الأردن: مقتل 3 ضباط صف وعاملين بهجوم مقر المخابرات
وقال في بيان صحافي "تعرض مكتب المخابرات العامة في مخيم البقعة لهجوم إرهابي دنيء، قبيل الساعة السابعة من صباح اليوم الإثنين"، مشدداً على أن استهداف المقر من المسلحين، صبيحة أول يوم في شهر رمضان، "دليل واضح على السلوك الإجرامي لهذه العناصر وخروجها عن ديننا الحنيف، وأراقوا دماء زكية نذر أصحابها أنفسهم لحماية الوطن والمواطن والمنجزات".
القتلى الخمسة الذين سقطوا في الهجوم هم "الخفير، وعامل المقسم، وثلاثة ضباط صف من حرس المكتب".
وحسب معلومات أولية حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الهجوم تم باستخدام أسلحة أوتوماتيكية، فتحها المهاجمون باتجاه المكتب، من خلال سيارة كانوا على متنها، وتؤكد المعلومات الأولية أن المهاجمين لاذوا بالفرار، دون أن يقبض عليهم حتى اللحظة، حسب ما أكدت مصادر أمنية عقب شائعات عن القبض على المهاجمين.
وأعلن المومني أن "الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة، وتتولى التحقيق في ملابسات وظروف الهجوم الإرهابي"، متعهداً بإعلان كافة التفاصيل لاحقاً.
ويقع مكتب المخابرات الذي تعرض للهجوم، خارج حدود مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، في منطقة شبه معزولة، وبعيدة عن التجمعات السكنية، ويشمل اختصاص عمله المكتب الذي يصطلح عرفاً على تسميته "مكتب مخابرات مخيم البقعة"، كلاً من المخيم، ولواء عين الباشا والقرى والبلدات المحيطة.
بدورها، أغلقت الأجهزة الأمنية الطريق المؤدية إلى مكتب المخابرات، وسمحت للحالات الطارئة بالدخول، نظراً لوجود المكتب مقابل المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة.
يُذكر أن مكتب المخابرات كان يتواجد داخل المخيم، قبل أن ينقل خارجه في العام 1991، بعد تعرضه آنذاك لهجوم بأسلحة أوتوماتيكية، كما وتعرض المكتب في العام 2009 لمحاولة استهداف مسلح من قبل ثلاثة أفراد من أتباع التيار السلفي الجهادي، حوكموا أمام محكمة أمن الدولة التي قضت على اثنين منهم بالأشغال الشاقة المؤقتة، فيما تمكن أحدهم، الثالث الفار من وجه العدالة والذي حوكم غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة، من التسلل إلى سورية للقتال ضد النظام السوري، وهناك قُتل بتفجير انتحاري في أكتوبر/تشرين أول 2012.
وفي وقت توالت فيه بيانات الاستنكار للجريمة من سكان المخيم والمؤسسات الخدمية والمؤسسات الثقافية والرياضية، رفض العديد منهم ربط المخيم بالإرهاب، وقال عضو البرلمان الأردني السابق عن المخيم، مصطفى ياغي، "المكتب لا يقع في المخيم، وإنما في منطقة الأقمار الصناعية، الواقعة ضمن نطاق بلدية عين الباشا الجديدة، واسم مكتب البقعة ما هو إلا تسمية رسمية".
وشدد ياغي على ضرورة التصدي لجميع محاولات الغمز من قناة إثارة الفتنة.
إلى ذلك، أصدرت غالبية الأحزاب الأردنية والنقابات المهنية والقوى الوطنية، بيانات تندد بالجريمة وتطالب بمحاسبة مرتكبيها، محذرة في الوقت ذاته من أن الهدف من الجريمة إثارة الفتنة والنيل من الوحدة المجتمعية الداخلية في البلاد.
ويعتبر الهجوم الأكبر في الأردن من حيث عدد الضحايا، ورجحت مصادر رسمية وأمنية تحدثت إليها "العربي الجديد" وقوف متشددين سلفيين وراء الهجوم، على غرار محاولات الاستهداف المتكررة التي تعرض لها المكتب.
يذكر أن الأجهزة الأمنية الأردنية نفذت، مطلع مارس/ آذار الماضي، عملية استباقية في مدينة إربد (80 كيلومتراً شمال عمّان) ضد خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم "داعش"، انتهت بقتل أفراد الخلية السبعة، وسقوط أحد أفراد القوى المهاجمة.