ساعات مصيرية عاشها مسؤولون أتراك عند "حافة الانقلاب"

ساعات مصيرية عاشها مسؤولون أتراك عند "حافة الانقلاب"

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
19 يوليو 2016
+ الخط -
في وقت تواصل فيه تركيا لملمة المشهد بعد محاولة الانقلاب العسكري، نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تفاصيل جديدة حول كيفية إفشال المخطط، والذي "كاد أن ينجح"، بحسب تقديرات المسؤولين الأتراك. ففي حين يصف بعض المراقبين محاولة الانقلاب بأنها "غير ناضجة"، يعارض بعض المسؤولين هذا التصنيف، بحسب الصحيفة، لافتين إلى أنه "مخطط بدقة".

وعاد مراسل صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في أنقرة، كريم شاهين، لرصد تفاصيل اللحظات الأولى، بعيداً عن عدسات التلفزيون، عندما شعر تسعة وزراء باقتراب الموت من باب غرفة الاجتماعات، والتي حشروا فيها في مقر رئاسة الوزراء.

تابع الوزراء تطور الأحداث وتسارعها عبر شاشة "TRT"، وشاهدوا لحظة بلحظة نزول الدبابات إلى الشوارع، وإغلاق الجسور والمطار الدولي في إسطنبول، واستيلاء المتمردين على مبنى التلفزيون، وإجبارهم المذيعة على قراءة بيان سيطرة الجيش على البلاد.

سكت كل من في الغرفة، ولم يكسر جدار الخوف إلا مزاح أحد الوزراء، والذي حاول رفع معنويات الحاضرين بالقول: "لا تهتموا لما تقوله TRT، أنا لا أشاهدها حتى في الأوقات العادية، إنها مجرد تلفزيون حكومي".

لم تبدد طرافة الوزير مخاوف الحاضرين الذين باتوا على قناعة بأنهم هالكون لا محالة، وقد مضى على محاولة الانقلاب أكثر من ساعتين. أحد الوزراء قال بيأس شديد: "من المرجح أنهم نجحوا، وأننا سنموت الليلة"، وأضاف أحد الوزراء، وفقاً للمسؤول الذي كان حاضراً الاجتماع نفسه: "لنكن مستعدين للموت. جميعنا شهداء في هذه المعركة"، وبعث حارسه الشخصي لجلب بندقيته الشخصية.

فقد الوزراء ثقتهم بكل من حولهم من الجنود والحراس، إلى درجة أنهم أخرجوا جميع أفراد قوات الأمن، المكلفة بحماية المبنى، من الغرفة، في مشهد كئيب. ومضت سويعات قبل أن يتنفس الوزراء الصعداء، مع ظهور أردوغان في بث مباشر، متحدثاً عبر "فيس تايم" داعياً الشعب للدفاع عن الديمقراطية.


"ما هو فيس تايم؟" صرخ أحد الوزراء، "لماذا لا أستطيع الحصول عليه في هاتفي؟" سأل وزير آخر. انقلب مزاج الحاضرين وتبدد الخوف، وصرخ أحد الحاضرين: "النصر آت". في تلك الأثناء، بدأ الناس يخرجون إلى الشوارع بأعداد غفيرة، استجابة للدعوة التي وجهها الرئيس، وأخذ أئمة المساجد في تركيا يكبرون.


وتنقل الصحيفة معلومات تشير إلى أن وزير الداخلية كان قد دُعي الجمعة، يوم الانقلاب، مع عدد من المسؤولين إلى اجتماع أمني عالي المستوى، في مقر القيادة العسكرية، والتي كانت من المفترض أن تجتمع عند الخامسة مساء، ليتبيّن بعد ذلك أن الدعوة كانت "حيلة" المقصود منها أن تكون ذريعة لاعتقاله.

لكنّ وزير الداخلية أفكان آلا، لم يذهب إلى الاجتماع لانشغاله، وظهر بعد كشف محاولة الانقلاب أنه محتجز في مطار "إيسينبوجا" في أنقرة، حيث شكّل هناك "خلية أزمة" لإدارة التداعيات، حمتها جموع المدنيين الذين تجمهروا رفضاً للانقلاب.

وفي اليوم ذاته، لم يحضر المسؤول الأعلى لمكافحة الإرهاب وقائد حملة تركيا على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، اجتماعاً في القصر الرئاسي في أنقرة، ليتبيّن لاحقاً، بحسب ما تورده الصحيفة نقلاً عن مسؤول رفيع، أنه وجد جثة مصابة بطلقة في الرقبة، ويداه مكبلتان وراء ظهره.

وتضيف الصحيفة أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غادر، قبل عشرين دقيقة من وصول مخططي الانقلاب، إلى المجمع السياحي بميراميس، والذي كان يقضي فيه إجازته الصيفية، حيث حط حينها على سطح الفندق نحو 25 جندياً عبر حبال من طائرة مروحية، مطلقين النار، في محاولة "واضحة" لاحتجازه، قبل أن يتبيّن لهم أنه غادر قبل وصولهم.

وبينما كان أردوغان يغادر ميراميس على متن طائرة تجارية، أغلقت مقاتلتا "أف- 16" نظام الرادار مستهدفتين طائرة الرئيس، لكنهما لم تطلقا النار عليه، بعدما أخبرهما قائد الطائرة الرئاسية عبر الراديو بأن الطائرة تابعة لـ "الخطوط الجوية التركية".

دلالات

ذات صلة

الصورة
منازل الطوب في الشمال السوري 2 (عدنان الإمام)

مجتمع

ما زالت المعلومات المتعلقة بمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة حوالي مليون لاجئ سوري إلى مناطق محاذية لتركيا داخل الأراضي السورية غير كافية. إلا أن اللاجئين يخشون نقلهم إلى تجمعات منازل الطوب
الصورة
الاحتياطي التركي الأعلى في 39 شهراً

اقتصاد

سجل احتياطي النقد الأجنبي في تركيا أعلى مستوى له منذ 11 مايو/أيار 2018، حيث تجاوز إجمالي احتياطيات البنك المركزي 109 مليارات دولار، مسجلاً أعلى مستوى في 39 شهراً.
الصورة
أمير قطر مع أردوغان (قنا)

سياسة

بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته إلى الدوحة اليوم الأربعاء، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.
الصورة

سياسة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء في رسالة عبر الفيديو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بافتتاح دورتها الـ 75، إن هناك حاجة لإجراء إصلاحات في منظمة الأمم المتحدة، مشدداً على أن مصير البشرية لا يمكن أن تتحكم به خمس دول.