اليمن: تضارب حول تمديد المشاورات والتصعيد الميداني يتواصل

اليمن: تضارب حول تمديد المشاورات والتصعيد الميداني يتواصل

27 يوليو 2016
غياب الحلّ يعزز المواجهات الميدانية (Getty)
+ الخط -


تتضارب الأنباء حول تمديد متوقع لمشاورات السلام اليمنية، والتي كان من المقرر أن تختتم جلساتها في الكويت، غداً الخميس، بعد الجمود الذي أصابها الأيام الماضية، بغياب المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

في غضون ذلك، يتواصل التصعيد الميداني في محافظات يمنية ومناطق حدودية مع السعودية، الأمر الذي تتراجع معه الآمال بالحل السياسي، ويرفع من احتمالات العودة إلى الحرب بوتيرتها السابقة للهدنة، مجدداً.

وأفادت مصادر مقربة من وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي العام المتحالف معها، لـ"العربي الجديد"، بأن المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، وكان من المقرر أن تنتهي الخميس، قد يُعلن عن تمديدها لأسبوع إضافي، جراء الجمود غير المعلن الذي دخلته في الأيام الماضية، بسبب مغادرة المبعوث الأممي الكويت، للمشاركة في القمة العربية، فضلاً عن أن الطرفين لم يحققا أي تقدم منذ استئناف المشاورات.

من جهته، أوضح مصدر مرافق لوفد الحكومة المفاوض لـ"العربي الجديد"، أن الجانب الحكومي لم يُبلغ، حتى الأربعاء، عن أي تمديد رسمياً، مشيراً إلى أن الوفد لا يزال يتمسك بالمدة المحددة للمحادثات (أسبوعين) وقد بدأت في الـ16 من يوليو/ تموز، وكان من المقرر أن تنتهي الخميس. وبحسب المصدر، فإنّ تأخر المبعوث الأممي في زيارته إلى موريتانيا، والتي أخذت منذ يوم الأحد وحتى الأربعاء، جعلت الأسبوع الثاني يمرّ دون اجتماعات ونقاشات حاسمة.

وكان ولد الشيخ أحمد قد أعلن خلال الجلسة الافتتاحية للمشاورات، منتصف شهر يوليو/ تموز الحالي، أنها ستستمر لأسبوعين، كسقف زمني للمتفاوضين للوصول إلى حل، وهي المدة التي أكدتها الكويت، وأعلنتها منذ أيام، عبر نائب وزير خارجيتها، خالد سليمان الجار الله، أنها منحت المشاركين 15 يوماً لحسم المشاورات، وما لم يتم الحسم خلال هذه المدة فإنها ستعتذر عن إكمال الاستضافة، غير أنه ومع تجميد المحادثات على هامش القمة العربية، بات من المرجح أن يتم التمديد.

وكانت المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت قد انطلقت في الـ21 من أبريل/ نيسان الماضي واستمرت حتى الـ30 من يونيو/ حزيران، دون أن تحقق خلال هذه المدة أي تقدم عملي، وجرى رفعها لأسبوعين مع إجازة عيد الفطر، غير أنها وبعد استئنافها، عادت إلى المربع الأول، أو ما عبر عنه المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، رئيس وفد الجماعة المفاوض، محمد عبدالسلام، خلال تصريحات صحافية، أواخر الأسبوع الماضي، بالقول إن "النقاشات عادت إلى ما وراء الصفر، وليس إلى الصفر فحسب". واقتصرت الجلسات على لقاءات منفصلة للمبعوث الأممي مع الوفدين، ولقاءات دبلوماسية متفرقة.

ميدانياً، تواصل التصعيد العسكري بالترافق مع الانسداد السياسي، إذ واصل الحوثيون وحلفاؤهم تبني هجمات في مناطق سعودية على الحدود. وتحدثت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، عن تدمير عربة للقوات السعودية وقنص جندي في الخوبة الحدودية التابعة لمنطقة جازان (تكتب أيضاً جيزان)، وكذلك قنص جنود آخرين في الربوعة التابعة لمنطقة عسير.
من جهتها، أعلنت مصادر سعودية عن إصابة طفل مقيم في جازان جراء سقوط قذائف أُطلقت من الجانب اليمني.

في المقابل، نفذت مقاتلات التحالف غارات متفرقة في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، وقصفت بغارتين جويتين أهدافاً في منطقة مران التابعة لمديرية حيدان. كما قصفت بغارتين أخريين معسكر الشرطة الذي تسيطر عليه الجماعة، في مدينة صعدة، مركز المحافظة، والتي تحمل ذات الاسم، وترتبط بحدود مع مناطق نجران وعسير وجيزان من جهة السعودية. وكانت المناطق الحدودية قد دخلت بهدنة على إثر تفاهمات مباشرة بين الحوثيين والسعودية في مارس/ آذار الماضي، غير أن الهدنة بدت في حكم المنهارة في الأيام الأخيرة.

وامتدت الضربات الجوية للتحالف إلى منطقة حرض الحدودية، والتابعة إدارياً لمحافظة حجة غرب صعدة، في ظل تواصل الاشتباكات المتقطعة بين الانقلابيين وقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، والتي كانت قد بدأت عملية عسكرية للتقدم في حرض وخاضت مواجهات عنيفة سقط خلالها قتلى من الجانبين بالعشرات.

وفي مديرية نِهم شرق صنعاء، تجددت المواجهات والقصف المتبادل بين قوات الشرعية التي تسعى للتقدم من جهة مأرب صوب العاصمة وبين الانقلابيين.

ووفقاً للمصادر، فقد وصلت في الأيام الأخيرة تعزيزات جديدة لقوات الجيش الموالية للشرعية إلى مأرب، آتية من جهة السعودية، بالتزامن مع تلميحات لقيادات في الشرعية تشير إلى تحضيرات مستمرة يقوم بها الجانب الحكومي، استعداداً للخيار العسكري، في حال فشلت المشاورات في الكويت.