مفاجآت القمة

مفاجآت القمة

19 ابريل 2016
يتمسك أوباما بسياسة "احتواء إيران" (يوري غريباس/فرانس برس)
+ الخط -
من غير المتوقع أن تخرج القمة الخليجية الأميركية، بأي جديد، تجاه أهم قضية تؤرق الساسة الخليجيين، والمتمثلة في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. فالرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي اعتمد سياسة احتواء تجاه طهران، منذ دفعه باتجاه اتفاق نووي "بأي ثمن"، لن يخرج عن نص هذه السياسة، خلال أشهره الأخيرة في البيت الأبيض. لكن المفاجآت ممكنة، في ملف مواجهة الإرهاب.
وبينما لم تنخرط الدول الخليجية بشكل فاعل في الملف العراقي، وهي ترى أن السياسات الأميركية تجاه بغداد، تعزز الحضور الإيراني، بدل تحجيمه، كان الملف السوري محط تباينات تفصيلية بين الجانبين الخليجي والأميركي. فالولايات المتحدة تريد استقراراً في سورية، بأي ثمن، بينما تريد السعودية، ومن ورائها بعض دول مجلس التعاون الخليجي، أن يرحل الأسد، ومعه نفوذ إيران في دمشق، بأي ثمن أيضاً. أوباما، الذي افتخر بعدم تدخله في سورية، مع استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي، الخط الأحمر الأميركي الذي لم يكن كذلك، لن يقوم بمقاربة الملف السوري من خلال التفاهم مع الخليجيين أو الأتراك، وإنما ستكون أي مشاريع أميركية لسورية، وفق تفاهمات أميركية روسية. بمعنى استبعاد أي خطوات أميركية مختلفة تجاه سورية، بعد القمة الخليجية.
لكن هناك ملف وحيد، قد يقرب الأميركيين من حلفائهم الخليجيين المرتابين من سياسية واشنطن، وهو ملف مواجهة الإرهاب، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تحديداً. فكل دول المنطقة تجد في "داعش" تهديداً لها، الأمر الذي يعني أن سياسات واشنطن في هذا الإطار، تجد أصداء واسعة في المنطقة. فالسعودية أعلنت عن تحالف إسلامي واسع لمحاربة الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا، وتضييق منابع تمويله. بالإضافة إلى دعوتها لإرسال قوات برية لمواجهة "داعش" في سورية، تحت مظلة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ 2014.
في السياق ذاته، أشارت تقارير إلى طلب الإمارات دعماً أميركياً مباشراً، لمواجهة تنظيم القاعدة، في اليمن. ويأتي هذا متزامناً مع زيادة أعداد القوات الأميركية المحاربة لداعش في العراق، مما يعني أن تنسيقاً خليجياً أميركياً في هذا الملف، قد يسفر عن مفاجآت.