العراق: تصريحات متناقضة حول "تحرير" الخالدية

العراق: تصريحات متناقضة حول "تحرير" الخالدية

20 اغسطس 2016
يعكس التناقض عدم التنسيق (علي السعدي/ فرانس برس)
+ الخط -


تتناقض التصريحات الحكوميّة والعسكريّة العراقيّة بشأن "تحرير" جزيرة الخالدية الواقعة بمحافظة الأنبار، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) من عدمه، فبعد أن أعلنت قيادة عمليّات الأنبار تحرير الجزيرة بالكامل، ردّت قيادة العمليّات المشتركة بالنفي، بينما تحدثت مليشيا "الحشد الشعبي" عن وجود 150 عنصراً للتنظيم في الجزيرة.

ويعكس التضارب في التصريحات حالة من عدم التنسيق بين تلك الجهات، فضلاً عن اختلاف الأهداف التي تحرّك كلا منها للإدلاء بتصريحاتها، ففي الوقت الذي تسعى فيه المليشيات للبقاء أطول مدّة ممكنة في الجزيرة، تعلن عن وجود أعداد كبيرة من داعش فيها، وتُجبر قيادة العمليات المشتركة على الانسياق خلف إرادة الحشد لتؤيّدها في التصريحات، في حين تحاول قيادة عمليّات الأنبار إخراج الحشد من خلال إعلان "التحرير" الكامل.

وفي السياق، قال قائد عمليّات الأنبار، إسماعيل المحلّاوي، في تصريح صحافي، اليوم السبت، إنّ "وحدات الجيش والشرطة وعناصر الحشد الشعبي تمكّنوا من اقتحام منطقة البوكنعان في جزيرة الخالدية والتي تعتبر آخر معاقل التنظيم في جزيرة الخالدية". وأكّد المحلّاوي أنّ "جزيرة الخالدية أصبحت محررة بالكامل من تنظيم داعش".

في المقابل، ردّت قيادة العمليّات المشتركة على تصريح المحلاّوي، نافية "إنجاز تحرير جزيرة الخالدية بالكامل". وقالت القيادة في بيان صحافي، إنّ "العمليات العسكريّة مازالت مستمرة لتطهير الجزيرة".


بدورها، أكّدت "استخبارات" مليشيا الحشد الشعبي، "وجود 150 من مسلحي داعش بينهم أجانب في جزيرة الخالدية".
وقالت المليشيات في بيان صحافي، إنّ "150 عنصراً من تنظيم داعش يتواجدون في منطقتي الكرطان والبو كنعان بجزيرة الخالدية، بينهم اثنان يحملان الجنسية الأميركية، و7 يحملون الجنسية الروسية، و4 يحملون الجنسية الشيشانية، ويحمل المتبقون الجنسية الجزائرية".

ويرى الخبير الإعلامي عبد الرزاق العاني، لـ "العربي الجديد"، أنّ "التناقض في التصريحات الإعلاميّة يعكس حالة التخبط الكبير وعدم التنسيق المشترك لتلك القوات التي تعمل على تحرير الخالدية"، لافتاً إلى أنّها "تكشف من وجهها الآخر تعدد الغايات والأهداف منها".
وأوضح العاني، أنّ "مليشيا الحشد يهمها مسوغ البقاء في الجزيرة لتنفيذ أجنداتها الخاصة، بينما لا تستطيع قيادة العمليّات المشتركة الخروج عن إرادة المليشيات، تقابلها رغبة من قيادة عمليات الأنبار بخروج الحشد، الأمر الذي يدفعها إلى التصريح بأنّ الجزيرة محرّرة من داعش".
يشار إلى أنّها ليست المرّة الأولى التي أعلن فيها عن "تحرير كامل" لجزيرة الخالدية، إذ سبق أن أعلنت حكومة الأنبار عن تحريرها بشكل كامل مطلع تموز/يوليو الماضي، بينما أكّدت الوقائع الميدانية استمرار سيطرة "داعش" على بعض مناطقها.