غارات ومواجهات بين غزة والاحتلال: تثبيت قواعد اشتباك جديدة!

غارات ومواجهات بين غزة والاحتلال: تثبيت قواعد اشتباك جديدة!

04 مايو 2016
المقاومة ترد على التوغلات بإطلاق قذائف على آليات الاحتلال(الأناضول)
+ الخط -

شن الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عدة غارات على المناطق الشرقية لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وذلك عقب يوم ساخن شهدته المناطق الحدودية شرق القطاع، وخلاله جرى تبادل لإطلاق القذائف المدفعية وقذائف الهاون بين المقاومة والاحتلال.

وقالت مصادر أمنية إنّ الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف أرضاً زراعية قرب مطار غزة الدولي المدمر، وشن غارة أخرى قرب مكب للنفايات، وعاود قصف مناطق أخرى بعد دقائق من غارتيه الأولى والثانية.

وسبق القصف الإسرائيلي جولة من القصف المتبادل بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، وكان أعنفه شرق غزة، إذ استهدفت المقاومة آليات للاحتلال وموقع ناحل عوز العسكري بقذائف الهاون، رداً على توغل حفارات وآليات ثقيلة إلى المنطقة.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حمّلت، في وقت سابق، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد شرق غزة، وكل التداعيات المترتبة عليه.


وطالب الناطق باسم "حماس"، سامي أبو زهري، الأطراف المعنية بتحمّل مسؤولياتها لوقف هذا العدوان، مشيرا إلى أنّ "الجرائم الإسرائيلية لن تفلح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني".​

وكانت الحدود الشرقية لقطاع غزّة مع الاحتلال الإسرائيلي قد تحولت، اليوم، إلى ساحة مواجهات محدودة، وتبادل للقصف المدفعي، لكنّ المواجهة الجديدة، وعلى الرغم من محدوديتها، تحمل رسائل متعددة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لتثبيت قواعد اشتباك جديدة على ما يبدو.

ومع استهداف الاحتلال الإسرائيلي موقعين لـ"كتائب القسام"، (الذراع العسكرية لحركة حماس)، شرق القطاع، وردّ المقاومة بإطلاق قذائف هاون على آليات الاحتلال، تبدو المقاومة في وارد تثبيت نقطة تفاهم غير مباشرة مع إسرائيل، تمنع قواتها من التوغل والتقدم في مناطق غزة.

وأخلت وزارة التربية والتعليم المدارس إلى الشرق من حيّ الشجاعية، مخافة توسع دائرة المواجهة والاشتباك، ولقربها من الحدود مع فلسطين المحتلة. 

وبات سماع دوي الانفجارات حدثاً متوقعاً، منذ صباح اليوم، لساكني المناطق الحدودية شرق وشمال القطاع.


وتهدف قوات الاحتلال، من توغلاتها شبه اليومية على الحدود الشرقية للقطاع، إلى استكشاف الحدود وتأمينها، وكذلك البحث عن أنفاق للمقاومة تمتد إلى داخل الأراضي المحتلة، غير أن مهماتها أحياناً تستدعي دخولها إلى مناطق حدودية، ما دفع للاشتباك الحالي.

وتبدو المقاومة في غزة، التي لم يعلن أي فصيل منها تبنيه إطلاق القذائف نحو تجمعات ومواقع الاحتلال، في وارد تثبيت مبدأ أنّ التوغل داخل غزة سيواجه بالنار، بعكس الهدوء الذي كان سابقاً، ولكنّ الأمور قد تفلت من الطرفين، وتتحول من المواجهات المحدودة إلى عدوان إسرائيلي على القطاع.

ورصد فلسطينيون تحركات، غير معتادة، لناقلات جند وآليات عسكرية داخل الحدود في الأراضي المحتلة في منطقتي شرق الشجاعية وشرق خان يونس، لكنّ التعزيزات ظلت في مكانها ساعات ولم تتحرك.

واستهدفت المقاومة، أمس، حفاراً للبحث عن الأنفاق، توغل لأمتار قليلة في الأراضي الفلسطينية. 

وتنتشر حفارات كبيرة وآليات عسكرية في مناطق مختلفة على الحدود الشرقية للقطاع، في إطار محاولة الاحتلال البحث عن الأنفاق التي تربط غزة بالأراضي المحتلة.