النظام يقصف غوطة دمشق و"درع الفرات" تتقدم بريف حلب

النظام يقصف غوطة دمشق و"درع الفرات" تتقدم بريف حلب

30 سبتمبر 2016
المعارضة سيطرة على قريتي الجنينة وعياشة (خليل فيدان/Getty)
+ الخط -
قتل سبعة عشر مدنياً، وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، بقصف جوي لطائرات النظام، وآخر مدفعي على عدة مدن وبلدات خاضعة لسيطرة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، شرقي العاصمة، فيما سيطرت فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية "درع الفرات" على قريتين جديدتين، قرب بلدة الراعي بريف حلب.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن "طائرة حربية استهدفت بلدة كفر بطنا بغارة جوية، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين، بينهم سبعة أطفال وسيدة، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجراح متفاوتة".

وقال الناشط الإعلامي، أبو محمد الدمشقي لـ"العربي الجديد" إن "طائرات النظام الحربية شنت غارات على مدينة جسرين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم امرأة، وجرح سبعة آخرين"، مشيراً إلى "مقتل ثلاثة مدنيين آخرين من جراء قصف مدفعي عنقودي على مدينة دوما".

وأضاف أنّ "قصفاً جوياً مماثلا تعرضت له مدينة عربين القريبة، أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وجرح اثنين آخرَين، نقلا إلى النقاط الطبية في المنطقة".

وتدور، منذ مساء أمس، اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام التي تحاول اقتحام بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية.




وقالت مواقع مقربة من "فيلق الرحمن" الفصيل الأبرز في الغوطة إلى جانب جيش الإسلام، إن "عناصر الفيلق تصدو للهجوم وقتلوا وجرحوا أكثر من أربعة عشر عنصراً من قوات النظام والمليشيات المساندة لها، إضافة الى تدمير مدفع رشاش".

وأوضحت أن "الاشتباكات ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف تسبب بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين".

وكانت قوات النظام قد حققت في الأيام الأخيرة تقدماً جديداً في الغوطة الشرقية، حيث سيطرت في المحور الشرقي على كتيبة الإشارة وبلدة حوش نصري ومزارع الريحان، لتصبح على مشارف بلدة الشيفونية المتاخمة لمدينة دوما.

ومن جهتها، قالت مواقع مقربة من جيش الإسلام على مواقع التواصل الاجتماعي إن قوات النظام قامت منذ حوالي الشهرين بـ117 محاولة للسيطرة على كتيبة الإشارة، بالترافق مع غطاء جوي من المقاتلات الحربية التابعة للنظام وروسيا، وقاذفات للقنابل.

وبلغ عدد الغارات التي استهدفت المنطقة 290 غارة، تزامناً مع استهداف المنطقة بعشرات الصواريخ أرض- أرض ومئات قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة بشكل يومي.

وشهدت الأيام السبعة الأخيرة مواجهات عنيف بين الطرفين قتل خلالها العشرات من جنود النظام والمليشيات التي تقاتل معه.

وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" إن قوات النظام تستمر في تحصين مواقعها في رحبة الإشارة الاستراتيجية والمزارع المحيطة بها، والتي تعد أحد التحصينات المهمة لجيش الإسلام، للدفاع عن بلدة الريحان ومدينة دوما، واستقدمت تعزيزات من عناصرها والمسلحين الموالين لها إلى المنطقة، بعد أن باتت تفصلها عن مدينة دوما نحو ثلاثة كيلومترات، إذ تعد مدينة دوما معقل جيش الإسلام في غوطة دمشق الشرقية.

وأوضح أن قوات النظام استفادت في تقدمها بالمنطقة من الخلافات التي وصلت في أواخر نيسان/إبريل الفائت إلى حد الاقتتال بين فصيلي المعارضة الرئيسيين في المنطقة، وهما جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وهو قتال أزهق أرواح مئات المقاتلين من الطرفين، فيما لا يزال مئات آخرون رهن الاعتقال في سجون الجانبين.

ومع سيطرة قوات النظام على المزيد من المزارع في محيط بلدة دوما، من المتوقع وفق مصادر محلية وقوع اشتباكات عنيفة خلال الأيام المقبلة بين هذه القوات ومقاتلي جيش الإسلام الذين يحشدون قواتهم استعداداً لصد أي محاولة تقدم لقوات النظام المدعومة بمقاتلين من "حزب الله" ومليشيات أخرى، باتجاه مدينة دوما.

وفي الغوطة الغربية، استهدفت قوات النظام المتركزة على تلة الكوكب بقصف مدفعي أراضي السهل الزراعية والطريق الواصل بين بلدتي خان الشيح وزاكية، فيما ألقت مروحيات النظام خمسة براميل متفجرة على مزارع خان الشيح من جهة العباسة، فيما ألقى الطيران المروحي مناشير فوق البلدة تدعو الى طرد مسلحي المعارضة منها.

كذلك، ألقت مروحيات النظام 8 براميل متفجرة على بلدة الدرخبية في الغوطة الغربية، تسببت بسقوط قتلى وجرحى ودمار في البنية التحتية.

إلى ذلك، سيطرت فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية "درع الفرات" على قريتين جديدتين، قرب بلدة الراعي بريف حلب، اليوم الجمعة، عقب مواجهات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وذكرت غرفة عمليات "حوار كلس" المشاركة في العملية أنّ "مقاتلي المعارضة بسطوا سيطرتهم على قريتي الجنينة وعياشة، جنوب بلدة الراعي الاستراتيجية، بعد اشتباكات مع مسلحي "داعش".

وأوضح مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" أنّ "العملية لم تسفر عن سقوط قتلى"، مشيراً إلى أنّ "مقاتلي داعش باتوا ينسحبون بسرعة أمام هجمات الجيش الحر، المدعومة بطائرات الجيش التركي ومدفعيته".