أين تذهب جثث مسلحي "ولاية سيناء" بعد قتلهم؟

أين تذهب جثث مسلحي "ولاية سيناء" بعد قتلهم؟

01 ابريل 2016
تشكيك بروايات الجيش حول قتلى المسلحين (فرانس برس)
+ الخط -
شككت مصادر قبلية من سيناء في صحة قتل الجيش المصري نحو 65 مسلحاً تابعين لتنظيم "وﻻية سيناء"، الذي أعلن مبايعة تنظيم "الدولة اﻹسلامية" (داعش).

وتساءلت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد": "أين جثث القتلى الذين أعلن عنهم الجيش؟"، مشككة في رواية السلطات المصرية، مؤكدة أن عدد القتلى مبالغ فيه إلى درجة كبيرة.

ويفتح عدد القتلى الذي أعلن عنه الجيش تساؤلات كثيرة حول صحة اﻷرقام التي يعلن عنها المتحدث الرسمي العسكري، خصوصاً في ظل عدم وجود أثر لهذا العدد الكبير من الجثث، فضلا عن عدم ذكر موعد سقوط كل هؤلاء القتلى.

المصادر القبلية أكدت عدم صحة تلك اﻷخبار، وإلا لكانت سيناء كلها عرفت بالقتلى، وإلى أي قبلية ينتمون، وعددهم على وجه التحديد، مشيرة إلى أن قوات الجيش لا تقوى على مواجهة العناصر المسلحة بشكل مباشر، نظرا ﻷن "وﻻية سيناء" تنصب كمائن لقوات الجيش والشرطة، وتسقط عددا منهم بين قتيل وجريح.

ولفتت المصادر إلى أن القصف الجوي العنيف الذي تشنه الطائرات الحربية لا يطاول مسلحي "وﻻية سيناء"، ﻷنهم يجيدون الاختباء والتخفي في مناطق جبلية وعرة، ويصعب رصدهم.


وكانت الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي العسكري المصري، العميد محمد سمير، قد بثت بيانا، اليوم الجمعة، حول تمكّن القوات المسلحة من قتل نحو 65 من المسلحين، فضلا عن "مداهمة وتدمير عدد من الملاجئ والتجمعات، ومخازن السلاح والذخيرة والوقود للجماعات اﻹرهابية"، بالإضافة إلى استهداف 12 عربة للمهربين بالمنطقة الغربية.

وقال سمير إنه "في إطار استكمال عملية حق الشهيد، تمكنت عناصر إنفاذ القانون بشمال سيناء، من القوات المسلحة والشرطة المدنية، من قتل 65 من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة"، مشيرا إلى "استمرار ملاحقة العناصر الإرهابية وإحكام السيطرة على محاور وطرق التحرك".

كما أعلن المتحدث الرسمي العسكري المصري، قبل أيام، عن قتل 60 مسلحا، في إطار "عمليات حق الشهيد"، وردا على استهداف كمين الصفا اﻷمني بمدينة العريش، ومقتل 18 شرطيا، وإصابة آخرين، واختفاء ضابط ومجندين.

ونشرت صفحة المتحدث العسكري على موقع "فيسبوك" مقطع فيديو وعدة صور، لا يظهر فيها وجود جثث أو قتلى خلال الهجمات اﻷخيرة التي نفذتها القوات الجوية.

وخلت الصور، وكذلك مقطع الفيديو، من أي تأثيرات لعمليات قصف سلاح الطيران، باستثناء صورة سيارة متفحمة في منطقة صحراوية، يعتقد أنها تخص إعلان سمير عن تدمير 12 عربة للمهربين في المنطقة الغربية.

وعلى الرغم من إعلان بيان الجيش عن تدمير 12 عربة للمهربين، إلا أنه لم تظهر سوى بضع صور لسيارة واحدة من زوايا مختلفة.


كما يظهر مقطع الفيديو قصفاً جوياً ﻷهداف غير واضحة، ولكنها جاءت جميعها في سياق الملاجئ ومخازن اﻷسلحة والذخيرة والوقود التابعة لتنظيم "وﻻية سيناء".

واستغرب عدد من المتابعين لعدم التقاط صورة واحدة ﻷي من تلك الملاجئ واﻷهداف عقب انتهاء عمليات القصف، في إطار التعاون والتنسيق المشترك مع القوات على اﻷرض، وهو أمر طبيعي في ظل عملية تمشيط للمنطقة عقب خروج الطائرات من المجال الجوي.

وهذه ليست المرة اﻷولى التي يعلن الجيش المصري فيها عن عدد قتلى كبير في صفوف المسلحين في الوقت الذي لا يوجد أي أثر للجثث، ما يطرح أكثر من علامة استفهام وسبب للتشكيك.