خطف النساء على الحواجز... سلاح النظام لترهيب أهالي درعا

خطف النساء على الحواجز... سلاح النظام لترهيب أهالي درعا

23 ابريل 2016
تحاول المعارضة إبعاد المدنيين عن مواقع المعارك (إبراهيم حريري/الأناضول)
+ الخط -
تحتدم المواجهات بين فصائل "الجبهة الجنوبية" المعارضة في محافظة درعا (جنوب سورية)، وتنظيم "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي شنّ، أمس الجمعة، هجوماً معاكساً ضد المعارضة وتمكّن من استعادة بعض المواقع التي خسرها في الأيام الأخيرة، فيما تتوالى أنباء عن حدوث عمليات خطف للنساء في محافظة درعا على الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري.

في هذا السياق، يقول ناشطون ميدانيون وإعلاميون إنّ قوات النظام اعتقلت على حاجز خربة غزالة، أخيراً، أكثر من ثلاثين شخصاً معظمهم من النساء، وتم اقتيادهم باتجاه فرع المخابرات الجوية في مدينة درعا. ويشير الإعلامي حمزة الحريري، لـ"العربي الجديد"، إلى أن حاجز خربة غزالة يقع على طريق درعا ـ دمشق الدولي، ويعتبر المنفذ الوحيد من ريف درعا باتجاه مدينة درعا بعدما أغلقت قوات النظام كل المنافذ على المدنيين الآتين من المناطق الخارجة عن سيطرتها. ويوضح الحريري أن هذا الحاجز بات مصيدة للمدنيين خصوصاً النساء، وذلك بهدف استفزاز "الجيش السوري الحر"، أو لطلب فدية تراوح بين 2 و7 ملايين ليرة سورية، (بين 3650 و12700 دولار)، وفقاً للحريري. ويضيف أن معظم النساء يُعتقلن أثناء الذهاب إلى مناطق النظام لتلقي العلاج أو زيارة أقاربهن، وهناك بعض الفتيات ممّن يدرسن في الجامعات، كما يطاول الاعتقال نساء في الخمسينات والستينات من العمر.

ويلفت ناشطون إلى أنه يتم أخذ النساء المعتقلات إلى فرع الأمن العسكري في درعا المحطة حيث يتولى الفرع، عبر وسطائه، طلب فدية لإطلاق سراح المعتقلات. وأدت هذه العمليات إلى تراجع في حركة تنقل المدنيين، وتحديداً النساء تفادياً للمرور على حواجز النظام التي باتت تتوزع في ما بينها الانتهاكات، من عمليات الخطف إلى تهريب المحروقات والمواد الغذائية، وفقاً للناشطين. وكانت قوات النظام شنّت العام الماضي حملة اعتقالات مشابهة بهدف إتمام عمليات تبادل أسرى مع مقاتلي المعارضة والضغط عليهم من خلال النساء المعتقلات.

في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين فصائل "الجبهة الجنوبية" في محافظة درعا من جهة وتنظيم "لواء شهداء اليرموك" من جهة ثانية. شنّ الأخير هجوماً ضد المعارضة في درعا، واستطاع استعادة السيطرة على حاجزَي العلان والكهرباء، وسد سحم الجولان، وهي مواقع كان قد خسرها أمام فصائل المعارضة خلال الأيام الأخيرة. وفي السياق، يلفت الحريري إلى أن فصائل المعارضة تعيد ترتيب صفوفها لشنّ هجوم معاكس واستعادة المواقع التي خسرتها نتيجة الهجوم المباغت لتنظيم "لواء شهداء اليرموك"، إذ تخوض اشتباكات عنيفة معه في محيط بلدة عين ذكر. ويرجع الإعلامي ذاته البطء النسبي في العمليات العسكرية للمعارضة إلى ما سمّاه "التكتيك العسكري الذي تتبعه تلك الفصائل"، خصوصاً أنّ المناطق المتبقية بيد "لواء شهداء اليرموك" تعتبر مركز قوة التنظيم والخلايا الأخرى المتحالفة معه.

ويوضح الحريري أن "لواء شهداء اليرموك" الذي يبلغ عديده نحو 400 مقاتل، لا يزال يفرض سيطرته على العديد من القرى والبلدات غربي حوران، مثل عين ذكر، ونافعة، والشجرة، وبيت أرة، وجملة. وكانت فصائل المعارضة تمكنت، الثلاثاء الماضي، من السيطرة على كل من سد سحم الجولان، والمعصرة، وحاجز العلان بريف درعا الغربي. وتعتبر هذه المواقع الخط الدفاعي الرئيسي عن المناطق التي يسيطر عليها "شهداء اليرموك" في الريف الغربي.

من جهته، يعزو الناشط الميداني، مهند الحوراني، حذر فصائل المعارضة في معاركها ضد تنظيم "لواء شهداء اليرموك"، وحركة المثنى التي اندمجت معه، أخيراً، إلى ازدحام المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بالمدنيين ممّا يحد من حرية الفصائل في استخدام ما بحوزتها من أسلحة ثقيلة، إضافة إلى وعورة تلك المناطق وتحصن كثير من عناصر التنظيم في التلال والوديان. ويشير الناشط ذاته إلى أنّ معظم عناصر التنظيم ينتمون إلى تلك المناطق، وهم على دراية بأراضيها وتضاريسها، خلافاً لعناصر المعارضة الآتين من مناطق أخرى.

وتأتي هذه التطورات بعد هدوء استمر لأكثر من أسبوع على جبهات القتال في المنطقة.
من جهتها، أعلنت وكالة "اليرموك" التابعة لـ"لواء شهداء اليرموك" إسقاط طائرة استطلاع فوق منطقة حوض اليرموك. وبحسب الوكالة، فإن الطائرة تتبع لفصائل "الجبهة الجنوبية"، لكن تبيّن أن الطائرة تعود للنظام. كما تحدثت الوكالة عن حالات اختناق في بلدة نافعة الخاضعة لسيطرة "لواء شهداء اليرموك" نتيجة قصفها بغازات سامة، وهو ما نفته بشكل قاطع فصائل "الجبهة الجنوبية".

من جهة أخرى، نجا كل من قائدَي "لواء عباد الرحمن"، و"أبي عبيدة الجراح"، التابعَين لـ"الجبهة الجنوبية"، بريف درعا، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة، أمس الأول الخميس، تم زرعها من قبل مجهولين بالقرب من منزل قائد "اللواء" أبو إياد القايد في بلدة المزيريب، ليتم تفجيرها خلال مروره بالقرب منها برفقة قائد "أبو عبيدة الجراح"، وأصيبا بجروح خفيفة، وتم نقلهما إلى المستشفى الميداني في البلدة.