العبادي وأوباما يحرّكان الجبهات العراقية ويحسمان ملف الموصل

العبادي وأوباما يحرّكان الجبهات العراقية ويحسمان ملف الموصل

20 سبتمبر 2016
خطوات سياسية لتوحيد القوى في المعركة المرتقبة(ماندل نغان/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ زيارة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، واشنطن، ولقاءه الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد حسمت ملف معركة الموصل. فما أن اجتمع الرئيسان حتى أعلن الأول من واشنطن انطلاق عمليات تحرير الشرقاط، لتنطلق عملية عسكرية رافقها تحرّك نحو آخر قرى بلدة القيارة جنوب الموصل، وتحرّك نحو جزيرتي الرمادي وهيت في الأنبار.

وبالتزامن مع التحرّك الميداني، خطت الولايات المتحدة الأميركية خطوات سياسية لتوحيد القوى في المعركة المرتقبة؛ إذ قاد السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان مفاوضات مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني للتعاون مع القوات العراقية والجانب الأميركي خلال المعركة.

كل ذلك يؤشّر الى أنّ زيارة العبادي لواشنطن، هي بداية للعد التنازلي لإطلاق معركة الموصل، كما يرى مراقبون، في ظل مخاوف من مصير مجهول ينتظر المحافظة بعد انتهاء صفحة "داعش" قد يكون أسوأ مما تعانيه اليوم.

ومع إعلان العبادي من الولايات المتحدة، البدء بمعركة تحرير الشرقاط وجزيرتي الرمادي وهيت، تحركت القوات العراقية نحو أهدافها تحت غطاء جوي لطيران التحالف والطيران العراقي.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إنّ "القوات العراقية أحرزت تقدماً سريعاً في جبهتي الشرقاط وغربي الأنبار"، مبينة أنّ "القوات استطاعت تحرير قرى السويدان والعيثة والخضرانية التابعة للشرقاط"، مبينة أنّ "القوات لم تواجه مقاومة عنيفة من قبل تنظيم داعش". 

وأضافت، أنّ "التنظيم انسحب من تلك القرى بعد مقاومة بسيطة جداً"، مشيرة إلى أنّ "القوات مستمرة في تقدمها نحو مركز الشرقاط". 

وأكّدت أنّ "جبهة غرب الرمادي أيضاً تشهد تقدماً للقوات العراقية والعشائرية في جزيرتي الرمادي وهيت"، مشيرة إلى أنّ "طيران التحالف الدولي يقصف أهداف داعش بدقة ويفتح الطريق أمام القوات العراقية".

في ذات الوقت، "تمكنت قيادة عمليات نينوى من تحرير آخر القرى التي يسيطر عليها داعش في القيارة".

وقال الرائد ماجد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية تحرّكت اليوم لتحرير قرية اجسمة التابعة لبلدة القيارة، والتي تربطها مع بلدة الشرقاط"، مبينا أنّ "القوات تمكنت من تحرير القرية ورفع العلم العراقي فوقها".

في غضون ذلك، قاد السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، وقائد القوات ‏الأميركية في العراق وعدد من المستشارين والمسؤولين العسكريين الأميركيين، مفاوضات للتعاون بين القوات العراقية والبشمركة الكردية خلال معركة الموصل.

وقالت رئاسة الإقليم في بيان صحافي، إنّ "اجتماعاً سياسياً وعسكرياً عقد بحضور ‏رئيس الإقليم مسعود البرزاني وبمشاركة نائب رئيس الأركان في الجيش العراقي عبد ‏الأمير الزيدي وعدد من المسؤولين العسكريين العراقيين، مع المسؤولين الأميركيين في أربيل"، مبينة أنّ "المشاركين تبادلوا الآراء حول عملية تحرير الموصل، وبحثوا خطة تحرير الموصل بدقة".

وأكدت أنّ "المجتمعين اتفقوا على العمل المشترك بين البشمركة والقوات العراقية والتحالف الدولي لدحر ‏تنظيم داعش"، كما اتفقوا على آلية التنسيق بين قوات البشمركة والقوات ‏العراقية والجيش الأميركي والتحالف الدولي في عملية تحرير الموصل".‏

من جهته، رأى الخبير السياسي، مناف الراوي، أنّ "زيارة العبادي ولقاءه أوباما حسمت ملف معركة الموصل".

وأوضح الراوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "هذه الزيارة وما تبعها من توجه أميركي لعقد اتفاق برعايتها بين الجانبين العراقي والكردي بشأن معركة الموصل، يؤشّر إلى بداية العد التنازلي لإطلاق المعركة"، مبينا أنّ "حسم معركة الشرقاط ستفتح أمام القوات العراقية محورين من وإلى مدينة الموصل، بينما تسيطر قوات البشمركة على خمس طرق، وهي طريق كاكسي غرب الموصل، وطريق سد الموصل من الشمال، وطريق ناوارد من الشمال أيضا، وطريق الخازر شرقا والكوير جنوبا".

وأشار إلى أنّه "في حال التنسيق بين الطرفين، فإنّ القوات العراقية والبشمركة ستطوق الموصل، وسيسهل عليها عملية التحرير".

 

المساهمون