وفد حميميم لتمثيل "معارضة الداخل"... القرار روسي والتكليف للنظام

وفد حميميم لتمثيل "معارضة الداخل"... القرار روسي والتكليف للنظام

19 ابريل 2016
تريد روسيا جعل هؤلاء مفاوضين لا مستشارين(لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
عاش النظام السوري خلال الأسبوع الماضي، ارتباكاً في ظل الضغط الروسي لتشكيل وفد "معارضة حميميم" (القاعدة العسكرية الروسية في الساحل السوري)، للمشاركة في محادثات جنيف 3، وذلك بسبب عدم التزام الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري بتبليغ الشخصيات المرشحة من قبل الروس.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن "المسؤولين الروس في حميميم أرسلوا إلى النظام قائمة تضم عدداً من الشخصيات المقبولة من قبلهم والمقرّبة من النظام، على أن يتم تقديمها في جنيف على أنها تمثّل المعارضة في الداخل، إلا أن صراعات الأجهزة الأمنية التي تتبنى هذه الشخصيات بشكل مباشر أو غير مباشر، تسبّبت في إقصاء أشخاص طلب الروس إضافتهم إلى الوفد، ما أثار امتعاض الروس الذين تدخّلوا بشكل مباشر لمتابعة عملية دعوة تلك الشخصيات، للالتحاق بمطار حميميم حيث نقلوا إلى موسكو فالتقوا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ومن ثم تابعوا رحلتهم إلى جنيف".
وضم "وفد حميميم" كلاً من إليان مسعد، وهو طبيب وضابط بعثي سابق سُرّح برتبة عميد عام 2013، وشغل مناصب مدير بنك الدم ومدير مستشفى حرستا العسكري. عقب تسريحه أعلن أنه يمثّل ما سماه "حزب المؤتمر الوطني"، كما أنه عضو والمتحدث الرسمي في "هيئة العمل السوري" التابعة لوزير المصالحة الوطنية علي حيدر، المقرّب من رئيس النظام بشار الأسد. كما ضم الوفد محمود مرعي الأمين العام لـ"هيئة العمل الوطني الديمقراطي"، وأمينة سر الهيئة ميس كريدي، المعروفين بارتباطهما القوي بمكتب الأمن القومي الذي يترأسه اللواء علي مملوك.


كذلك ضم الوفد نواف الملحم، وهو ابن شيخ عشيرة الحسنة، والأمين العام لـ"حزب الشعب"، وهو أحد المقربين من بشار وماهر الأسد، حتى أنه يحتفظ بمكتب حزبه في دمشق بالعديد من صور بشار الأسد وشقيقه باسل الذي توفي في تسعينيات القرن الماضي. ومن أعضاء الوفد أيضاً مازن بلال وهو مهندس وكاتب وإعلامي يمثّل ما يسمى "التيار الديمقراطي العلماني"، وهو عضو في "هيئة العمل السوري" التابعة لعلي حيدر، وجوزيف جريج وهو مهندس يقول إنه يمثّل ما يسمى "جبهة الضغط الديمقراطي" كما أنه عضو في "الحزب الشيوعي الموحّد" الممثل في "الجبهة الوطنية التقدمية"، وإيناس الحمال الأمين العام لـ"حزب التنمية الوطني".
وضم الوفد أيضاً عبد الهادي نصري وهو رئيس جمعية "رواد الفكر التنويري السوري"، ومنسّق "أمانة حلب للثوابت الوطنية" ومن المعروفين بدفاعهم عن حزب "البعث العربي الاشتراكي" والسلطة، وأحمد كوسا الضابط السابق المسرّح الذي يشغل اليوم منصب الأمين العام لـ"الحزب الديمقراطي السوري" وله كتائب مقاتلة إلى جانب قوات النظام في حلب. ومصطفى قلعجي وهو شريك سابق لكوسا وعضو مكتب سياسي في حزبه، انشق عنه لوحده، وأعلن منذ عدة أسابيع تأسيس حزب باسم "حزب التغيير والنهضة السوري"، وهو عضو في "هيئة العمل السوري"، إضافة إلى مروة الايتوني عضو غرفة صناعة دمشق، ورئيسة حزب "الكتلة الوطنية" وهي أيضاً عضو في "هيئة العمل السوري"، وهاني الخوري وهو ممثل لحزب "السلام السوري" وعضو في "هيئة العمل السوري"، وطارق الأحمد القيادي في الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، إضافة إلى عضوية بسام نجيب.
وأفادت المصادر أنه تم استبعاد كل من سهير سرميني ومجد نيازي، كما تم استبعاد بروين ابراهيم قبلهما، بسبب خلافاتهم مع أعضاء وفدهم. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن "الروس يحاولون إيجاد شرعية لوفد حميميم ومؤتمر موسكو والأستانة، وتحويل صفة هذه الوفود من صفة استشارية إلى صفة مفاوضين، في وقت يدفع الروس فيه النظام لتوتير الجبهات مع فصائل المعارضة المسلحة في حلب وريف حمص وريف دمشق خصوصاً في الغوطة الشرقية، ضاربين بهدنة وقف الأعمال العدائية عرض الحائط، بهدف دفع الفصائل إلى إنهاء الهدنة، ما قد يدفعها للانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات، الأمر الذي سيفقد الأخيرة ورقتها الأقوى".
وقالت المصادر إن "حدوث هذا السيناريو سيفسح المجال للروس لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وتوافقات فيينا، مع هذه الوفود بحسب رؤيتها ومصالحها، بغض النظر عن اقتصار تطبيق هذه التوافقات في ما تسميه سورية المفيدة، وترك باقي مناطق سورية ساحة حرب مفتوحة".

دلالات