ما بعد جنيف:فرض "حل" أميركي روسي أو حسم ميداني
ما بعد جنيف:فرض "حل" أميركي روسي أو حسم ميداني
استمرار الحرب لسنوات أمر وارد (محمود طه/فرانس برس)
يدفع الفشل المتوقع لمحادثات جنيف 3، إلى بروز سيناريوهات عديدة لتطوّر الوضع السوري، فيما يبدو الطرح الأبرز هذه الآونة على الرغم من صعوبات تطبيقه الآن، هو حلّ على الطريقة الروسية الأميركية، بمجلس انتقالي موسّع لا يضم شخصيات لا من المعارضة ولا من النظام تحت الفصل السابع، أو هيئة رئاسية موسّعة لا تستبعد رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتعلل عدة عوامل احتمال فشل محادثات جنيف في التوصل إلى حل، أبرزها إعلان منسّق الهيئة العليا رياض حجاب في مؤتمر صحافي، أمس الأول الثلاثاء، بتعليق المشاركة في جنيف، لترّد قوات النظام بمجزرتين داميتين هما الأعنف في يوم واحد منذ التوصل إلى هدنة وقف إطلاق النار، راح ضحيتهما أكثر من 66 قتيلاً في ريف إدلب، في حين كان العامل الرئيس هو طرح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لفكرة ثلاثة نواب لرئيس النظام بشار الأسد، ما اعتُبر محاولة لإعادة تعويم النظام.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري، أنس العبدة، خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، أمس الأربعاء، إن "البيئة الحالية غير مناسبة للمفاوضات في جنيف، والعملية التفاوضية يمكن أن تنهار بشكل كامل"، في حين اعتبرت باريس أن "الغارات الجوية على إدلب، تظهر من جديد اندفاع النظام إلى العنف، ورفضه لأي حل سياسي".
في المقابل، ادعى النظام أن مشاركته في المحادثات جادة، وقال رئيس وفده إلى جنيف بشار الجعفري بعد اجتماعه مع نائب المبعوث الأممي رمزي رمزي أمس، إنه بحث معه تعديلات على وثيقة مبادئ استرشادية قدمتها الأمم المتحدة وفكرة تشكيل حكومة موسعة والاستفزازات الإسرائيلية فيما يتعلق بمرتفعات الجولان. وقال للصحافيين: "أجرينا حتى الآن ثلاث جلسات، وهذا يؤكد انخراطنا الجاد والإيجابي في عملية الحوار السوري السوري من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة". وتعقيباً على قرار المعارضة تعليق مشاركتها، قال الجعفري: "إنهم (الهيئة العليا للمفاوضات) أصلاً لا يمثلون الشعب السوري بل العكس تماماً، وربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل".
يُذكر أن دي ميستورا كان قد غادر جنيف لأسباب غامضة بعد لقائه بشكل سري مع المنسّق العام للمعارضة السورية رياض حجاب. وشكّلت المعارضة السورية ثلاث لجان يوم أمس الأول الثلاثاء، من أجل بحث وكتابة تقارير عن خروقات الهدنة وهيئة الحكم الانتقالية ووضع دراسة تفصيلية عن المرحلة الانتقالية. وعقد وفد مصغر من المعارضة لقاء عصر أمس مع الفريق التقني للمبعوث الدولي لبحث هيئة الحكم الانتقالية. وعلمت "العربي الجديد" من مصدر خاص أن اللجنة الخاصة بخروقات الهدنة التقت صباح أمس المبعوث الأميركي مايكل راتني في مقر إقامة المعارضة، وقدّمت تقارير مفصلة عن الخروقات التي ارتكبها النظام السوري خلال فترة الهدنة، كما بحثت القرار الذي اتخذته المعارضة في تعليق مشاركتها في المفاوضات، ومطالبها من أجل العودة. وأوضح المصدر أن المعارضة كانت التقت مساء أمس الأول وفداً من الأمم المتحدة من أجل بحث الأسباب ذاتها وهي خروقات الهدنة، مضيفاً أن هناك إصراراً أميركياً على عودة الهدنة وتحقيق مطالب المعارضة من أجل ضمان عودتها إلى المحادثات.
وأكد المجلس الوطني الكردي التزامه بقرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها بالمحادثات، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده ممثلو المجلس الوطني الكردي في الهيئة العليا والوفد المفاوض أمس. كما أعلن المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش الحر والفصائل الثورية توافق إقرار حجاب انتهاء الهدنة".
هذه العوامل مجتمعة قد تكون رسّخت قناعة تامة لدى المعارضة السورية بانعدام رؤية حل سياسي يولد من جنيف، وعلى هذا الأساس، وفي ظل غياب الخيارات الأخرى حالياً لحل سوري-سوري، تبرز مجموعة من السيناريوهات الأخرى، قد لا يكون السوريون سوى مشاركين في تنفيذها.
اقــرأ أيضاً
فبالتزامن مع محادثات جنيف، عكف مسؤولون أميركيون وروس، منهم مسؤول الشرق الأوسط في البيت الأبيض روبرت مالي ومبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لابرنتييف، على إجراء محادثات تتناول نقاطاً محددة لمبادئ الدستور السوري، ترى واشنطن خلاله ضرورة إعطاء صلاحيات واسعة للهيئة الانتقالية وتقليص صلاحيات رئيس النظام، وعلى العكس من ذلك، سعت روسيا إلى أن تبقى الصلاحيات بيد الرئاسة، خصوصاً قيادة الجيش والقوات المسلحة، والعمل على إنشاء حكومة واسعة بصلاحيات تنفيذية، كان الجعفري قد طرح فكرة مشابهة لها خلال اجتماع مع دي ميستورا، في إحدى مباحثات الجولة الثالثة.
وكان مصدر في المعارضة السورية، قد كشف لـ"العربي الجديد"، أن "الأطراف الدولية أدركت صعوبة الوصول إلى حل سياسي عبر محادثات جنيف، لذلك يتم التحضير لحل بديل يتم فرضه على الأطراف السورية عبر قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع في حال فشل المحادثات الحالية". وأوضح المصدر أن هناك "طرحين للحل ظهرا خلال الاجتماعات بين الولايات المتحدة وروسيا، يقوم الأول على أساس المحاصصة السياسية لكل مكوّنات المجتمع السوري، على نحو يحاكي اتفاق الطائف في لبنان، يتضمن بقاء الأسد، أما الطرح الثاني فيدعو لتشكيل مجلس انتقالي يضم 8 شخصيات ليست من النظام أو من المعارضة ضمن مبدأ التكنوقراط، وهذا المجلس يقوم بقيادة المرحلة الانتقالية".
وستسعى واشنطن وموسكو كما يبدو إلى صوغ التفاهم بينهما بخصوص الحل السياسي في سورية على شكل مبادئ دستورية وصفقة سياسية، ثم اختيار قائمة من المعارضين القابلين بالحل السياسي لجمعهم مع وفد النظام السوري في الجولة المقبلة من المحادثات، على نحو يُذكّر باتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين عام 1993.
ويوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا لـ"العربي الجديد"، أنه لم يسمع عن محادثات بين الروس والأميركيين في جنيف لإعداد صفقة تحت الفصل السابع، في حين يرى عضو الائتلاف والمعارض السوري سمير نشار أن "الموضوع الجوهري هو موقع ودور بشار الأسد في أي حل سياسي، وهو العقدة الأساسية في إيجاد ذلك الحل حتى يكون ذا مصداقية، ويجد تأييداً له من قبل الثوار أولاً وباقي السوريين ثانياً".
ويوضح نشار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الهيئة الحاكمة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة والتي تُشكّل بالتوافق بين المعارضة والنظام، تعني الانتقال من نظام سياسي يرأسه الأسد إلى نظام سياسي جديد بمواصفات جديدة، يُمكّن الشعب بمختلف مكوناته من ممارسة دوره في بناء نظام سياسي جديد يعبّر عن طموحاته ويرسم مستقبله، وهذا ما تفكر به قوى المعارضة والثورة وتعمل بموجبه، وهو ما نص عليه بيان جنيف 1 وأكد عليه قرار مجلس الأمن الدولي بالقرار 2218 ورسم مراحله القرار 2254"، مشيراً إلى أن "هذه الصورة بعيدة جداً عما يفكر به الأسد وإيران وحتى روسيا وربما الولايات المتحدة".
ويشير المعارض السوري إلى أن "الأسد لديه حل سياسي من خلال حكومة موسعة تحت قيادته، وهي التي تقوم بإصلاحات دستورية وتشرف على إجراء انتخابات، وإيران تؤيده في ذلك، في حين أن روسيا والولايات المتحدة لديهما حل سياسي يستند إلى القرارات الدولية المذكورة أعلاه، ولكنهما لم توضحا عمداً موقع ودور الأسد في المرحلة الانتقالية، بل قالتا إن مستقبل الأسد يحدده السوريون، مما يحيل إلى أن معرفة رأي السوريين في الأسد ستكون بالانتخابات وبالتالي يعني أن الأسد سيكون في المرحلة الانتقالية بغض النظر عن دوره وموقعه".
ومن السيناريوهات التي تبدو واردة وقد تلجأ إليها المعارضة السورية والنظام، هو الحل العسكري، إذ أن المعارضة تزداد قناعة أن النظام لن يرحل إلا بالقوة بعد كل محادثات، في حين أن النظام يصنف المعارضة على أنها إرهابية، وحدث أن صرح في عزّ المحادثات السياسية عن معركة لتحرير حلب، بالتزامن مع مواصلته ارتكاب المجازر على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ ارتكب خلال الهدنة فقط أكثر من ألفي خرق. وبفعل الدعم غير المحدود من وروسيا وإيران، فإنه يعتقد أن بإمكانه سحق المعارضة. وفي هذا السياق، قال العبدة في مؤتمره الصحافي أمس، إن الحل في سورية هو حل عسكري سياسي.
وتعليقاً على هذا الأمر، يرجّح نشار أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً عسكرياً، معتبراً "ما جرى البارحة من مجازر قام بها النظام رداً على تعليق المحادثات هي البداية، وعلينا أن ننتظر ما ينتج عن اجتماع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما مع ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز بخصوص سورية وأيضاً مع قادة مجلس التعاون الخليجي".
وبين كل السيناريوهات السابقة، يبقى سيناريو الفوضى والتفتت والتناحر بعد سنوات عديدة وارداً، وهو ما حذرت منه واشنطن أخيراً، حين قال أوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين إن سورية تتفسخ بسرعة أكبر وإنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا.
اقــرأ أيضاً
وتعلل عدة عوامل احتمال فشل محادثات جنيف في التوصل إلى حل، أبرزها إعلان منسّق الهيئة العليا رياض حجاب في مؤتمر صحافي، أمس الأول الثلاثاء، بتعليق المشاركة في جنيف، لترّد قوات النظام بمجزرتين داميتين هما الأعنف في يوم واحد منذ التوصل إلى هدنة وقف إطلاق النار، راح ضحيتهما أكثر من 66 قتيلاً في ريف إدلب، في حين كان العامل الرئيس هو طرح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لفكرة ثلاثة نواب لرئيس النظام بشار الأسد، ما اعتُبر محاولة لإعادة تعويم النظام.
في المقابل، ادعى النظام أن مشاركته في المحادثات جادة، وقال رئيس وفده إلى جنيف بشار الجعفري بعد اجتماعه مع نائب المبعوث الأممي رمزي رمزي أمس، إنه بحث معه تعديلات على وثيقة مبادئ استرشادية قدمتها الأمم المتحدة وفكرة تشكيل حكومة موسعة والاستفزازات الإسرائيلية فيما يتعلق بمرتفعات الجولان. وقال للصحافيين: "أجرينا حتى الآن ثلاث جلسات، وهذا يؤكد انخراطنا الجاد والإيجابي في عملية الحوار السوري السوري من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة". وتعقيباً على قرار المعارضة تعليق مشاركتها، قال الجعفري: "إنهم (الهيئة العليا للمفاوضات) أصلاً لا يمثلون الشعب السوري بل العكس تماماً، وربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل".
يُذكر أن دي ميستورا كان قد غادر جنيف لأسباب غامضة بعد لقائه بشكل سري مع المنسّق العام للمعارضة السورية رياض حجاب. وشكّلت المعارضة السورية ثلاث لجان يوم أمس الأول الثلاثاء، من أجل بحث وكتابة تقارير عن خروقات الهدنة وهيئة الحكم الانتقالية ووضع دراسة تفصيلية عن المرحلة الانتقالية. وعقد وفد مصغر من المعارضة لقاء عصر أمس مع الفريق التقني للمبعوث الدولي لبحث هيئة الحكم الانتقالية. وعلمت "العربي الجديد" من مصدر خاص أن اللجنة الخاصة بخروقات الهدنة التقت صباح أمس المبعوث الأميركي مايكل راتني في مقر إقامة المعارضة، وقدّمت تقارير مفصلة عن الخروقات التي ارتكبها النظام السوري خلال فترة الهدنة، كما بحثت القرار الذي اتخذته المعارضة في تعليق مشاركتها في المفاوضات، ومطالبها من أجل العودة. وأوضح المصدر أن المعارضة كانت التقت مساء أمس الأول وفداً من الأمم المتحدة من أجل بحث الأسباب ذاتها وهي خروقات الهدنة، مضيفاً أن هناك إصراراً أميركياً على عودة الهدنة وتحقيق مطالب المعارضة من أجل ضمان عودتها إلى المحادثات.
وأكد المجلس الوطني الكردي التزامه بقرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها بالمحادثات، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده ممثلو المجلس الوطني الكردي في الهيئة العليا والوفد المفاوض أمس. كما أعلن المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش الحر والفصائل الثورية توافق إقرار حجاب انتهاء الهدنة".
هذه العوامل مجتمعة قد تكون رسّخت قناعة تامة لدى المعارضة السورية بانعدام رؤية حل سياسي يولد من جنيف، وعلى هذا الأساس، وفي ظل غياب الخيارات الأخرى حالياً لحل سوري-سوري، تبرز مجموعة من السيناريوهات الأخرى، قد لا يكون السوريون سوى مشاركين في تنفيذها.
فبالتزامن مع محادثات جنيف، عكف مسؤولون أميركيون وروس، منهم مسؤول الشرق الأوسط في البيت الأبيض روبرت مالي ومبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لابرنتييف، على إجراء محادثات تتناول نقاطاً محددة لمبادئ الدستور السوري، ترى واشنطن خلاله ضرورة إعطاء صلاحيات واسعة للهيئة الانتقالية وتقليص صلاحيات رئيس النظام، وعلى العكس من ذلك، سعت روسيا إلى أن تبقى الصلاحيات بيد الرئاسة، خصوصاً قيادة الجيش والقوات المسلحة، والعمل على إنشاء حكومة واسعة بصلاحيات تنفيذية، كان الجعفري قد طرح فكرة مشابهة لها خلال اجتماع مع دي ميستورا، في إحدى مباحثات الجولة الثالثة.
وكان مصدر في المعارضة السورية، قد كشف لـ"العربي الجديد"، أن "الأطراف الدولية أدركت صعوبة الوصول إلى حل سياسي عبر محادثات جنيف، لذلك يتم التحضير لحل بديل يتم فرضه على الأطراف السورية عبر قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع في حال فشل المحادثات الحالية". وأوضح المصدر أن هناك "طرحين للحل ظهرا خلال الاجتماعات بين الولايات المتحدة وروسيا، يقوم الأول على أساس المحاصصة السياسية لكل مكوّنات المجتمع السوري، على نحو يحاكي اتفاق الطائف في لبنان، يتضمن بقاء الأسد، أما الطرح الثاني فيدعو لتشكيل مجلس انتقالي يضم 8 شخصيات ليست من النظام أو من المعارضة ضمن مبدأ التكنوقراط، وهذا المجلس يقوم بقيادة المرحلة الانتقالية".
وستسعى واشنطن وموسكو كما يبدو إلى صوغ التفاهم بينهما بخصوص الحل السياسي في سورية على شكل مبادئ دستورية وصفقة سياسية، ثم اختيار قائمة من المعارضين القابلين بالحل السياسي لجمعهم مع وفد النظام السوري في الجولة المقبلة من المحادثات، على نحو يُذكّر باتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين عام 1993.
ويوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا لـ"العربي الجديد"، أنه لم يسمع عن محادثات بين الروس والأميركيين في جنيف لإعداد صفقة تحت الفصل السابع، في حين يرى عضو الائتلاف والمعارض السوري سمير نشار أن "الموضوع الجوهري هو موقع ودور بشار الأسد في أي حل سياسي، وهو العقدة الأساسية في إيجاد ذلك الحل حتى يكون ذا مصداقية، ويجد تأييداً له من قبل الثوار أولاً وباقي السوريين ثانياً".
ويوضح نشار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الهيئة الحاكمة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة والتي تُشكّل بالتوافق بين المعارضة والنظام، تعني الانتقال من نظام سياسي يرأسه الأسد إلى نظام سياسي جديد بمواصفات جديدة، يُمكّن الشعب بمختلف مكوناته من ممارسة دوره في بناء نظام سياسي جديد يعبّر عن طموحاته ويرسم مستقبله، وهذا ما تفكر به قوى المعارضة والثورة وتعمل بموجبه، وهو ما نص عليه بيان جنيف 1 وأكد عليه قرار مجلس الأمن الدولي بالقرار 2218 ورسم مراحله القرار 2254"، مشيراً إلى أن "هذه الصورة بعيدة جداً عما يفكر به الأسد وإيران وحتى روسيا وربما الولايات المتحدة".
ويشير المعارض السوري إلى أن "الأسد لديه حل سياسي من خلال حكومة موسعة تحت قيادته، وهي التي تقوم بإصلاحات دستورية وتشرف على إجراء انتخابات، وإيران تؤيده في ذلك، في حين أن روسيا والولايات المتحدة لديهما حل سياسي يستند إلى القرارات الدولية المذكورة أعلاه، ولكنهما لم توضحا عمداً موقع ودور الأسد في المرحلة الانتقالية، بل قالتا إن مستقبل الأسد يحدده السوريون، مما يحيل إلى أن معرفة رأي السوريين في الأسد ستكون بالانتخابات وبالتالي يعني أن الأسد سيكون في المرحلة الانتقالية بغض النظر عن دوره وموقعه".
وتعليقاً على هذا الأمر، يرجّح نشار أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً عسكرياً، معتبراً "ما جرى البارحة من مجازر قام بها النظام رداً على تعليق المحادثات هي البداية، وعلينا أن ننتظر ما ينتج عن اجتماع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما مع ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز بخصوص سورية وأيضاً مع قادة مجلس التعاون الخليجي".
وبين كل السيناريوهات السابقة، يبقى سيناريو الفوضى والتفتت والتناحر بعد سنوات عديدة وارداً، وهو ما حذرت منه واشنطن أخيراً، حين قال أوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين إن سورية تتفسخ بسرعة أكبر وإنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا.
