جهود مصرية لعقد اللقاء الثاني والأخير بين السيسي وأوباما

جهود مصرية لعقد اللقاء الثاني والأخير بين السيسي وأوباما

16 سبتمبر 2016
اللقاء اليتيم للسيسي وأوباما في نيويورك عام 2014(فرانس برس)
+ الخط -
تكشف مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يسعى للقاء ثنائي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش اجتماعات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ في ولاية نيويورك، الأسبوع المقبل. وتضيف المصادر أن هناك جهوداً دبلوماسية يبذلها وزير الخارجية المصري سامح شكري لدى نظيره الأميركي جون كيري لتنسيق اللقاء، باعتبار أنها الفرصة الأخيرة لعقد لقاء قمة ثان بينهما قبل نهاية فترة أوباما الرئاسية.

والتقى السيسي أوباما مرة واحدة خلال اجتماعات الأمم المتحدة عام 2014. وتوضح المصادر أن "ذلك اللقاء كان مقتضباً وغير إيجابي، لدرجة أنه لم تجر أية محاولات لتكراره من الطرفين العام الماضي". كما أن اللقاءات العابرة بين الرئيسين خلال القمم العالمية عامَي 2015 و2016 اتسمت بالبرودة، وآخرها في قمة مجموعة العشرين بالصين، أخيراً.

وعن أهمية عقد هذا اللقاء خلال الفترة الحالية مع قرب نهاية رئاسة أوباما، تؤكد المصادر أن "السيسي يشعر بالقلق من الجفاء الذي تعامله به الإدارة الأميركية. فعلى الرغم من أنه سيلتقي بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في نيويورك الأسبوع المقبل، يدرك الفارق بين الاجتماع بمرشحة رئاسية والاجتماع بالرئيس الأميركي من حيث التأثير على دوائر صنع القرار بواشنطن". وتشير إلى أن هناك "غضباً مصرياً ملحوظاً لعدم دعوة السيسي إلى واشنطن بعد أكثر من عامين من توليه الرئاسة زار فيها جميع العواصم الكبرى". وتعزو ذلك إلى أن "أوباما وفريقه غير متحمسين لشخصية السيسي، وما زالوا يرونه قائداً لانقلاب عسكري".

وحاول السيسي جذب اهتمام واشنطن أكثر من مرة من خلال تحسين علاقته بإسرائيل وارتدائه ثوب الرئيس المخلوع حسني مبارك بتجديد الدعوة لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وكذلك بالترويج لخطورة ما يواجه حكومته من خطر إرهابي في سيناء. إلا أن اللقاءات المتكررة بينه وبين وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم تساعده في نيل ثقة أوباما.





وتذكر المصادر أن هناك العديد من النقاط الخلافية بين السيسي وإدارة أوباما، مثل موقفه المتشدد من التيارات الإسلامية المعتدلة، والقيود التي فرضها على المجال العام باسم مكافحة الإرهاب، ودعمه المبطن للرؤية الروسية للحل في سورية. ويضاف إلى ذلك دعمه الاستخباراتي والتدريبي والسياسي غير المشروط لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا ضد حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة والقوى الغربية الكبرى.

وتدفع كل هذه الخلافات السيسي لتبني موقف إيجابي من المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب الذي أشار للسيسي بالاسم كأحد الزعماء الذين سيتعاون معهم لمكافحة الإرهاب. وجرت محادثات تعاون بين دبلوماسيين مصريين ومسؤولين من حملة ترامب ومقربين منه حسبما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" الشهر الماضي. إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان السيسي سيلتقي ترامب أو أيا من مساعديه في نيويورك الأسبوع المقبل.

وفي السياق، يقول مصدر حكومي مصري إن السيسي سيلتقي في نيويورك بعدد من رجال الأعمال وممثلي مجموعات المستثمرين المحسوبين على الحزب الجمهوري والداعمين لحملة ترامب، في إطار الترويج للمستجدات الاستثمارية التي تشهدها مصر وجذب رؤوس المال. ومن المقرر أن يلتقي السيسي خلال رحلته بعدد من وسائل الإعلام الأميركية، وممثلي غرفة التجارة الأميركية، ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي، ومجلس الأعمال المصري الأميركي، ونواب ديمقراطيين وجمهوريين، للتباحث حول العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بالولايات المتحدة.

وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً ذكرت فيه أن السيسي سيشارك في عدد من الاجتماعات بالأمم المتحدة، على رأسها قمة مجلس الأمن حول التطورات في الشرق الأوسط، والتي ستركز على الوضع في سورية، بالإضافة إلى اجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين سيتناول سبل التوصل إلى حلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة. 

وسيترأس السيسي قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي تعقد على هامش أعمال الجمعية العامة لمناقشة تطورات الأوضاع في جنوب السودان، وذلك لتولي مصر لرئاسة مجلس السلم والأمن الافريقي خلال سبتمبر/ أيلول الحالي. كما سيترأس اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، والتي ستناقش نتائج مؤتمر أطراف اتفاقية باريس حول تغير المناخ، فضلاً عن التحضير للدورة القادمة للمؤتمر التي ستعقد بالمغرب في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.


المساهمون