عقيلة صالح يراوغ القاهرة بورقة السودان ليضمن دعمها

عقيلة صالح يراوغ القاهرة بورقة السودان ليضمن دعمها

22 مايو 2016
عقيلة يوفد مستشاره إلى السودان (فرانس برس)
+ الخط -


اتجه رئيس البرلمان الليبي في طبرق عقيلة صالح، إلى تخفيف الضغط الدولي المفروض عليه، هو واللواء خليفة حفتر، قائد ما يُعرف بعملية الكرامة، من خلال اللجوء إلى السودان، حيث التقى مستشاره عبدالمنعم يوسف بوصفيطة، مع الرئيس السوداني عمر البشير مساء السبت لبحث الوضع الراهن في داخل الأراضي الليبية.

وتأتي زيارة بوصفيطة للسودان عقب أيام قليلة من زيارة صالح وحفتر للقاهرة بشكل غير معلن، بحيث رفضا هناك لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، في ظل ضغط دولي متصاعد على معسكر طبرق، لمنح الثقة لحكومة الوفاق، إذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات دولية على صالح متهمة إياه بعرقلة الاستقرار.

وأكد صالح في تصريحات صحافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن "مدينة طبرق هي المكان الطبيعي للقاء رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج"، معتبراً أن اختيار أي مكان بديل للقاء "انحراف عن المسار الطبيعي".

وشدد صالح على أن نيل الثقة وإقرار حكومة السراج لن يكون إلا "تحت قبة مجلس النواب فقط"، مؤكداً "من غير المقبول منح الثقة للحكومة إلا من خلال تضمين الإعلان الدستوري، ثم التصويت على الحقائب الوزارية بعد عرض سيرهم الذاتية داخل المجلس، كل وزير على حدة".

وقال صالح إن "هذا الإجراء هو المخرج الوحيد لنيل حكومة الوفاق الثقة"، مضيفاً أن "ما يقوم به المجلس الرئاسي هو تحدٍّ لإرادة الشعب الليبي والالتفاف على شرعية مجلس النواب".

من جهته، علق الخبير السياسي صلاح البكوش المقرب لحكومة الوفاق في طرابلس، أن إيفاد صالح مبعوثاً عنه إلى السودان يأتي للمراوغة، واللعب بورقة الخرطوم وجرّها كي تكون طرفاً يستند عليه ويراوغ به بعد الضغط الدولي الكبير عليه، إضافة إلى شعوره بقرب تغيير الموقف المصري تجاهه ودعمه له بعد الاتصالات الدولية المتوالية.

وأوضح البكوش أن "زيارة مبعوث صالح للرئيس السوداني ليس لها سوى معنى وحيد وهو سعيه لتثبيت الموقف المصري لدعمه، من خلال التلويح بورقة السودان في وقت تشهد العلاقة فيه بين القاهرة والخرطوم توتراً ملحوظاً على خلفية النزاع بشأن منطقة حلايب وشلاتين".

وكانت القاهرة قد دعت كلاً من السراج وحفتر وصالح للقاء على أراضيها الأسبوع الماضي، للاتفاق على إنهاء الخلاف بينهم ومنح الثقة للحكومة، وتوحيد القوات التي تستعد لتحرير مدينة سرت من أيدي عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلا أن الأوضاع ازدادت تأزماً بعد رفض ثنائي معسكر طبرق لقاء السراج.