"داعش" يبتكر وسائل قتل جديدة في العراق

"داعش" يبتكر وسائل قتل جديدة في العراق

18 اغسطس 2016
وضع مأساوي يعيشه العالقون (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -
على الرغم من مرور شهر كامل على رحيل ولدها الأكبر بعد تنفيذ "الدولة الإسلامية" (داعش) لإعدامات جماعية جديدة في مدينة الموصل طاولت أكثر من ثلاثين ضحية غالبيتهم شبان، يحرص جميع من في المنزل على منع أم عمر، 48 عاماً، من تصفح الإنترنت وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي؛ حرصا على ألا ترى أشلاء ولدها تتطاير في الهواء خلال التسجيل المصور الذي بثه التنظيم، ويحرص على نشره كإحدى وسائل الردع والترهيب لسكان المناطق التي يسيطر عليها.


ويقول والد الضحية عمر وهو مدرس متقاعد إن "داعش أعدم ولده من خلال ربطه إلى عمود كهرباء ثم تسديد قذيفة آر بي جي نحوه، فيما أعدم آخرين بطرق عدة مثل الحرق والغرق والنحر بالسكين، وإذابة اللحم والعظم بواسطة أحواض تحوي على أحماض كيميائية مختلفة".


ويضيف "حتى الآن لا أعرف لماذا تم إعدام ولدي؟ وكيف تم التحقيق معه؟ ومن حقق أصلا؟ وما هي المحكمة التي قضت بإعدامه؟ وهل عقوبته إن كان مذنبا فعلا تستحق الإعدام؟".


وتابع: "كل هذه الأسئلة اشترك بها مع جميع الضحايا الذين يقعون تحت آلة القتل الكبيرة في المدن الشمالية والغربية من العراق التي يسيطر عليها التنظيم".


ويؤكد أبو عمر، الذي تمكن من الفرار أخيرا من الموصل، أنه ما كان لينطق بكلمة واحدة لو كان بالموصل لكن الآن بعد وصولهم إلى كردستان العراق يمكنه التحدث بحرية.


هذا الأخير أوضح أن زوجته تسعى لمعرفة أي شيء عن جثة ابنها، قبل أن يضيف: "أبلغناها كذبا أن أصدقاء له قاموا بدفنه، لكن الحقيقة لا توجد جثة، حيث تحولت إلى أشلاء وقطع صغيرة، وهذا سر حرصنا على عدم دخول الانترنت حتى لا تتعرض لصدمة أخرى قد نضطر لإعادتها الى المستشفى".


ووفقا لمنظمات محلية عراقية فإن تنظيم "داعش" قتل خلال العامين الماضيين نحو 20 ألف مدني، بعضهم أطفال، تحت ذرائع مختلفة في تنافس واضح مع المليشيات ودوامة القصف العشوائي اليومي. وهناك نحو 5 آلاف مفقود لا يعلم عن مصيرهم، بالوقت الذي يقبع المئات وربما الآلاف في سجونه دون معرفة مصيرهم.


وبحسب تسجيلات مصوره بثها التنظيم، ويعتذر "العربي الجديد" علن نشر مقاطع منها بسبب بشاعتها، فقد تفاوتت طرق القتل لدى التنظيم بين قطع رؤوس وإطلاق رصاص، إلى تفجير الأجساد بالقنابل، ورمي الضحايا من أسطح المباني السكنية المرتفعة، إلى دفنهم أحياء أو إغراقهم أو حرقهم وآخرين وضعوا في أحواض أحماض كيماوية صهرت أجسادهم.


ويحرص التنظيم على تصوير جرائمه بحرفية عالية مع أصوات حشرجة الضحايا، ولفظهم أنفاسهم الأخيرة بهدف زرع الخوف والرهبة في نفوس سكان المدن التي يسيطر عليها.
ويقول برلمانيون عراقيون في بغداد إن وسائل التنظيم تزداد وحشية.



ويقول النائب محمد الجاف لـ"العربي الجديد" إن "سكان تلك المناطق وقعوا ضحايا وصاروا بين مطرقة داعش وسندان القصف اليومي على مدنهم"، لافتا إلى أنهم "لم يكن لهم أي ذنب بسقوط مدنهم فهم ليسوا مسؤولين عن الأمن لكن الجيش والشرطة هي من تخلت عن حمايتهم وسلمتهم بيد تنظيم إرهابي واليوم يقتلون على يده وعلى يد من يحاربه".

من جانبه، قال الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة بالعراق مازن أحمد التكريتي لـ"العربي الجديد" إن "بث التنظيم كمية كبيرة من الصور والمقاطع للذبح والتفجير بصور مختلفة ناتج عن ضغط كبير يتعرض له خلال المعارك اليومية".

وبين أنه "لا ينبغي إغفال الشارع الشعبي... حيث بات يرفضه بشكل كامل ويرفض بقاءه وهو ما يجعل التنظيم ينظر إليهم كلهم كأعداء".


وأضاف أن "تلك الصور والمقاطع سترتدّ بنتائج عكسية على التنظيم في رفع رصيده من الكراهية لدى العراقيين".

ولفت إلى أن "زيادة ما يسمونه أعضاء داعش حفلات القصاص أو الإعدام في المدن التي يسيطر عليها يجب أن تكون كافية للسلطات الحكومية ومن يساندها والتحالف الدولي كي تثبت أن هناك أبرياء يجب عدم قتلهم بالقصف العشوائي" وفقا لقوله.