شغور الرئاسة اللبنانية: فرنجية يهاجم عون والحريري مستمرّ بجولاته

شغور الرئاسة اللبنانية: فرنجية يهاجم عون والحريري مستمرّ بجولاته

28 سبتمبر 2016
تخبّط بين حلفاء حزب الله المسيحيين بالمعركة الرئاسية(فرانس برس)
+ الخط -
شن زعيم تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، هجوماً على حليفه "المفترض" رئيس تكتل التغيير والإصلاج، النائب ميشال عون، إذ غرّد على "تويتر" أنه "إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس أمين الجميل عون رئيساً للحكومة سنة 1988".

ويقصد فرنجية بكلامه انقلاب عون على جميع المكوّنات، وسيره بخيارات مدمّرة كتلك التي اتّخذها وأدت إلى إشعال الحروب، وانتهت بالاحتلال العسكري السوري للبنان، وتكريس الوصاية السياسية والأمنية لدمشق على بيروت. 

ويمكن أن يفسّر هذا الهجوم الكلامي مدى التخبّط الحاصل بين حلفاء حزب الله المسيحيين في المعركة الرئاسية، بين فرنجية المدعوم من زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، حتى الساعة، في الاستحقاق الرئاسي، وعون الذي بادر الحريري إلى التواصل معه، لكونه "خياراً وارداً لوضع حدّ للتعطيل الحاصل في الملف الرئاسي".

واللافت أنّ عضو كتلة المردة، النائب اسطفان الدويهي، كسر مقاطعة كتلته للجلسات وحضر إلى البرلمان في الجلسة التي كانت مقررة، ظهر اليوم، إذ أكد على الاستمرار في ترشيح فرنجية، وأنّ "المداولات المطروحة لا تزال في بدايتها وأمامها الكثير من العقبات". وهي مشاركة لها دلالاتها السياسية تحديداً لجهة مطالبة الحريري فرنجية بالمشاركة في جلسات الانتخاب، وكسر قرار المقاطعة الذي يلتزم به بناءً على علاقته بحزب الله. 

 


وتزامن موقف فرنجية مع إرجاء رئيس البرلمان، نبيه بري، جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، فجاءت الجلسة الخامسة والأربعون كما سابقتها من دون نصاب، ما يعني عدم انتخاب بفعل المقاطعة المستمرة من حزب الله وحليفيه المرشحين عون وفرنجية. ولم تفلح كل الأجواء الإيجابية التي سادت الساحة اللبنانية في الأيام الماضية عن التقارب الحاصل بين الحريري وعون في تغيير أي تفصيل بمسار التعطيل الرئاسي.

وفي ما يخص أبرز المواقف الصادرة عن النواب الذين حضروا جلسة انتخاب الرئيس، أكد عضو كتلة المستقبل، الوزير نبيل دو فريج، على أنّ "دعم ترشيح فرنجية لا يزال قائماً، لكن لا نعرف ما قد يتغيّر لاحقاً. والأكيد أنّه إذا طرأ تغيير ما فسيكون الرئيس الحريري قد وضع فرنجية في أجوائه". وأشار دو فريج إلى أنّ "الحريري يقوم بجولته على القيادات اللبنانية لرفع مسؤولية قد تلقى عليه بشأن الشغور الرئاسي". 

من جهة أخرى، ثمّن عضو كتلة القوات اللبنانية، النائب جورج عدوان الحركة التي يقوم بها الحريري، معتبراً أنّ "الانتخابات الرئاسية تمر بتفاهمات، وخصوصاً بين عون والحريري، وطبعاً مع بري بمرحلة أخرى". وأكد عدوان أنّ "ممارسة الضغوط والنزول إلى الشارع لا يخدمان في هذه المرحلة. والتصعيد لن يؤدي إلا إلى المزيد من المشاكل التي نعمل على تجنّبها"، في إشارة منه إلى التحرّك الشعبي الذي كان ينوي تيار عون تنفيذه في الشارع للضغط على القوى السياسية. 

في حين تعامل النائب دوري شمعون مع موضوع ترشّح عون للرئاسة من زاوية أخرى، إذ اعتبر أنّ "كل شخص مرشح لرئاسة الجمهورية عليه أن يأتي بشهادة طبية تؤكد أن صحته جيدة ليعمل 10 ساعات على الأقل في اليوم، وهذا يجب أن يكون قانونا عاما"، في إشارة منه إلى سنّ عون المتقّدمة.

وجاء تحديد بري الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل رسالة واضحة بأنّ التوافق على الملف الرئاسي لا يزال متعثراً، والشغور مستمرّ، وأنّ الاتصالات القائمة، وكذلك الجولات السياسية التي يقوم بها الحريري على الزعامات اللبنانية لن تأتي بنتائج في القريب العاجل. مع العلم أنّ بري سبق وحدّد جلستين لانتخاب الرئيس في شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وفي هذا الإطار، أشارت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "المشاورات التي يقوم بها الحريري جيّدة، لكن تبقى غير فعّالة"، مضيفة أنّ "أجواء زوار العاصمة السعودية الرياض في الساعات الماضية لم تكن إيجابية بشأن خيار الحريري السير بعون رئيساً".

وأكدت هذه المصادر أنّ "لا ضوء أخضر سعودي بهذا الخصوص ولا بغيره، لكن المسؤولين في المملكة يؤكدون أنهم لا يضعون "فيتو" على أي مرشح رئاسي، لكن في الوقت نفسه لا يدعمون أياً منهم". وهو أمر كفيل بتفسير الواقع القائل إنّ لا رئيس للجمهورية في لبنان في الوقت الراهن. 

أما أجواء الرئيس بري الرافضة أساساً لوصول عون للرئاسة، لا تزال تربط الحلّ بوجود سلّة تفاهمات عامة على كل الأزمة السياسية تشمل ملفات القانون الانتخابي ورئاسة الحكومة، والتوزيع السياسي للوزراء فيها، إضافة إلى اسم الرئيس الذي سيصل إلى قصر بعبدا الرئاسي لعهد محدّد الشكل والتركيبة السياسية.

على صعيد متصل، يواصل الحريري بجولة اللقاءات على الزعامات اللبنانية، بهدف تحديد الخيارات المطروحة لإنهاء الأزمة الرئاسية، والتي باتت تشمل إمكانية انتخاب عون للرئاسة، بعدما سبق وأكد دعمه وصول النائب فرنجية. ويزور الحريري رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، اليوم، على أن يتابع لقاءاته المفترضة مع كل من بري وعون في وقت لاحق. 

واللافت، أنه لم يصدر عن حزب الله بعد أي ردة فعل بهذا الشأن، مع العلم أنه سبق للأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أن وضع خطة طريق لحل الأزمة الرئاسية بدعوته الخصوم، وفي مقدمتهم تيار المستقبل، إلى الحوار والنقاش مع عون مباشرة.​



المساهمون