"فايننشال تايمز": إيران تخشى اتفاقاً أميركياً روسياً يطيح بالأسد

"فايننشال تايمز": إيران تخشى اتفاقاً أميركياً روسياً يطيح بالأسد

17 ابريل 2016
مصير الأسد بيد الروس والأميركيين (Getty)
+ الخط -

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن دبلوماسيين في دمشق قولهم، إن إرسال النظام الإيراني قوات عسكرية نظامية خاصة إلى سورية، للمرة الأولى منذ الثورة عام 1979، هدفه زيادة نفوذ ظهران وتأثيرها في سورية، في ظلّ ما وصفته بالخلاف الواضح بين النظام السوري والقيادة الروسية حول كيفية إدارة محادثات جنيف.

وبحسب "مصدر دبلوماسي رسمي" تحدث للصحيفة، فإنّ "إيران وجدت في هذا الخلاف فرصة مناسبة للتقرب أكثر من النظام السوري"، تنفيذاً لتعهدها بألا تسمح بأي مساومة حول مصير رئيس النظام بشار الأسد في المحادثات، مصرّةً على عرضها بأن يتم إدخال وجوه معارِضة في حكومة وحدة وطنية بدل حلّ هيئة الحكم الانتقالية صاحبة الصلاحيات التنفيذية الكاملة التي نصّ عليها اتفاق جنيف 2012.

وبحسب مصادر "فايننشال تايمز"، فإنّ المسؤولين الإيرانيين قلقون من اتفاق محتمل بين الروس والأميركيين ينص على إطاحة الأسد قبل انتهاء ولايته في عام 2021، وهو ما جزمه علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي وضع مصير الأسد في خانة "الخط الأحمر الإيراني".

وتنقل الصحيفة نفسها عمّن تصفه "محللاً سياسياً إيرانياً محافظاً" قوله، إن الخلاف بين إيران وروسيا حول سورية "لا يهدد حتى الآن على الأقل التحالف القائم بينهما، وفي النهاية يجب أن نتذكر أننا نحن من أتينا بالروس عسكرياً لمنع سقوط النظام السوري ولموازنة النفوذ الأميركي والسعودي".

وفي السياق، تنقل الصحيفة البريطانية عن مصادرها تأكيدها أن ارتفاع أعداد قتلى المقاتلين الإيرانيين المنتشرين في سورية تحت مسميات مستشارين عسكريين، والبالغ عددهم حوالي 10 آلاف، هو السبب الذي دفع بالقيادة الإيرانية إلى اتخاذ قرار إرسال قوات حكومية نظامية لتدعيم نظام الأسد، أمام أي احتمال بالتوصل إلى اتفاق أميركي روسي يطيح برأس النظام.

وعن هذا الموضوع، يقول محلل سياسي إيراني محافظ لـ"فايننشال تايمز"، إنه "بالنسبة للنظام في إيران، أي محاولة غير ديمقراطية لإطاحة الأسد ستؤدي إلى إبادة بحق العلويين، وستضرب النفوذ الإيراني في سورية، وسنقاوم ذلك مهما كان الثمن الذي علينا أن ندفعه"، وذلك في تغيير استراتيجي للسياسة الإيرانية التي كانت قائمة، منذ عام 1979، على إدارة المعارك المعنية بها في منطقة الشرق الأوسط بالوكالة من خلال الحرس الثوري والمليشيات المحلية التابعة له أكان في العراق أو سورية أو لبنان، بحسب الصحيفة البريطانية دائماً.

دلالات