الحياة تعود تدريجياً إلى مدينة الحسكة

الحياة تعود تدريجياً إلى مدينة الحسكة

24 اغسطس 2016
مخاوف من تجدد الاشتباكات (جون مور/ Getty)
+ الخط -

بدأت الحياة الطبيعية تعود إلى مدينة الحسكة، عقب سريان الاتفاق الجديد بين النظام السوري والمليشيات الكردية المتواجدة في الحسكة، يوم أمس الثلاثاء، برعاية روسية، والذي وضع حداً للاشتباكات التي استمرت نحو أسبوع، إذ نزل الموظفون إلى مؤسساتهم اليوم، وفتحت المحال التجارية أبوابها، فيما تتواصل عودة المدنيين الذين غادروا المدينة إلى منازلهم.


وقال الصحافي من الحسكة، عبد العزيز الخليفة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأوضاع بدأت تعود في المدينة إلى طبيعتها، وهناك أنباء عن بدء إطلاق سراح الأسرى، وقوات النظام عادت إلى مربعها الأمني، في حين خرجت مليشيا الدفاع الوطني خارج المدينة، بينما انضم بعض المقاتلين الى قوات سورية الديمقراطية".

وأضاف أن "الأهالي بدأوا بالعودة إلى بيوتهم، خاصة أن لا علاقة لهم بطرفي الصراع، وهذه الاشتباكات تكررت بين الطرفين عدة مرات، وكانت تنتهي بتفاهم ما، وما حدث هذه المرة كسابقاتها، وشبيحة النظام منهم من التحق بالقوات الكردية ومنهم من طبّق عليه التفاهم، بحسب مصالحهم. لكن بالعموم المدنيون هم ضحية طرفي الصراع وهذه حرب لا تعنيهم أبداً، فلا النظام يمثلهم ولا الأكراد".

إلى ذلك، أكد الصحافي في الحسكة صهيب الحسكاوي، في حديث "مع العربي الجديد"، أن "الحياة عادت إلى طبيعتها، فيما بدأ الأهالي بالرجوع إلى منازلهم في الحسكة، كما عاد فرن الصالحية والفرن الآلي إلى العمل، في وقت أقدم أصحاب المحلات على فتح أبواب محلاتهم مع وجود نقص حاد بالخضار والمواد الغذائية".

بدورها، قالت عضو المكتب الإعلامي في "وحدات حماية المرأة" الكردية من الحسكة، نيروز كوباني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) دعت الأهالي للعودة الى منازلهم، واليوم جميع الدوائر الرسمية والمؤسسات الخاصة فتحت أبوابها"، لافتة إلى أن "عودة الحياة إلى سابق عهدها قد تستغرق عدة أيام، لكن الأمور تسير بشكل طبيعي".

وأوضحت أن "الاشتباكات كانت في جزء من المدينة، أما باقي أنحاء المدينة فبعيدة عن هذه الاشتباكات ولم تتأثر بها". وأضافت أن "علاقة العرب مع الأكراد في المدينة لم تتأثر وهي كما كانت سابقا، فالنظام لا يمثل العرب أو غيرهم في الحسكة".

وكانت الحسكة شهدت خلال الأيام الأخيرة اشتباكات بين قوات النظام مدعومة بالطيران والمليشيات الموالية لها من جهة، مع المليشيا الكردية في المدينة، ونتج عنها أن سيطرت الأخيرة على مقرات مليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام. في المقابل، أقر الاتفاق بين الطرفين وبرعاية روسية خروج قوات النظام ومليشياتها من المدينة، على أن تتولى "الأسايش" مهمة حفظ أمن المدينة ومؤسساتها، كي تستمر مؤسسات النظام العامة بتقديم خدماتها هناك.

المساهمون