تيسير قبعة... تاريخ مناضل فلسطيني حافل بالعمل

تيسير قبعة... تاريخ مناضل فلسطيني حافل بالعمل

رام الله

العربي الجديد

العربي الجديد
23 يوليو 2016
+ الخط -

فقدت فلسطين الرجل الثاني في المجلس الوطني، تيسير قبعة، الذي وافته المنية في 21 يوليو/ تموز الجاري، في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمان، عن عمر يناهز 78 عاماً، بعد تاريخ حافل بالعمل الدؤوب من أجل فلسطين، وتمثيلها في كثير من المحافل الدولية.

ولد قبعة في قلقيلية، شمال الضفة الغربية، في 20 من أغسطس/ آب من العام 1938، وتخرج من مدرستها الثانوية عام 1958، ثم التحق بعدها بجامعة دمشق، وتحديداً بكلية الحقوق، وأثناء ذلك انتخب رئيساً لرابطة الطلبة الفلسطينيين في سورية.

كان الفقيد متزوجاً من ابتسام نويهض، وأنجب منها ثلاث بنات، وولداً واحداً اسمه فارس، ويعتبر أحد القادة التاريخيين لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي نعته في بيان لها على موقعها، مشددة على أن "الحركة الوطنية الفلسطينية فقدت أحد أعلامها الذين حملوا قضية الشعب والوطن إلى أرجاء المعمورة".

ووفقاً لموقع الجبهة، فإن تيسير انخرط مبكراً في صفوف حركة القوميين العرب، وعمل بنشاط في تنظيم الحركة الطلابية الفلسطينية، التي رأس رابطتها الطلابية في سورية، قبل أن يعتقل فيها بعد الانفصال عن مصر عام 1961، وأبعد عقب ذلك إلى مصر، ليدرس الآداب هناك، ويواصل نشاطه في حركة القوميين العرب، وفي الحركة الطلابية الفلسطينية.

ترأس الفقيد الاتحاد العام لطلبة فلسطين لسنوات عديدة، وبقي فيه حتى العام 1967، وخلال عهده صار الاتحاد يضم أكثر من أربعين فرعاً في جميع أنحاء العالم.

على الصعيدين الوطني والقومي، في "الجبهة الشعبية"، فقد كان قبعة، عضواً في اللجنة المركزية والمكتب السياسي في دورات عديدة، وتولى مهمات تنظيمية وسياسية ونقابية كبيرة، كما شارك في المؤتمر الأول للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في القدس عام 1964، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضواً في المجلس المركزي لدوراتٍ عديدة، ونائباً أول لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني، منذ عام 1988 وحتى وفاته. وقد مثّل فلسطين في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والدولية، وفي قمم عربية وأفريقية، وبرلمانات عربية ودولية شغل فيها مواقع قيادية عديدة.

كما انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العالمي، وعضواً في اللجنة التنفيذية لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وكان عضواً في مجلس السلم العالمي، وعضواً في منظمة التضامن الآفرو- آسيوي.

في شهر يونيو/حزيران من العام 1967، ترك تيسير قبعة الجامعة والاتحاد، بعد أن نال درجة البكالوريوس في الآداب، ثم الماجستير في التاريخ، ودخل مع العديد من الطلبة الفلسطينيين إلى الضفة الغربية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لكنه اعتقل في القدس في 20 من ديسمبر/ كانون أول من العام 1967، وبقي في السجن أكثر من ثلاث سنوات، وتحت الضغط العالمي أبعد إلى الأردن.

عاد القيادي الفلسطيني الراحل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في شهر أبريل/ نيسان عام 1996، لحضور اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في غزة في دورته العادية الحادية والعشرين، حيث أُعيد انتخابه نائباً لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وانتخب في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2005 نائباً لرئيس البرلمان الانتقالي، واختير، كذلك، نائباً لرئيس الجمعية البرلمانية الأورو متوسطية في مارس/ آذار 2006.

في سياق آخر، كانت الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط قد منحت قبعة، قبل نحو أربع سنوات، جائزة المتوسط، لالتزامه بتعزيز الحوار والسلام بين فلسطين وإسرائيل أثناء عمله ونشاطه في الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط.

وتقدم الجائزة، منذ عام 1996، لمجموعة من كبار الشخصيات في عالم السياسة والدبلوماسية والثقافة والتربية والعلوم، اعترافاً بمساهمتها في تعزيز الحوار والسلام في منطقة الشرق الأوسط الكبرى، ويتم إقرارها من هيئة تحكيم تضم 300 عضو من 43 دولة، وتعتبر واحدة من أهم الجوائز في العالم.

إلى ذلك، نعت غالبية الفصائل الفلسطينية، والرئيس محمود عباس، وبرلمانات عربية وصديقة للشعب الفلسطيني، الراحل قبعة، واعتبرت رحيله خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني ولشعوب الأمة العربية كافة، وأشادوا بمسيرته التاريخية في خدمة القضية الفلسطينية.



ذات صلة

الصورة
الأردن: تظاهرات حاشدة تطالب بوقف العدوان على غزة (العربي الجديد)

سياسة

منعت قوات الأمن الأردنية، مساء أمس الأحد، مئات المحتجين من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، احتشدوا قرب السفارة في منطقة الرابية، غربي العاصمة.
الصورة

سياسة

استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، ليل الخميس الجمعة، جراء مجزرة إسرائيلية جديدة استهدفت حشداً من المدنيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية عند دوار الكويت في غزة.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
الصورة

سياسة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه من المتوقع أن يصل عدد الجنود الذين سيبقون مع إعاقة دائمة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" والحرب على غزة إلى 20 ألفاً.

المساهمون