توقيع اتفاق أضخم معونات عسكرية أميركية لإسرائيل

توقيع اتفاق أضخم معونات عسكرية أميركية لإسرائيل

14 سبتمبر 2016
المفاوضات بشأن حزمة المساعدات بدأت بنوفمبر 2015 (Getty)
+ الخط -



أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مساء اليوم، الأربعاء، على أهمية اتفاق المعونات الأميركية لإسرائيل للسنوات العشر القادمة بحجم 38 مليار دولار، في تعزيز أمن دولة الاحتلال ومواصلة قوتها العسكرية والدفاعية الصاروخية.

واعتبر نتنياهو في تعليقه على توقيع الاتفاق في وقت سابق من اليوم في واشنطن، أن "الاتفاق الذي وقع في واشنطن هو اتفاق تاريخي، وهو يضمن لإسرائيل مساعدات أمنية لا مثيل لها في السنوات العشر القادمة. وهو يشمل أكبر حجم مساعدات عسكرية قدمتها الولايات المتحدة في تاريخها لدولة ما".

وحرص نتنياهو، والذي يسود التوتر في العلاقات بينه وبين إدارة الرئيس الأميركي براك أوباما، على إيضاح أن "الاتفاق يؤكد مدى صلابة ومتانة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، من دون أن يعني ذلك أنه لا تنشب بيننا خلافات من حين لآخر، لكن هذه الخلافات تبقى داخل العائلة، وهي لا تؤثر على شيء في الصداقة الكبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة".

وأضاف أن هذا الاتفاق: "سيساعدنا على مواصلة بناء قوتنا العسكرية، ومواصلة تحسين قدراتنا الدفاعية ضد الصواريخ، وهذا بطبيعة الحال إنجاز مهم لدولة إسرائيل. أود أن أشكر الرئيس باراك أوباما وإدارته على هذا الاتفاق التاريخي، وأن أشكر أيضا أصدقاءنا الكثر في الكونغرس الأميركي، والشعب الأميركي، على دعمهم الكبير الذي يجتاز الأحزاب ويشمل الولايات المتحدة طولاً وعرضاً".

ونقل موقع معاريف عن مستشارة الأمن القومي الأميركية، سوزان رايس، قولها عند توقيع الاتفاق في واشنطن إن: "الحديث هو عن مساعدات هي الأكبر التي قدمتها الولايات المتحدة حتى الآن.. هذا الاتفاق يزيد من حجم الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل".

وأضافت رايس أن "هذا الاتفاق يضمن أن تقف الولايات المتحدة دائما إلى جانب إسرائيل في المستقبل المنظور والمستقبل البعيد".

وكانت المفاوضات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن اتفاق المعونات هذا قد انطلقت في الأشهر الأخيرة، بعد أن كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد رفض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إطلاق المفاوضات حتى لا يعتبر ذلك موافقة إسرائيلية على الاتفاق الغربي مع إيران، وهو الاتفاق الذي عارضه نتنياهو، وشن هجوما شديدا على إدارة براك أوباما بشأنه، كما أثار أزمة ثقة عميقة بين الرجلين، بعد أن سعى نتنياهو إلى محاولة إحباط الاتفاق النووي مع إيران، في الكونغرس الأميركي.

ومع بدء المفاوضات حول الاتفاق، طالبت إسرائيل بداية بالحصول على معونات قدرها 40 مليار دولار على الأقل، بحجة تغطية احتياجاتها الأمنية لمواجهة التحديات الجديدة التي يفرضها الاتفاق مع إيران، لا سيما رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران ومواصلة إيران مشروع تطوير صواريخها الباليستية، ومواجهة انطلاق سباق تسلح إقليمي، إذ طالبت إسرائيل بضمان تفوقها الكمي والنوعي على مختلف الجيوش العربية في المنطقة.

وحاول نتنياهو في مطلع العام التهديد بتأجيل المفاوضات حول الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، طمعا في أن تكون الإدارة القادمة أكثر قربا من إسرائيل، لكن تصريحات أدلى بها دونالد ترامب، بشأن نيته تقليص المساعدات الأميركية الخارجية، وتقديرات المؤسسة الأمنية في إسرائيل بأن الاتفاق مع إدارة أوباما يضمن لإسرائيل أفضل اتفاقية معونات ممكنة.

وبالفعل فقد تراجعت الإدارة الأميركية عن شرطها الأولي بإلغاء البند الذي يجيز لإسرائيل استخدام وتخصيص 25% من مجمل المعونات السنوية لشراء أسلحة من الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ووافقت في نهاية المطاف على تسوية تفيد بالسماح لإسرائيل بمواصلة الشراء من صناعاتها العسكرية للسنوات الست القادمة، مما يتيح للصناعات العسكرية الإسرائيلية، عمليا، مهلة ثماني سنوات للاستعداد لوقف استخدام المعونات لشراء أسلحتها، ومنع انهيارها أو تضررها المباشر لو كانت الولايات المتحدة أصرت على هذا الشرط وفق الاقتراح الأولي.

وكشف القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوف نايغل، والذي أدار المفاوضات مع الطرف الأميركي، في حديث مع صحيفة معاريف على الشبكة، أن الاتفاق يجيز مع ذلك لإسرائيل طلب مساعدات إضافية في حال اضطرت لذلك بفعل الأوضاع الأمنية، أي في حال شن حملة عسكرية، أو نشأت حاجة لمساعدات فورية.

ووفقا للاتفاق فإن حجم المساعدات الأميركية للولايات المتحدة سيكون 38 مليار دولار؛ 33 مليار منها على مدار عشر سنوات، و5 مليارات لتطوير المنظومات الدفاعية الإسرائيلية ضد خطر الصواريخ.