الصدر يطمئن البعثات الدبلوماسية في حال اجتياح "المنطقة الخضراء"

الصدر يطمئن البعثات الدبلوماسية في حال اجتياح "المنطقة الخضراء"

08 مارس 2016
آخر أوراق الصدر التهديد باجتياح المنطقة الخضراء (Getty)
+ الخط -
يبدو أنّ الخلاف الذي وقع بين قادة التحالف الوطني الحاكم في العراق، خلال اجتماع كربلاء، والذي انسحب منه زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، سيفاقم الأزمة السياسيّة داخل التحالف بشأن التغيير الوزاري المرتقب، ويؤشّر إلى أنّ العد التنازلي لدخول أنصار الصدر إلى المنطقة الخضراء بدأ فعلاً، الأمر الذي أكّده الصدر في رسالة "تطمين وسلام" بعثها للبعثات الدبلوماسيّة في العراق.

وقال الصدر في رسالة وصفها بـ"التطمينيّة"، إلى البعثات الدبلوماسيّة إنّه "تناهى الى أسماعي أنّ البعثات الدبلوماسيّة والسفارات العربيّة والدوليّة اعترتها بعض المخاوف من اجتياح شعبي للمنطقة الخضراء"، مؤكّداً أنه "صار لزاماً علينا أن نبعث لهم أجمع لاسيّما غير المحتل رسالة تطمين وسلام بأنّنا لا نعتدي على ضيوفنا أبداً".

وأضاف، "إذا أراد الشعب دخول الخضراء فلن يكون هناك تعدٍّ على البعثات، وأنّ أيّ تعدٍّ عليهم سيكون تعدياً علينا ونرفضه رفضاً باتاً وقاطعاً"، مضيفاً: "أمّا سفارات المحتل بريطانيا وأميركا؛ فقد بعثت لهم برسالة في خطابي الأخير بأنّ عليهما السكوت أو الانسحاب من المنطقة الخضراء، وفي حال تدخلهما العسكري أو الاستخباري أو الإعلامي سيكون ذلك ما يجعلها من الفاسدين والخيار، لها وليس لنا"، بحسب تعبيره.

ودعا، الشعب إلى "حماية سفارات بلدان العالم في العراق، بما فيها سفارة المحتل"، مستدركاً بالقول "انتظروا منّا قراراً آخر بعد أن نرى سكوتها أو تدخلها السلبي (بريطانيا وأميركا)، وكونوا على قدر المسؤوليّة لتعكسوا صورة وضاءة جميلة للعالم".

اقرأ أيضاً الوساطات الإيرانية تعجز عن حلّ خلافات "التحالف الوطني" العراقي


من جهته، رأى الخبير السياسي، محمد عبود، أنّ رسالة الصدر هي رسالتان؛ الأولى للحكومة ورئيسها حيدر العبادي، والثانية للسفارات والبعثات الدبلوماسيّة.

وقال عبود، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "انسحاب الصدر من اجتماع قادة التحالف الدولي واعتراضه على مقرّراته عقّد المشهد السياسي وعمّق الخلاف مع الحكومة"، مبيناً أنّ "الصدر برسالته اليوم يهدّد العبادي باجتياح شعبي للمنطقة الخضراء، وهي آخر أوراق الضغط التي يمارسها الصدر على العبادي".

وأشار إلى أنّ "الرسالة توحي بأنّ العد التنازلي لهذا الاجتياح قد بدأ فعلاً، وأنّ تطمين البعثات الدبلوماسيّة يؤشّر أنّ الاجتياح سيركّز على المقار التابعة للحكومة ومجلس الوزراء، الأمر الذي يفرض على العبادي الإذعان لشروط الصدر".

يشار إلى أنّ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أعلن أمس بأنّ بيان التحالف الوطني الذي صدر عقب اجتماع كربلاء، لا يمثله، وأنه لم يتم بحضوره، مؤكّداً أنّه سيوعز لكتلته بتعليق حضورها اجتماعات التحالف.

المساهمون