزامه قيادة المتظاهرين إلى واشنطن للطعن في شرعية الرئيس، الأمر الذي سيكون حافزاً إضافياً لمشاركة كثيفة من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية في تظاهرات نزع الشرعية عن ترامب في 20 يناير/كانون الثاني. 

وقد أثارت التغريدة التي رد بها ترامب على لويس انتقادات واسعة في أوساط الحزب الديمقراطي والناشطين اليساريين، واعتبر بعضهم أنها تخفي فوقية عنصرية ضد الأميركيين من أصول أفريقية، إضافة إلى إساءتها لأحد رموز مكافحة العنصرية ضد السود في أميركا.

في المقابل، سيحفز الاستقطاب العنصري مشاركة أوسع من قبل جمهور ترامب ومجموعات اليمين من الأميركيين البيض في ولايات الجنوب، والذين سبق أن أعلنوا نيتهم المشاركة في "احتفالات النصر" بتنصيب ترامب وانتهاء ولاية أوباما.

ويثير تحويل حفل تنصيب ترامب إلى مواجهة بين جمهورين في شوارع واشنطن مخاوف الأجهزة الأمنية الأميركية، ويضاعف الأعباء عليها لضمان الأمن خلال هذا اليوم التاريخي، خصوصاً في ظل تحذيرات من احتمال استهداف مراسم انتقال السلطة إلى ترامب بـ"عمل إرهابي"، ولا تستبعد الأجهزة الأمنية تعرّض الحشود لعمليات دهس على غرار عملية عيد الميلاد في برلين.




المساهمون