أوباما:لا يمكن لطرف واحد دحر"داعش"..وأوروبا مدعوة للثقة بنفسها

أوباما:لا يمكن لطرف واحد دحر"داعش"..وأوروبا مدعوة للثقة بنفسها

25 ابريل 2016
أوباما يؤكد بألمانيا أن العالم يحتاج لأوروبا موحدة(فرانس برس)
+ الخط -
جزم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الاثنين، أنه لا يمكن لطرف واحد أن يتمكن من دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" بمفرده، مؤكدا أنه "لابد من تعاون الجميع، ونحن نتواصل مع الجميع لحشد الدعم ضده"، وذكر، أمام أكثر من 500 طالب، اليوم الاثنين، من مدينة هانوفر الألمانية، أن أميركا وحلفاءها عازمون على تدمير التنظيم. 

وشدد أوباما على ضرورة دعم الجيش العراقي للتصدي للتنظيم، موضحا أن هناك مجموعة من القوات الخاصة الأميركية تقدم خبراتها للقوات المحلية، "من أجل دحر التنظيم من مواقع، كما تقديم الدعم في سورية"، فضلا عن إرسال 250 عسكريا أميركيا للتدريب في سورية

وطالب الرئيس الأميركي أوروبا بتقديم المزيد، "كون المعركة صعبة، من خلال تقديمها للمساعدات والتدريب للقوات المحلية في العراق، والمساعدات الاقتصادية لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، كي لا يعود الإرهابيون لقتل الأبرياء"، حسب قوله، مشددا على أهمية المشاركة في المعلومات الاستخبارية، "لأن التهديد الإرهابي حقيقي وجدي".  

واستغل أوباما الفرصة، وهو يلقي خطابه أمام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي، للتأكيد على همية المشروع الأوروبي القائم على الوحدة، موضحا أن أنه إذا بقيت أوروبا ديمقراطية ليبرالية، وسوقا مشتركة، "ستحرز المزيد من التقدم والازدهار، وعليها أن لا تشكك بنفسها، لأن ذلك سيكون له تأثير على مستوى العالم، وسيعطي ذلك زخما للذين يحاججون أن الديمقراطية غير ناجحة، بالإضافة إلى أولئك الذين يدعون إلى القبلية والقومية، وينظمون أنفسهم على الحدود العرقية الأوثوقراطية الاستبدادية".  

وقال إن أميركا والعالم كله يريد أوروبا موحدة قوية وديمقراطية، قبل أن يستدرك: "ربما أنتم بحاجة لشخص غير أوروبي ليذكركم  بضخامة الإنجاز والتقدم الذي حققتموه في هذه القارة، على الرغم من التحديات التي وقفت أمامكم"، مبرزا أنه ليس من السهل أن يكون هناك أكثر من 500 مليون شخص يتحدثون 24 لغة في 28 دولة، وأكثر من عملة في اتحاد أوروبي واحد، "هذا أكبر إنجاز سياسي اقتصادي في التاريخ البشري. الجميع يتمنى المجيء إلى أوروبا، بسبب ما تم صنعه فيها"، لافتا إلى أن أميركا وأوروبا  حلفاء أكثر من أي وقت مضي، "ولا يمكننا أن ننفصل عن أوروبا".

وتابع الرئيس الأميركي أن أوروبا تساعد في ضبط المعايير والضوابط التي تحقق الازدهار في جميع أنحاء العالم، "وهذا ما ححقناه في السنوا ت الماضية، بحيث أعدنا الاقتصاد العالمي من حافة الانهيار، ومنعنا إيران من الحصول على السلاح النوووي، ومنعنا انتشار الأمراض، وحشدنا لدعم التنمية المستدامة ومحاربة الفقر، ولم يكن ليحصل لولا الشراكة مع أوروبا القوية الموحدة. نحن بحاجة إلى تعاون مع أوروبا قوية لكي نتحمل العبء معا في موضوع الأمن الجماعي. أميركا لديها أفضل جيش في العالم، ولكن لا يمكن أن نتصدى لهذه التحديات وحدنا. التهديد الأكبر أمامنا اليوم هو تنظيم الدولة، ونحن عازمون على تدميره".

وعن حلف الناتو، قال أوباما إن مهمته الأساسية الدفاع المشترك عن الدول الشركاء، و"سنقوم ببناء قدرات حلفائنا في البلطيق وبولندا، وبالتالي ضمان أمن كل حلفائنا وقدراتنا الصاروخية الإلكترونية".

وبخصوص أوكرانيا، أكد على أحقيتها في تقرير مصيرها، مشيرا إلى ضرروة الإبقاء على العقوبات على روسيا، "حتى تطبيق اتفاق مينسك"، مؤكدا على أن الحل لا يتأتى عن طريق التمرد على دول الجوار، وإنما من خلال العمل على تحقيق الاستقرار للشعوب في العالم.

وفي موضوع اللاجئين، قال المتحدث ذاته إن سياسة اللجوء صعبة، ولا يجب على مجموعة أو دولة واحدة تحمل المسؤولية، "إنما علينا جميعا فعل ذلك"، مضيفا أنه "حتى ولو ساعدنا تركيا واليونان وغيرها من الدول الأوروبية لإعادة التوطين، يجب العمل على التنمية المستدامة في تلك الدول الفقيرة التي يهرب الناس منها"، موضحا أن "المستشارة ميركل ذكرتنا أنه لا يمكن أن ندير ظهرنا إلى إخوتنا من البشر الذين بحاجة إلى العون الآن"