الأردن يستدعي سفيره في طهران للتشاور

الأردن يستدعي سفيره في طهران للتشاور

18 ابريل 2016
يحكم الفتور العلاقات الأردنية-الإيرانية منذ الثورة الإسلامية(فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت الحكومة الأردنية اليوم الاثنين، استدعاء سفيرها في طهران عبد الله أبو رمان للتشاور، وهو القرار الذي يأتي بعد أسبوع من زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للأردن، والتي انتهت ببيان مشترك، شديد اللهجة ضد السياسة الإيرانية.

الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني برر القرار بـ"ضرورة إجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة، وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات".

وأعرب في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن خيبة أمل بلاده من المواقف الإيرانية، التي أعقبت التوصل إلى الاتفاق النووي الخاص ببرنامج إيران ما بين دول مجموعة 5+1 وجمهورية إيران الإسلامية، قائلاً "عندما تم الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق عبرت الحكومة الأردنية في حينها عن مساندتها ودعمها للاتفاق، مدفوعة بالأمل بان يشكل هذا الاتفاق أيضاً مقدمة لتطوير وتعزيز العلاقات العربية - الإيرانية، على أساس حسن الجوار، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل المشترك لتعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار في منطقتنا".

ورأى أن "الفترة التي أعقبت التوقيع على ذلك الاتفاق شهدت مواقف من قبل الحكومة الإيرانية لا تنسجم مع آمالنا الأوسع تلك"، مشيراً إلى صدور جملة من الأفعال والأقوال عن إيران، والمسؤولين فيها تشكل تدخلات من قبلها في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة وعلى الأخص دول الخليج العربية، وهي تدخّلات وصفها بـ" المرفوضة"، والتي تؤدي إلى خلق الأزمات وتعميق عدم الاستقرار في المنطقة.

المومني أعاد في بيانه المفصل التذكير بالاعتداءات التي طاولت سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد، التي وقعت في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، في أعقاب إعدام السلطات السعودية المعارض نمر النمر، وهو الاعتداء الذي أعاد وصفه بـ" السافر".

كما ذكّر أيضاً بموقف بلاده منها حينها، والذي تمثل باستدعاء سفير إيران في عمّان، محبتي فردوسي بور، وإبلاغه احتجاج الأردن وإدانته الشديدة للاعتداءات التي تنتهك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتوقف الكامل عن التدخل في الشؤون العربية، مشدداً على أن بلاده لم تلمس استجابة من الحكومة الإيرانية لتلك المطالب، كما لم تستجب لمطالب مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في بياناتهما وقراراتهما الأخيرة، وفق المومني.


وكانت تسريبات نقلت عن السعودية عدم رضاها من الموقف الأردني تجاه إيران، في أعقاب حادثة اقتحام سفارة الرياض في طهران، وقنصليتها في مشهد، حيث كان يتوقع من حليفتها أن تقوم باستدعاء سفيرها في طهران، احتجاجا على ما تعرضت له سفارتها وقنصليتها، أسوة بالموقف الخليجي، وعدم الاكتفاء باستدعاء سفير طهران، وتسليمه رسالة احتجاج.

وفي التزام أردني واضح بالوقوف في خندق السعودية بمواجهة إيران، أكد الملك عبد الله الثاني وولي ولي العهد السعودي في بيان مشترك في ختام زيارة الأخير للمملكة الأسبوع الماضي على رفض السياسة الإيرانية في المنطقة، والتي حملها البيان مسؤولية تعميق النزاعات والصراعات وتنامي الإرهاب.

هذا ويحكم الفتور العلاقات الأردنية- الإيرانية، منذ الثورة الإسلامية عام 1979، حيث حفل التاريخ الدبلوماسي بينهما بتكرار قطع العلاقات.