تونس: الشاهد يتسلم السلطة رسمياً من الحبيب الصيد

تونس: الشاهد يتسلم السلطة رسمياً من الحبيب الصيد

تونس
D8A6CEA0-1993-437F-8736-75AB58052F84
وليد التليلي
صحافي تونسي. مدير مكتب تونس في العربي الجديد.
29 اغسطس 2016
+ الخط -

 

تسلمت حكومة الوحدة الوطنية، التي يترأسها يوسف الشاهد، رسمياً مهامها اليوم من الحكومة المتخلية بقيادة الحبيب الصيد، وجرت مراسم التسليم بحضور المنظمات الوطنية ووزراء الحكومتين ورؤساء الأحزاب، ورؤساء الحكومات الماضية، فيما تخلف رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي عنها.

وتمنى الصيد، في كلمته المطولة قبل التسليم، لحكومة الشاهد أن تعمر أطول من حكومته، وأن تصل إلى نهاية الفترة الانتخابية، مشدداً على أنه من غير الممكن لحكومة أن تحقق إنجازات وإصلاحات كبرى في فترة سنة ونصف فقط (مدة توليه الحكومة).  

ولمّح الصيد إلى أنه لم يكن هناك داعٍ لإنجاز وثيقة برامج جديدة، في إشارة إلى وثيقة قرطاج، لأن حكومته أعدت وثيقة متكاملة تتضمن مخطط التنمية للفترة 2017-2020 ، تتضمن أهم ملامح التنمية خلال الفترة المقبلة بالتفصيل، في حين كانت وثيقة قرطاج مجرد خطوط عريضة.

وتوقف الصيد مطولاً عند الظروف التي أحاطت ببداية عمله، مؤكداً أن كل المؤشرات التي تسلمها من حكومة المهدي جمعة (الذي كان حاضراً في القاعة) كانت سلبية.

وتوقّف الصيد خصوصاً عند الوضع الأمني الصعب الذي وجده حين تسلم السلطة، والعمليات المتكررة بعد ذلك، وخصوصاً في باردو وما أدت إليه من نتائج وخيمة على السياحة والاستثمار والمناخ الاقتصادي عموماً.

وعدّد الصيد إنجازات حكومته الأمنية، وتمكّنها من إعادة الاحساس بالأمان، خصوصاً في الأشهر الأخيرة، ونجاح العمليات الاستباقية، ومنع حوالي 18 ألفاً من التوجه إلى بؤر التوتر.

وعرّج الصيد على تأثير الوضع في ليبيا، وانعكاسه الشديد على الوضع في تونس.

وأضاف الصيد أن الحكومة المتخلية وجدت وضعاً اجتماعياً صعباً للغاية في قطاعات عديدة، وبدأت حكومته العمل مع سلسلة من الاضطرابات في الجنوب التونسي، ولكنه نجح في تهدئة الوضع عبر الحوار مع المنظمات الوطنية.

واعتبر الصيد أن حكومته شرعت في وضع عدد من القوانين المهمة التي ينبغي على حكومة الشاهد أن تواصل في استكمالها في مجالات متعددة، ومن بينها مكافحة الفساد التي اعتبر أنها أصعب حتى من مقاومة الإرهاب، مشدداً على أن الدولة لا تستطيع وحدها أن تنجح في مقاومته وأنه ينبغي على كل أطياف المجتمع أن تنخرط فيه.

وفي اللحظة التي كان الصيد يتمنى فيها ألا تحدث أي ضربة إرهابية أخرى في تونس، وصل خبر استشهاد ثلاثة جنود في جبل سمامة (مرتفعات القصرين قرب جبل الشعانبي) في عملية إرهابية، لم يكن على علم بها بعدُ، ما أثار بعض التشويش في القاعة، وشعوراً بالقلق، بعد الارتياح الذي كان عاما على الحضور.

 وتمنى الصيد أن يحل الغيث النافع على تونس (قال وزير الفلاحة إنه إذا لم تتهاطل الأمطار خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فإن المخزون المائي التونسي للشرب سيكون مهدداً)، متمنياً كذلك أن يتحلى الأهالي في قفصة وقابس بالصبر وعدم تعطيل إنتاج الفوسفات وفضّ المشاكل المتعلقة بالقطاع عموماً، متمنياً أن يتم حله عن قريب مع إيجاد حلول لتشغيل أهالي المنطقتين.

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الجديد، يوسف الشاهد، أن حكومة خلفه الحبيب الصيد تمكنت من مجابهة عديد الصعوبات، وخصوصاً التحديات الأمنية، مضيفاً أنه بفضل الإصلاحات التي قامت بها شاهدت تونس نقلة نوعية في مستوى التصدي للجماعات الإرهابية، ولذلك حافظت حكومته على المنظومة الأمنية وعززتها (لم يغيّر وزيري الدفاع والداخلية).

وعبّر الشاهد عن "تقدم مناخ الديمقراطية في تونس في ما يتعلق بالممارسات في التداول السلمي على السلطة"،  معتبراً أن الثورة تبقى منقوصة إن لم تنجح حكومته في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً ثقته في قدرة الشعب على تجاوز كل هذه الصعوبات.


ذات صلة

الصورة
أكد المشاركون أن الثورة شهدت انتكاسة بعد انقلاب قيس سعيد (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الأحد، خلال مسيرة حاشدة وسط العاصمة تونس، أن البلاد في مفترق طريق ولا بد من قرارات مصيرية حتى لا تذهب نحو الانهيار.

الصورة
وقفات احتجاجية في ذكرى الثورة التونسية 2023 - العربي الجديد

سياسة

انطلقت، صباح اليوم السبت، تجمعات احتجاجية للمعارضة التونسية في جهات مختلفة من العاصمة التونسية احتفالاً بالذكرى الثانية عشرة للثورة التونسية، وسط تعزيزات أمنية كبيرة وإغلاق الطرق المؤدية إلى شارع بورقيبة.
الصورة
ندوة في الذكرى 12 للثورة التونسية (العربي الجديد)

سياسة

أكدت منظمات وجمعيات تونسية، خلال ندوة عقدت اليوم الجمعة في الذكرى الـ12 للثورة، ضرورة تحقيق استحقاقات الثورة التي من أجلها ناضل الشعب التونسي، في ظل التراجع الكبير للحقوق والحريات، مؤكدة أن الشعارات التي رفعت إبان الثورة "لم يتحقق منها شيء".
الصورة
منشد الثورة التونسية، خالد الفالحي

منوعات

توفي مساء أمس الأحد "منشد الثورة التونسية" خالد الفالحي في حادث مروري عندما اصطدمت سيارته بأخرى في منطقة المحرس بمحافظة صفاقس، جنوب تونس.