العبادي يعزّز أمن بغداد... تحسُّباً لـ"داعش" وتهديدات الصدر

العبادي يعزّز أمن بغداد... تحسُّباً لـ"داعش" وتهديدات الصدر

07 مارس 2016
هواجس عدّة تلاحق العبادي في بغداد (فرانس برس)
+ الخط -
تكشف معلومات خاصة عبر ضباط في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، عن قيام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي برفع عديد القوات النظامية من الجيش، والشرطة، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب إلى نحو 90 ألف عنصر بعدما كان عديدهم أقل من 60 ألفاً، في بغداد وضواحيها طيلة العامين الماضيين ولجميع تشكيلات القوات النظامية.

يعزو مراقبون الزيادة العسكرية في بغداد إلى مخاوف من اضطرابات واسعة قد تشهدها العاصمة في حال نفّذ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، تهديده بعد انقضاء مهلة الـ45 يوماً واقتحم المنطقة الخضراء. إلّا أن غطاء رفع العديد المبرّر من قبل الحكومة، هو تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للعاصمة، واحتمال تكرار هجمات جديدة كما حصل في منطقة أبو غريب (غرب بغداد) قبل أيام، بحسب هؤلاء المراقبين. 

ووفقاً لضابط رفيع المستوى في مديرية الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع، فإن "رئيس الوزراء حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة أجرى، أخيراً، عملية مناقلة بالقوات العراقية النظامية من مناطق مستقرة جنوب العراق، واستقدمها إلى داخل العاصمة بغداد وضواحيها". ويؤكد أنّ "عديد القوات النظامية في بغداد بلغ نحو 90 ألفا، هم من الجيش متمثّل بالفرق السادسة، والعاشرة، والسابعة عشرة، والثانية. والشرطة الاتحادية ممثلة بالفرقة الثالثة، والرابعة، والشرطة المحلية، فضلاً عن جهاز مكافحة الإرهاب وتشكيلات خاصة مثل جهاز المخابرات وأفواج التدخل السريع"، على حدّ قوله.

ويلفت الضابط العراقي ذاته، إلى أن "جميع تلك القوات موجودة حالياً ببغداد وضواحيها في مقراتها أو مناطق عملياتها، موضحاً أن "عديد القوات النظامية بات أكثر بضعفَين من عديد المليشيات في بغداد والتي تملك أسلحة منافسة لسلاح الجيش والشرطة". ويشير إلى أنّ "هذه الزيادة خلقت نوعاً من التوازن في معادلة القوى بين مليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية داخل العاصمة"، على حدّ تعبير الضابط.

اقرأ أيضاً: اتفاق العبادي مع طهران يوصل خلافات الصدر وسليماني لذروتها

في هذا السياق، يرى عضو لجنة الأمن البرلمانية، حسن جهاد، أنّ "هناك مخاوف على أمن بغداد، ويسعى رئيس الوزراء لزيادة عديد القوات الأمنية لحمايتها". ويقول جهاد لـ"العربي الجديد"، إنّ "اختراق داعش لبغداد، الأسبوع الماضي، نبّه العبادي على خطورة ذلك، ودفعه لاتخاذ إجراءات احترازية لصدّ أي هجوم للتنظيم قد يصل إلى بغداد". ويضيف أنّ "العبادي لم يجد حلاً سوى زيادة عديد القوات الأمنية لحاجته لقوات نظامية في العاصمة، وليقلل من الاعتماد على مليشيات الحشد الشعبي التي لا يريد أن يكون لها دور".

ويؤكد عضو لجنة الأمن أنّ "العبادي سيحاول من خلال تلك القوات سدّ الثغرات التي كشفها هجوم داعش وانتشارها"، مشيراً إلى أنّ "العبادي يحاول الاطمئنان على أمن بغداد". ويضيف أنّه "إذا بقيت الحال على ما هي عليه من دون معالجة القضايا السياسية وإصلاح المؤسسات، فلن يكون هناك أي أمن مستقر في بغداد والعراق ككل"، مشدّداً على ضرورة أن "تقترن الحلول الأمنية مع تلك السياسية".
 
من جهته، يرى الخبير الأمني، محمد عبد الرزاق، أنّ "زيادة عديد القوات الأمنية وتحديداً الجيش يؤشر إلى مخاوف العبادي من المليشيات ومن خطورة التظاهرات التي يقودها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أيضاً". ويقول عبد الرزّاق لـ"العربي الجديد"، إنّ "المخاوف من داعش وقوّة التنظيم وخطورته ليس شيئاً جديداً، بل إنّ تأزّم الموقف بين العبادي ومليشيات الحشد الشعبي، وتهديدات الصدر باقتحام المنطقة الخضراء، هو الخطر الذي فرض على العبادي جلب تلك القوات إلى العاصمة"، على حدّ تعبيره.
 
ويشير الخبير الأمني إلى أنّ "العبادي يحاول حماية نفسه وحكومته من خطورة الاحتدام السياسي مع كتل التحالف الوطني ودفعها لمليشياتها ضد حكومته"، مؤكداً "خطورة الموقف وتأزّمه بشكل خطير". ويلفت عبد الرزّاق إلى أنّ "القوات الأمنية والجيش ليست مؤسسات مهنيّة بالمعنى الحقيقي، لذا فإنّ ولاءها للعبادي مشكوك به، الأمر الذي يحتّم على الأخير عقد اتفاقات مع القوات الأميركية لحفظ أمن بغداد"، وفقاً للخبير.

اقرأ أيضاً العراق: المليشيات تشلّ الحياة بالمقداديّة .. ومخاوف من المجهول

المساهمون