عراقيون يسألون: ما الذي يجري في المنطقة الخضراء؟

عراقيون يسألون: ما الذي يجري في المنطقة الخضراء؟

30 مارس 2016
اعتصامات وتظاهرات تشهدها العاصمة العراقية (العربي الجديد)
+ الخط -
تشهد العاصمة العراقية انتشاراً أمنياً مكثفاً، وغير مسبوق، تمثل بوضع متاريس وحواجز عسكرية وجنود مدججين بالأسلحة، فضلاً عن انتشار واسع للمليشيات، في جو مشحون سياسياً على خلفية الاعتصامات عند بوابات المنطقة الخضراء وتظاهرات ساحة التحرير، وسط زخم هائل من البيانات والتصريحات والمؤتمرات للمسؤولين العراقيين، لم ينجح أي منهم في الإجابة عن السؤال الأكثر شيوعا بين العراقيين "ما الذي يجري في المنطقة الخضراء"؟

وبعد ارتفاع وتيرة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة الجديدة، التي باتت تعرف باسم حكومة التكنوقراط مطلع الأسبوع الجاري، انهار تقريبا كل شيء مساء أمس الثلاثاء، بعد إعلانات متوالية من قادة كتل ترفض تحرك حيدر العبادي، وتهدد بعدم المشاركة بالحكومة بالوقت الذي يراهن آخرون على الساعات الثماني عشرة المتبقية بأنها قد تحل جميع المشاكل.

وبحسب ما هو متحصل من معلومات مسربة من أروقة المنطقة الخضراء ببغداد، فإن مفاوضات إعلان التعديل الحكومي الجديد تلاقي عقبات عدة أهمها رفض زعيم التيار الصدري المعتصم حاليا في خيمته داخل المنطقة الخضراء للتعديلات، باعتبارها "غير مجدية" ما دام الوزراء تابعين للأحزاب والكتل وتعتمد التقسيم الطائفي في توزيع الوزراء على الكتل السياسية حتى وإن اعتبرهم العبادي متخصصين في الوزارات التي سيشغلونها.

فيما اعتبر بيان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني فجر الأربعاء، بمثابة رفض للتعديلات التي اعتبر الإقليم غير معني بها، وسط تلويح الكتل الكردية بالانسحاب في حال لم تكن هناك نسبة 20% من كابينة الحكومة لهم، بينما تراجعت كل من الحركة الوطنية بزعامة اياد علاوي واتحاد القوى عن موقفهم مطالبين بمعرفة شكل الحكومة الجديدة قبل الدخول للبرلمان والتصويت عليها.



وتشير مصادر سياسية، الى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، يواجه ضغوطاً كبيرة من حزبه (الدعوة)، بعدم الرضوخ للتيار الصدري ولتهديدات الصدر، مستدركة أن الكتل السياسية تعلن جميعها أمام الإعلام دعمها وإسنادها لحكومة التكنوقراط، لكنها في الوقت ذاته تفاوض العبادي بعدم استبعاد وزرائها.

وقال المصدر، إن "اتحاد القوى وائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني طالبوا العبادي بعدم استبعاد وزرائهم، وفي حال إصراره فانهم من سيختارون البديل"، بحسب ما أوردته وكالة محلية عراقية قريبة من الحكومة في بغداد.

فيما تشير مصادر سياسية أخرى تحدثت لـ"العربي الجديد"، إلى أن العبادي قرر أن يتوجه للبرلمان بما لديه من وزراء تم الاتفاق عليهم، حتى لو كانت ثلاث حقائب وزارية إحداها شاغرة أصلا وهي وزارة التجارة"، مبينا أن القلق الحالي هو من ردة فعل الصدر في حال فشل العبادي بجلسة البرلمان يوم غد، في تحقيق الحد الأدنى الذي يطالب به الصدريون وزعيمهم​.

المساهمون