العراق: انتهاكات جديدة لـ"الحشد" بالأنبار ودعوات لتسليم الملف للعشائر

العراق: انتهاكات جديدة لـ"الحشد" بالأنبار ودعوات لتسليم الملف للعشائر

17 اغسطس 2016
مليشيات "الحشد" تواصل انتهاكاتها في جزيرة الخالدية (العربي الجديد)
+ الخط -

تُواصل مليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، التي تشارك قوات الجيش في معارك استعادة السيطرة على جزيرة الخالدية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الأربعاء، انتهاكاتها في جزيرة الخالدية (20 كيلومتراً شرق الرمادي في محافظة الأنبار)، مرتكبةً أعمال حرق وسرقة للمنازل والمؤسسات الحكومية. بينما دعا مجلس المحافظة إلى تسليم الملف الأمني في المناطق المحرّرة إلى القوات العشائرية.

وأوضح مسؤولون محليون في محافظة الأنبار (غربي العراق) أنّ "المليشيات أحرقت وسرقت ما لا يقل عن 400 منزل وعدداً كبيراً من المؤسسات والدوائر الحكومية والمساجد، وشملت محطات ماء وكهرباء، وزراعة وتعليم، و12 مسجداً".

من جهته، ردّ نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، على الانتهاكات، داعياً الحكومة المركزيّة إلى "تسليم ملف المناطق المحرّرة إلى أبنائها من القوات العشائرية"، معتبراً أنّ "هناك ضرورة ملحّة بأن يتسلم أبناء العشائر ملف مناطقهم الأمني، خصوصاً وأنّهم أبلوا بلاءً حسناً في تحريرها".

ودعا العيساوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، الحكومة إلى "الاهتمام بهذا الملف وتجهيز أبناء العشائر لتسلّم ملف مناطقهم، خصوصاً وأنّ قوات الشرطة المحليّة غير كافية لمسك الملف الأمني في المحافظة، لذا فإنّ أبناء العشائر هم قوات مدربة وجاهزة لمسك هذا الملف. وقد أثبتوا قدرة كبيرة في القتال خلال المعارك التي خاضوها في تحرير مناطقهم".

ورأى مجلس المحافظة، في بيان صحافي، أنّه "تَفاجأ بتصرفات (الحشد الشعبي) وقيامهم بتهديم أكثر من 20 منزلاً وحرق أخرى في الحامضية في الرمادي"، مبيناً أنّ "هذه المنطقة تم تحريرها من قبل الفرقة العاشرة من الجيش ولا يوجد أي دور للحشد بعمليات تحريرها، وأنّ المعارك فيها لم تتسبب سوى بإلحاق الضرر بثلاثة منازل فقط".

وأضاف أنّ "المنطقة تمّ تأمينها ومسكها من قبل أبنائها المقاتلين العشائريين طيلة هذه الفترة، ولم يسجّل فيها أيّ خرق طيلة هذه الفترة إلّا بعد دخول الحشد إليها"، مؤّكداً أنّ "المنطقة كانت مهيأة أمنياً وخدمياً لعودة أهلها النازحين". 

وفي السياق، أكّد مصدر محلي في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "منطقة الحامضية شهدت تخريباً ممنهجاً من قبل مليشيا الحشد التي أقدمت على سرقة 80 منزلاً وإحراقها بشكل ممنهج"، مبيّناً أنّ "دخول (الحشد) إلى المنطقة كان لأجل تنفيذ الانتهاكات، إذ أنّ المنطقة مؤمنة ولا وجود لداعش فيها، ولا سبب لدخول الحشد إليها".

وقال المقدم من شرطة الأنبار محمد العبيدي، إنّ "أفراد مليشيا حزب الله وبدر والعصائب تقوم بعمليات سرقة وحرق في مئات المنازل، بمنطقة جزيرة الخالدية، بعدما تمكنوا من دخولها وهناك مساجد سويت بالأرض ودوائر حكومية دمرت".

ولفت العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "تلك العمليات لا تزال مستمرة ويتورط بها أفراد المليشيات، ولا نعلم إذا كان العمل بناءً على أوامر من قادتهم أم أنها تصرفات ميدانية منهم"، مؤكداً أن "السرقات طاولت كل شيء وتم شحن بعضها إلى العاصمة العراقية بغداد ومدن الجنوب".

ورأى عضو البرلمان العراقي، محمد العبيدي، أنّ "عمليات السرقة والنهب الجارية حالياً في الخالدية هي استكمال لظاهرة ما بعد تحرير المدن"، موضحاً أنّ "قيادات (الحشد) أكدوا لنا أنها تصرفات فردية غير مسؤولة وتعهدوا بمحاسبة المتورطين بها، لكن حتى الآن لم يحصل أي شيء والحال على ما هو عليه في تلك المنطقة أو غيرها من المناطق التي يتواجد بها الحشد الشعبي".

من جهته، قال عضو المجلس المركزي لعشائر الأنبار، محمد الخليفاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لليوم الثالث على التوالي تستمر عمليات السرقة والنهب ثم الحرق في الجزيرة بسيناريو مشابه لما جرى بالفلوجة وتكريت وجرف الصخر ومناطق أخرى"، مشدداً على أنّ "قوات الجيش حاولت منع تلك العمليات الانتقامية من قبل مليشيات (الحشد)، لكن أياً من الضباط الموجودين غير قادر على وقف ذلك".

وأشار إلى أنّه "تم توثيق تلك الجرائم بالصوت والصورة وسيتم عرضها على رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يحاول التغاضي عن تلك الجرائم".

وأعلنت القوات العراقية، الأسبوع الماضي، عن تحرير غالبية مناطق جزيرة الخالدية بعد معارك ضارية استمرت عدة أسابيع تكبد فيها التنظيم خسائر كبيرة، جرّاء القصف الجوي الأميركي على المنطقة التي تمثل الرئة الشرقية لمدينة الرمادي، دون أنّ تستجيب للمطالب بإخراج مليشيا "الحشد" من محافظة الأنبار، على الرغم من أنّ تقارير محليّة ودوليّة وثقت غالبية تلك الانتهاكات.