في خطوة مفاجئة "داعش" يسمح بخروج العوائل من الفلوجة

في خطوة مفاجئة "داعش" يسمح بخروج العوائل من الفلوجة

16 يونيو 2016
"داعش" يسمح للعوائل بمغادرة الفلوجة (العربي الجديد)
+ الخط -
في خطوة مفاجئة، وبعد مرور خمسة وعشرين يوما على بدء عملية اقتحام الفلوجة، التي يشارك فيها أكثر من أربعين ألف عنصر من كافة تشكيلات القوات الأمنية ومليشيات الحشد الشعبي والحشد العشائري، بمساندة طيران التحالف الدولي، سمح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للعوائل التي لم تغادر مدينة الفلوجة منذ بداية الأحداث فيها، بالخروج باتجاه منطقة النساف التي تضم مناطق الحلابسة والبو علوان غرب المدينة.

وأشارت مصادر محلية وشهود عيان، من العوائل التي تمكنت من الخروج، اليوم الخميس، إلى أن التنظيم، وبشكل مفاجئ وعند الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، نادى عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة وطلب من العوائل مغادرة المدينة باتجاه منطقة النساف غربا، وأنه قام بفتح الجسر القديم الحديدي والجسر الجديد اللذين يربطان مركز المدينة بمنطقة النساف عبر نهر الفرات.

ويروي أحمد التميمي، أحد سكان مدينة الفلوجة، والذي تمكن من الخروج مع أفراد عائلته من المدينة، هذا اليوم، لمراسل "العربي الجديد"، أنه كان يسكن وعائلته في حي المعلمين شمال المدينة عندما سمع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يطلبون من العوائل مغادرة المدينة فورا عبر مكبرات صوت المساجد، ويضيف أنه توجه فورا مع أفراد عائلته سيرا على الأقدام باتجاه الجسر القديم وشاهد مئات العوائل وهي تخرج من المدينة عبر الجسر باتجاه منطقة النساف.

هذا وقد أعلن مصدر قيادي في الحشد العشائري في محافظة الأنبار، اليوم الخميس، سماح تنظيم الدولة (داعش) للمدنيين في الفلوجة بالخروج منها إلى المحور الغربي باتجاه منطقتي النساف وناحية عامرية الفلوجة جنوبي القضاء، مشيرة إلى نية مسلحي التنظيم "الفرار" من المدينة خلال الساعات المقبلة، بعد أن ضُيق الخناق عليهم.

وقال المقدم ناصر العيساوي، وهو آمر فوج في لواء عامرية الصمود التابع للحشد العشائري في الأنبار، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش سمح للعوائل بالخروج من مناطقهم في مدينة الفلوجة، عن طريق عبور نهر الفرات عبر الجسرين القديم والجديد، والتوجه إلى منطقتي النساف والعامرية جنوبي القضاء سيراً على الأقدام. ويضيف: تمكن حوالي 1500 عائلة من الوصول بالفعل إلى منطقتي الحلابسة والبو علون، وتم نقلهم إلى ناحية عامرية الفلوجة، بغرض إسكانهم في مخيمات النازحين المقامة هناك".




ويذكر أن المحور الغربي لمدينة الفلوجة تسيطر عليه قوات الجيش التابعة لقيادة عمليات الأنبار وأفواج من شرطة طوارئ الفلوجة والحشد العشائري المكون من مقاتلين سنة ينتمون للعشائر العربية السنية التي تقطن في مناطق الفلاحات والبو علوان والحلابسة وعامرية الفلوجة.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي قالت فيه مصادر أمنية محلية، اليوم الخميس، إن القوات العراقية سيطرت على حي الشهداء جنوبي مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار بشكل كامل، فيما أكد محافظ الأنبار، صهيب الراوي، أن معركة الأنبار ليست سهلة.

وأكد مصدر في شرطة الأنبار لـ"العربي الجديد"، أن قوة من جهاز المكافحة، وأفواج طوارئ الأنبار، فرضت سيطرتها على حي الشهداء جنوب الفلوجة، مؤكدا أن القوة المشتركة انتشرت في شارع 60 المحاذي للحي، في محاولة لاقتحام الأحياء المجاورة.

وأضاف "تدور معارك عنيفة على أطراف حي نزال وسط الفلوجة، بين القوات العراقية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى"، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وأشار إلى اشتراك طيران التحالف الدولي في المعركة، مبينا أن القصف المركّز للطيران الدولي على مواقع "داعش"، رجح كفة القوات العراقية، وسهل من تقدمها في مناطق جنوب الفلوجة.

إلى ذلك، أكد محافظ الأنبار، صهيب الراوي، أن معركة الفلوجة لن تكون سهلة، مبينا أن تنظيم "داعش" احتل المدينة لأكثر من عامين، وتمكن من إنشاء الكثير من التحصينات الدفاعية.
وأشار إلى وجود المئات من عناصر "داعش" في الفلوجة. لافتا، خلال حديثه لعدد من وسائل الإعلام، إلى حفر مقاتلي التنظيم عددا كبيرا من الأنفاق لتسهيل عملية تنقلهم.

وأضاف "التقديرات الأولية تشير إلى وجود 10 آلاف أسرة من المدنيين"، مبينا أن الأمم المتحدة قدّرت عدد المدنيين الفارين من الفلوجة بنحو 40 ألف شخص، منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة الشهر الماضي. ولفت إلى أن القوات العراقية تحاول أن تكون المعركة بطيئة، لذا فإنها تتقدم ببطء نحو الأهداف المرسومة لها.

وقال قائد عمليات الجيش في الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، في وقت سابق، إن الفرقة الثامنة في الجيش العراقي بدأت أخذ حيز جديد من حيي الجبيل والشهداء جنوب الفلوجة.