العراق: نحو 900 قتيل وجريح من الجيش و"الحشد" بأغسطس

العراق: نحو 900 قتيل وجريح من الجيش و"الحشد" بأغسطس

01 سبتمبر 2016
تمنع السلطات العراقية نشر حصيلة القتلى الدورية(صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -


على الرغم من انحسار المعارك في المحور الغربي والشمالي من العراق خلال شهر أغسطس/آب الماضي مقارنة بشهر يوليو/تموز الذي سبقه، إلا أن التقارير العسكرية والطبية العراقية أكدت تسجيل مقتل 289 جندياً وعنصراً من مليشيات "الحشد الشعبي" والشرطة الاتحادية وإصابة نحو 600 آخرين في مناطق متفرقة من العراق، غالبيتهم في جزيرة الخالدية والقيارة غرب وشمال البلاد.
وحققت القوات العراقية نجاحاً كبيراً في الأيام الأخيرة من شهر أغسطس قبل انقضائه بعد استعادتها السيطرة على مدينة القيارة (60 كيلومتراً جنوبي الموصل) ومنطقة جزيرة الخالدية (20 كيلومتراً شرقي الرمادي عاصمة محافظة الأنبار) ليتقلص حجم المساحة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق إلى أقل من 20 في المائة من مجمل مساحة البلاد.
ووفقاً لمسؤول عسكري عراقي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن شهر أغسطس انتهى بحصيلة خسائر بشرية أعلى من شهر يوليو الذي سجل مقتل 240 مقاتلاً من الجيش والمليشيات والشرطة الاتحادية وإصابة نحو 500 آخرين. وتكبّدت مليشيات "الحشد" ثم الشرطة الاتحادية القسم الأكبر من الخسائر البشرية خلال شهر أغسطس بواقع 196 قتيلاً، والعدد المتبقي كان في صفوف الجيش، بحسب المصدر نفسه.
وتمنع السلطات العراقية وسائل الإعلام المحلية من نشر حصيلة القتلى الدورية وتحصر التصريح بقيادات معينة حول ذلك، إلا أن التسريبات التي تحصل عليها وسائل الإعلام من ضباط ومصادر طبية تشير إلى أن العدد المُعلن أقل بكثير من العدد الحقيقي، وهو ما تعكسه قوافل القتلى التي تصل إلى المدن العراقية بشكل يومي قادمة من مناطق القتال.


وأوضح المسؤول العسكري العراقي، وهو ضابط برتبة عميد ركن، لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع معدل الخسائر البشرية وراءه عاملان، معركتا القيارة وجزيرة الخالدية، والهجمات الخاطفة لتنظيم "داعش" التي قام بها أخيراً في مناطق غرب وشرق الأنبار وشمال تكريت وجنوب الموصل. وحول خسائر التنظيم، أكد المصدر ذاته أنها أكثر من 50 قتيلاً وجريحاً، وهذه خسارة موجعة يتلقاها التنظيم خلال شهر واحد.
وفي السياق نفسه، كشف مصدر طبي عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد" أن الحكومة أوعزت بأمر رئاسي بعدم جمع جثث الضحايا وتسليمها مرة واحدة إلى المحافظات بل ضرورة عدم تأخير تسليم جثة المقاتل لذويه أكثر من 24 ساعة. وأضاف: "في السابق كنا نقوم بجمع الجثث وفرزها كل قتيل حسب مسقط رأسه ثم نقوم بإرسالها إلى المحافظة الواحدة في وقت واحد، وهو ما كان يخلق ضجة داخل المحافظة بعد وصول الجثث دفعة واحدة، ما سبّب مشاكل كبيرة وسخطاً ضد الحكومة". ولفت إلى أن الإجراء السابق كان بهدف توفير الوقت والجهد من إرسال كل جثة بمفردها، مشيراً إلى أن "هناك أياماً نقوم خلالها بإرسال موفدين إلى المحافظة من بغداد أكثر من خمس مرات في اليوم، لكن الحكومة أمرت بوقف الخطة الحالية القاضية بتجميع الجثث والعودة إلى الطريقة القديمة".

المساهمون