فلسطين تحيي فعالية استرداد جثامين الشهداء وكشف مصير المفقودين

فلسطين تحيي فعالية استرداد جثامين الشهداء وكشف مصير المفقودين

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
27 اغسطس 2016
+ الخط -

من قرية دوما جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، جاء المواطن الفلسطيني عبد الحليم دوابشة اليوم السبت، للمشاركة في فعالية إحياء اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، والذي أقيمت فعالياته بمدينة رام الله وسط الضفة، على أمل أن تذكر الفعالية بقضية الشهداء والمفقودين الذين كان خاله عبد اللطيف أحمد دوابشة أحدهم.

كان عبد الحليم في عام 1969 يبلغ من العمر خمس سنوات حينما فقدت آثار خاله عبد اللطيف (يبلغ 19 عاماً حينها) في معركة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الأردنية الفلسطينية قرب قرية فصايل شمالي مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية. لكنه يتذكر تفاصيل معاناة العائلة بفقد خاله، والتي حملتها والدته معها التي تعيش في دوما بعد أن تزوجت فيها، بينما جده وجدته في الأردن.


عائلة دوابشة طرقت أبواب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969 وكذلك مؤسسات السلطة الفلسطينية وحتى الأسرى داخل سجون الاحتلال، إضافة للمؤسسات الدولية كالصليب الأحمر الدولي. وباءت محاولاتهم وبحثهم بالفشل. واكتفى دوابشة بالقول لهم "لا توجد أية معلومات عن عبد اللطيف"، فيما لا يعرف مصيره إن كان حياً أم شهيداً ولا يعرف مكان لجثمانه وترفض سلطات الاحتلال الإدلاء بأية معلومات.

في مدينة رام الله، شارك، اليوم، المئات من أهالي الشهداء والمفقودين وأحفادهم وأقربائهم بمسيرة وجنازة رمزية جابت شوارع المدينة، وحملت فيها نعوش رمزية ملفوفة بالعلم الفلسطيني، إحياء لهذا اليوم الوطني. وحمل الأهالي والمشاركون العلم الفلسطيني ولافتات تحمل أسماء الشهداء وصورهم، وسط هتافات تطالب بالضغط على الاحتلال للإفراج عن تلك الجثامين وكشف مصير المفقودين، بينما تقدمت الجنازة فرقة كشفية تابعة لقوى الأمن الفلسطيني عزفت الموسيقى العسكرية.

وأطلقت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء وكشف مصير المفقودين عام 2009 يوما وطنيا يوافق 27 من أغسطس/آب، إذ أطلقت فعالياته بعد عام على تأسيس الحملة التي أنشأها أهالي الشهداء ودعمها مركز القدس للمساعدة القانونية.



مدير مركز القدس للمساعدة القانونية، عصام العاروري، وأحد مؤسسي الحملة الوطنية، وهي الجهة المنظمة لفعالية اليوم بالتعاون مع عدة مؤسسات فلسطينية، أكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أهم رسالة لإحياء مثل هذه الفعاليات هي أن أهالي الشهداء والمفقودين يريدون أبناءهم ويودون معرفة مصير المفقودين منهم.

ورفض العاروري ما تنتهجه سلطات الاحتلال خلال العام الأخير من ابتزاز لأهالي الشهداء بفرض شروط على استلام ودفن أبنائهم، وطالب الجميع بالقيام بجهود من شأنها الضغط على الاحتلال للإفراج عن جثامين الشهداء.

وفي كلمة له أمام أهالي الشهداء، أكد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أمين شومان، أن الشعب الفلسطيني لا ينسى شهداءه، وأنهم سيبقون رأس الحربة في الصراع مع الاحتلال.

وعلى صعيد الحراك الدولي للضغط على الاحتلال، قالت المنسقة العامة للحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، سلوى حماد، إن "الحملة تسعى من خلال المؤسسات الدولية والعربية للضغط على الاحتلال لتسليم الجثامين، وعملت في الآونة الأخيرة على تمرير مشروع قرار في الأمم المتحدة عبر ممثل السلطة الفلسطينية هناك لإدانة احتجاز إسرائيل جثامين الشهداء، لكنها لم تتمكن".

وطالبت الحملة الوطنية في بيان وزعته خلال الفعالية، بضرورة قيام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإدانة هذه الأمور قبل رحيله من منصبه، وأن يكون للصليب الأحمر الدولي والجامعة العربية دور، لافتة إلى أن من بين أولئك الشهداء والمفقودين مقاتلون عرب.

وقالت الحملة إن "المعركة متواصلة حتى استعادة جثامين الشهداء ودفنهم بما يليق بهم، وإن المعركة السياسية والقانونية ضد الاحتلال لن تتوقف".

ودعت الحملة الوطنية إلى ضرورة توجيه عرائض وبيانات ومطالبات لكل الهيئات الدولية ووزراء خارجية في كل دول العالم للضغط على دولة الاحتلال لتحرير كافة الأسرى أحياء وشهداء، وأن تتوقف عن هذا السلوك غير القانوني وغير الأخلاقي، مؤكدة أن فعالية اليوم هي فاتحة لسلسة فعاليات على مستوى الأراضي الفلسطينية لدعم المعركة القانونية.

وتحتجز سلطات الاحتلال ضمن ما وثقته الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء وكشف مصير المفقودين، منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 وحتى اليوم، 14 في الثلاجات (استشهدوا خلال الانتفاضة الحالية) و249 في مقابر الأرقام، إضافة إلى 65 مفقوداً، و19 فلسطينياً لا يزال مصيرهم مجهولاً منذ العدوان الأخير على غزة عام 2014.

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.

المساهمون