شكري في إسرائيل: توسيع السلام والبحث عن مصالح مشتركة

شكري في إسرائيل: توسيع السلام والبحث عن مصالح مشتركة

10 يوليو 2016
القاهرة لا تعارض عضوية إسرائيل بالاتحاد الأفريقي(غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -
تأتي زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لإسرائيل، اليوم الأحد، لتضع حدّاً لكثير من التكهنات بشأن تحسن العلاقات بين النظام المصري الحالي والكيان الصهيوني، كاشفة عن تقارب كبير في المواقف بين الجانبين.

وكان السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورين قد قال إن الفترة الراهنة واحدة من أفضل الأوقات في العلاقات بين الدولتين، في مجال التعاون بين الحكومات"، مؤكداً أن "هناك تعاوناً جيداً بين الجيشين، حيث لدينا تفاهمات حول شبه جزيرة سيناء".

في هذا الإطار توضح مصادر سياسية مصرية أن زيارة شكري التي تأتي في أعقاب زيارة أحد مساعديه لتل أبيب في الثلاثين من يونيو/ حزيران الماضي، تهدف لتنسيق العديد من المواقف الإقليمية للبلدين خلال الفترة القادمة.

وفجّرت مصادر قريبة الصلة من دوائر الحكم المصرية مفاجأة قائلة "القاهرة لا تعارض حصول إسرائيل على عضوية مراقب بالاتحاد الأفريقي".

وبحسب المصادر ذاتها فإن: "إسرائيل تربطها علاقات قوية بعدد من دول القارة، بحق مشتركات كثيرة بينهم في مقدمتها انتشار الديانة اليهودية بعدد ليس بالقليل في كثير من هذه الدول، إضافة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين هذه البلدان وتل أبيب".

وقالت المصادر "لغة المصالح باتت تحكم المنطقة، وعلينا أن ندرك أنه ليس بوسعنا الوقوف في أماكننا بدون حركة كثيرا، ورأينا جميعا الموقف التركي وتطبيع العلاقات مع تل أبيب وتنازلها عن المطالب الخاصة برفع الحصار عن غزة". وتابعت "نحن لن نتخلى عن القضية الفلسطينية بل تأتي تشكل أولوية لنا ولكن هناك متغيرات على الساحة الإقليمية والمصرية يجب التعامل معها بشل مختلف في إطار المصالح".


ولفتت المصادر إلى أن مشاورات شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ستتطرق إلى عدد من المحاور المهمة، أبرزها الحديث بشأن دعوة السيسي أخيراً لتجديد مسار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين. وستهم كذلك توسيع عملية السلام، وبحث الموقف المعقد بعد أزمة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

وأوضحت المصادر أن المحور الأهم خلال المباحثات هو الجزء المتعلق بوساطة قام بها نتنياهو أخيراً بناء على مطلب مصري لدى إثيوبيا لحلحلة الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا المتعلقة بسد النهضة، حيث أشارت المصادر إلى أن هناك انفراجة في الموقف الإثيوبي سيعلن عنها خلال الأيام القليلة القادمة.

من جانبه قال وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، النائب عاطف مخاليف، إن زيارة وزير الخارجية، لإسرائيل تأتي في توقيت مهم وخطير لأنها تأتي بعد تصريحات نتنياهو، والتي أكد فيها أن بلاده تؤيد وتساند كافة المشاريع الوطنية التي تقوم بها إثيوبيا في إشارة لمساندته استكمال بناء سد النهضة وما سيعقبه من تأثير كبير في المستقبل على مصر.

وأكد مخاليف في تصريحات صحافية خلال تواجده بمقر البرلمان اليوم أن زيارة شكري لإسرائيل ليست بروتوكولية، قائلا "نحن لا نملك في الفترة الحالية حرية الزيارات الدبلوماسية العادية، ولكننا نواجه أزمة حقيقية لم تواجه مصر مثلها منذ عهد محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة وهي أزمة المياه، وهو الأمر الذي يتطلب على الفور ضرورة تكثيف تحرك الدبلوماسية المصرية لوقف تحركات إسرائيل في المنطقة.

فيما قال رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب اللواء سعد الجمال، إن زيارة شكري تأتي كتفعيل لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسي لإحياء عملية السلام وقيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وذلك بناء على المبادرة الفرنسية، وأيضاً المبادرة العربية عام 2002، وذلك لتحقيق السلام العادل والشامل وهو "السلام مقابل الأرض" والعودة لحدود ما قبل 1976 بحسب تصريحات الجمال اليوم للصحافيين البرلمانيين.


وأضاف أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيعمل على تحقيق السلام العالمي لأن السلام الدولي جزء لا يتجزأ وسيعم الأمن والاستقرار والإحساس بالعدالة وعدم القهر، مؤكداً أن انتهاك الأوطان انتهاك لأعراض الشعوب.

المساهمون