أزمة مكتومة بين الأزهر والرئاسة المصرية

أزمة مكتومة بين الأزهر والرئاسة المصرية

06 يونيو 2016
رفض الطيب التراجع عن تصريحاته حول العراق(مصطفى الشامي/الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر في مشيخة الأزهر، عن أزمة مكتومة بين الإمام الأكبر أحمد الطيب، ومؤسسة الرئاسة المصرية، ظهرت ملامحها في عدد من الوقائع أخيراً، أهمها بحسب المصادر، رفض اعتماد اسم رئيس جامعة الأزهر الجديد، إبراهيم الهدهد الذي عيّنه شيخ الأزهر، عقب استقالة رئيس الجامعة السابق، عبد الحي عزب في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015. وأوضحت المصادر أنه على الرغم من إرسال شيخ الأزهر، اسم رئيس الجامعة الجديد منذ أكثر من 6 أشهر، إلا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يرفض اعتماد أوراقه بسبب خلافات مع الطيب لها علاقة بملاحظات أبداها أخيراً، خلال اجتماعات في المشيخة عن أحوال البلد، بحسب المصادر، التي أكدت عدم رضا الطيب عن الكثير من الوقائع التي "شهدت تساهلاً في استهداف الأرواح والدماء المعصومة خلال فعاليات معارضة"، وفق المصادر.

كما كشفت المصادر أنه على الرغم من عدم اكتمال النصاب القانوني لهيئة كبار العلماء بالأزهر بسبب وفاة بعض أعضائها وخروج آخرين مثل يوسف القرضاوي، إلا أن الطيب رفض تعيين علماء جدد نظراً لتيقنه من أنه لن يتم اعتمادهم من قِبل مؤسسة الرئاسة كما حدث في ملف رئيس الجامعة. وأشارت المصادر إلى أن عدم استكمال النصاب القانوني لهيئة كبار العلماء يعطل الكثير من القرارات الخاصة بالأزهر.

وأوضحت المصادر أن أبرز حلقات الأزمة بين مشيخة الأزهر ومؤسسة الرئاسة، كانت عندما أصدر الطيب بياناً دان فيه ما أسماه "المجازر التي تُرتكب ضد أهل السُنة" في مارس/آذار الماضي، مطالباً بـ"التحرك العاجل لوقف المجازر التي ترتكبها مليشيات شيعية متطرفة ضد أهل السنة في العراق"، بحسب البيان.


وأكد في بيانه أن تلك التنظيمات ترتكب "جرائم بربرية نكراء في مناطق السنّة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها، خصوصاً في تكريت شمال بغداد والأنبار، وغيرها من المدن ذات الأغلبية السنّية". وهو البيان الذي أغضب الحكومة العراقية إذ استدعت السفير المصري في بغداد وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص شيخ الأزهر والاتهامات التي وجّهها، مطالبة الجمهورية المصرية بالتعبير عن موقفها الرسمي تجاه مثل هذه التصريحات التي قالت إنها تسيء إلى طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين.
وأوضحت المصادر أن السيسي أجرى اتصالاً بعدها برئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قدّم خلاله اعتذاره عن تصريحات شيخ الأزهر، لافتة إلى أن مؤسسة الرئاسة طلبت من شيخ الأزهر وقتها إصدار بيان يلطّف فيه الأجواء ويحمل تراجعاً عن تصريحاته، إلا إنه رفض، وهو ما أغضب السيسي، ودفعه للاعتذار شخصياً من العبادي.