سليماني في الشمال السوري لوقف النزيف... والعين على الرقة

سليماني في الشمال السوري لوقف النزيف... والعين على الرقة

21 يونيو 2016
سقوط براميل متفجرة على مناطق المعارضة (صالح محمود ليلى/الأناضول)
+ الخط -
ارتفاع حدة الاشتباكات في الشمال السوري، خلال الأيام القليلة الماضية، بين قوات النظام من جهة وحزب الله اللبناني ومليشيات أخرى، وسط تقدّم ملحوظ لفصائل المعارضة السورية، تحديداً جنوب حلب، دفعت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني للتوجه إلى سورية، أول من أمس الأحد، للوقوف على سير العملية العسكرية للمليشيات الإيرانية المقاتلة إلى جانب النظام. كما يشهد ريف الرقة الجنوبي الغربي (شمال سورية) مواجهات بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في ظل محاولات فاشلة للنظام للتقدم، مقابل تواصل قوات "سورية الديمقراطية" تقدمها في ريف حلب الشرقي.

ونقلت وكالة مهر الإيرانية أن ذهاب سليماني إلى سورية جاء بسبب "ارتفاع حدة الاشتباكات هناك". وأضافت أن سليماني وصل إلى جنوب حلب ليقف إلى جانب عسكريي حركة "النجباء"، ليشرف على العمليات العسكرية في تلك المناطق بشكل مباشر. وأدّت الاشتباكات بين قوات النظام وحزب الله ومليشيات أخرى إلى خسائر عدة في صفوف الأطراف المتقاتلة، خصوصاً حزب الله.

في غضون ذلك، تواصل قوات النظام السوري، مدعومة بالمليشيات، عملياتها العسكرية في ريف الرقة الجنوبي الغربي بهدف التقدم أكثر نحو مدينة الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم، في الوقت الذي يحاول فيه الأخير إيقاف هجوم قوات النظام من خلال مهاجمة خط إمدادها قرب بلدة إثريا في ريف حماة الشرقي القريب. ويجري ذلك في الوقت الذي تقضم فيه قوات "سورية الديمقراطية" مزيداً من النقاط التي يسيطر عليها "داعش" في محيط مدينة منبج بريف حلب الشرقي.

وتراجعت قوات النظام السوري، أمس الإثنين، عن نقاط كانت قد سيطرت عليها، أول من أمس الأحد، في محيط حقل الثورة النفطي، الواقع جنوب غرب مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، بعد هجمات شنها "داعش" على قوات النظام التي تقدمت بدعم من مليشيا "صقور الصحراء" الموالية للنظام، والمكوّنة من مقاتلين سوريين. وتوضح مصادر محلية في المنطقة لـ"العربي الجديد" أن هجمات "داعش" الليلية أجبرت قوات النظام على الانسحاب من نقاط عدة هامة على طريق مطار الطبقة ـ إثريا، وتحديداً قرب مفرق الرصافة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الإثنين، إن طائرات حربية لم يُحدّد هويتها "شنّت، أمس الإثنين، غارات عدة على مناطق في مطار الطبقة العسكري، ومزرعة العرجاوي القريبة من المطار، والتي يسيطر عليهم داعش، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية". ولفت المرصد إلى أن هذه الغارات تزامنت مع استمرار "الاشتباكات العنيفة بين صقور الصحراء وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في الطريق الواصل بين مفرق الطبقة ـ الرصافة، ومحيط حقل الثورة، مع مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين".

وتشير مصادر إعلامية مقرّبة من النظام السوري إلى أن قوات النظام تصدّت، أمس الإثنين، لمزيد من الهجمات التي يشنها التنظيم على طريق الإمداد الذي تعتمد عليه قوات النظام في هجومها الجاري في ريف الرقة الغربي. وتمكّنت قوات النظام من صدّ محاولة جديدة لمسلحي التنظيم للسيطرة على الطريق بين بلدة إثريا وقرية الشيخ هلال القريبة منها في ريف حماة الشرقي.





وتلفت المصادر إلى أن طائرات حربية تابعة للنظام السوري شنّت غارات جوية على قرية قليب الثور التي يسيطر عليها "داعش" في المنطقة، بهدف ردع الأخير عن مواصلة هجماته على خط إمداد قوات النظام. وأدت الغارات، بحسب مصادر النظام السوري، إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم.

في ريف حلب الشرقي، ضيّقت قوات "سورية الديمقراطية"، التي تشكل قوات "حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، الحصار الذي تفرضه، منذ نحو عشرة أيام، على مدينة منبج التي يتحصن فيها التنظيم. ولم تنفع محاولات عناصر "داعش" المحاصرين في منبج في تخفيف الحصار المفروض عليهم من قوات "سورية الديمقراطية"، على الرغم من إعلان وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، عن مقتل عشرة عناصر من قوات "سورية الديمقراطية" في اشتباكات على أطراف مدينة منبج الشرقية، أول من أمس الأحد، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين الجانبَين في قرية الياسطي التي يحاول التنظيم السيطرة عليها.

وباتت قوات "سورية الديمقراطية"، فعلياً، على بعد كيلومترين اثنين فقط، من مركز مدينة منبج، بعدما سيطرت، أول من أمس الأحد، على المزارع الواقعة على الغرب من دوار الكتاب في مدخل مدينة منبج الغربي. كما تسيطر هذه القوات على مزارع الحمدون المتاخمة مباشرة لمنطقة المطاحن على تخوم منبج الجنوبية، وعلى منطقة عين النخيل في مدخل منبج الشرقي، في الوقت الذي لا تزال على بعد أربعة كيلومترات من مدخل مدينة منبج الشمالي، حيث تتمركز في معمل "الشيبس" على الطريق الواصل بين منبج وريفها الشمالي.

وتستمر المواجهات بين قوات "سورية الديمقراطية" و"داعش" في الوقت الذي تواصل فيه طائرات النظام السوري قصف مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب وريفها. وتقول مصادر محلية في حلب لـ"العربي الجديد" إن طائرات حربية تابعة للنظام السوري شنّت، أمس الإثنين، غارات جوية على مناطق سكنية في أحياء طريق الباب السكري، والمواصلات، والميسر، وقاضي عسكر، والصاخور، ومساكن هنانو، والكلاسة بمدينة حلب، ما أدى لأضرار مادية، وسقوط جرحى في حي طريق الباب. كما ألقى الطيران المروحي التابع للنظام السوري براميل متفجرة عدة على حيَّي المواصلات القديمة وضهرة عواد شرق مدينة حلب. وألقى النظام نحو تسعة براميل متفجرة على أماكن في منطقة الملاح التي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب.

ويقول الناشط الإعلامي، حسن الحلبي، من ريف حلب لـ"العربي الجديد" إن طائرات حربية تابعة للنظام شنّت غارات عدة على مناطق في بلدات خان طومان، والزربة، وخلصة، وزيتان، ومحيط بلدة العيس التي تسيطر عليها المعارضة بريف حلب الجنوبي. ويلفت الحلبي إلى أن غارة جوية نفّذتها طائرات حربية على مناطق في بلدة كفر ياسين بريف حلب الشمالي، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى من السكان ومقتل امرأة.



المساهمون