ورطة ديمقراطية أخرى

ورطة ديمقراطية أخرى

12 سبتمبر 2016
كلينتون انسحبت من مراسم إحياء ذكرى 11 سبتمبر(جوستين سوليفان/Getty)
+ الخط -
الورطة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ليست حكراً على الجمهوريين، بحسب ما أظهرته تطورات الأيام الأخيرة، في حملة المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وما يتعلق بوضعها الصحي. الجمهوريون، وهنا الحديث عن قادة الحزب التقليديين، تورطوا بمرشح خارج مؤسسات الحزب التقليدية، بل خارج الحزب بأكمله، علاوة على كونه عنصرياً وشعبوياً وغير ملم بأبجديات العمل السياسي. في المقابل، اعتقد الديمقراطيون أنهم أفضل حالاً من الجمهوريين، بترشح سيدة البيت الأبيض لثماني سنوات سابقا، وإحدى الشخصيات التقليدية في الحزب، بعد إقصاء المرشح الآتي من خارج الحزب، وتقاليده، اليساري المثير لريبة كثيرين في أميركا، المتبني لسياسات اشتراكية، بيرني ساندرز، الذي استقطب الشباب بصورة ملفتة، على الرغم من كبر سنه.

اليوم، لا تسير الأمور على ما يرام في معسكر الحزب الديمقراطي أيضاً، والذي كان يعتقد أنه يخوض الانتخابات بحظوظ فوز وافرة، على الرغم من كم الكراهية المثيرة للانتباه، لهيلاري كلينتون، والتي هي تعبّر عن تذمر الجمهور الأميركي عموماً من كل المؤسسات الحزبية التقليدية. وقد ساهمت في بروز ثلاثة مرشحين، من أربعة، من خارج قواعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي. والحديث هنا عن ترامب، وتيد كروز، وساندرز. ربما كانت حظوظ ترامب الذي يقيم مجده على مداعبة الأفكار العنصرية لجمهور أبيض واسع، مستاء من المهاجرين والمكسيكيين و"الإرهاب الإسلامي"، هي الأقل، باعتبارها تستنفر جمهوراً أوسع، رافضاً لهذه الأفكار، من المنتمين إلى الأقليات العرقية والدينية، والشباب الأميركي الليبرالي، الذي رجح كفة رئيس من أصول أفريقية، في الدورتين الانتخابيتين السابقتين. إلا أن للمفاجآت باباً موارباً.

ظاهرياً، تبدو الحالة الصحية للمرشحة الديمقراطية مستقرة، على الرغم من الصورة السيئة التي ظهرت بها، وهي تنسحب من مراسم إحياء الأميركيين لذكرى اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قبل يومين. فالالتهابات التنفسية يعاني منها ملايين والبشر، ويتجاوزونها تماماً خلال أسبوع أو اثنين. لكن ماذا لو كانت المرشحة الديمقراطية تخفي مشاكل صحية أخطر؟ وهنا تكمن ورطة الديمقراطيين، بين الاستعانة بـ"الاشتراكي المثير للريبة"، وبين الاصطفاف خلف مرشحة، قد تخونها "صحتها" في اللحظات الأخيرة، ويذهب الجمل بما حمل، لترامب، والذي يعتبر بعض الأميركيين، الجمهوريين، وصوله إلى السلطة بمثابة كارثة قومية.