"قضية عكاشة" تكشف تمسك المصريين بمقاومة مفاعيل كامب ديفيد

"قضية عكاشة" تكشف تمسك المصريين بمقاومة مفاعيل كامب ديفيد

25 مارس 2016
+ الخط -
أعادت الأحداث المتصلة بلقاء الإعلامي المصري، النائب المجرد من صفته البرلمانية، توفيق عكاشة، بالسفير الإسرائيلي في القاهرة، حاييم كورن، تسليط الضوء على درجة إصرار المصريين عموماً على عدم التطبيع مع دولة الاحتلال، على الرغم من كل المفاعيل التي أنتجتها ولا تزال اتفاقية كامب ديفيد.

ويعدد بعض المواطنين المصريين الذين التقت بهم "العربي الجديد" أسباب عدائهم للكيان الصهيوني، ومنها احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية، والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني، خصوصاً أهالي قطاع غزة، وقتل عدد كبير من أهالي سيناء المصرية، وفساد الكثير من الأراضي المصرية بسبب سياسة استيراد بذور المحاصيل الزراعية من إسرائيل في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويضاف إلى ذلك، ما حدث في مدرسة قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية عام 1970 خلال هجومٍ شنّته القوات الجوية الإسرائيلية، إذ قصفت طائرات من طراز فانتوم المدرسة، فأدت إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

ويؤكد هؤلاء المواطنون أن الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني على حدود مصر، أثبتت أن إسرائيل التي نشأت في حرب 1948، لا تعترف بالقانون ولا بالمعاهدات، ولا أي شيء يجعل من الآخرين يتبادلون معها أقل أنواع الاحترام، إذ إنّ الذاكرة لا تنسى أن دولة الاحتلال لا تفرّق بين شاب أو طفل أو امرأة.

في هذا السياق، يقول المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، الكاتب محمد سيف الدولة، إن الشعب المصري يرفض التطبيع تماماً، على الرغم من محاولات عديدة خلال العقود الماضية لإنهاء هذه الممانعة. ويضيف سيف الدولة لـ"العربي الجديد"، أن إسقاط عضوية عكاشة من مجلس النواب جاءت عقوبة له على التطبيع، على الرغم من أنّ السبب المعلن ليس ذلك، وهي رسالة قوية بوجود نواب يرفضون هذا التطبيع. ويشير إلى أنّ النظام الحالي غارقٌ في التطبيع بكل الصور مع العدو الصهيوني، متسائلاً عن مصير هذا النظام.

ويلفت إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي بحسب ما وُصفت بـ"العصر الذهبي"، هو أمر مرفوض ويجب مواجهته بكل الطرق، وفقاً للكاتب.
ويربط سيف الدولة بين واقعة عكاشة والتطبيع مع إسرائيل، واتهام وزارة الداخلية المصرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" باغتيال المستشار هشام بركات، مشيراً إلى أنّه موقف غريب، خصوصاً مع عدم إثبات تدخل "حماس" ضد مصر في أي موقف. ويشير إلى أن ما أقدمت عليه وزارة الداخلية يخدم في الأساس إسرائيل، محذّراً من احتمال القيام بأية عمليات عسكرية على غزة بدعوى تهديد "حماس" للأمن القومي المصري.

اقرأ أيضاً: الحلّ يطارد البرلمان المصري... منصور وقرطام وحساسين بعد عكاشة؟

من جانبه، يقول رئيس حزب الكرامة، محمد سامي، إن أي محاولات للتطبيع من قبل مسؤولين أو شخصيات عامة في الدولة، ستظل موقع استهجان ورفض تام. ويضيف سامي لـ"العربي الجديد"، أن موقف عكاشة كان فجّاً، وكان لا بد من الوقوف أمام هذه المحاولات بإسقاط عضويته ووضعه في قائمة سوداء، إضافة لآخرين معروفين. ويرى سامي أنّه "لا بد من كشف أجهزة الدولة عن أي تواصل وتنسيق بين أجهزة تنفيذية ومسؤولين مصريين مع السفير الإسرائيلي، خصوصاً وأن الأخير أكّد لقاءه بعدد من النواب.

بدوره، يقول وكيل نقابة صيادلة القاهرة، الدكتور ماهر ندا، إنّ عدداً كبيراً من المصريين كانوا يتابعون عكاشة، لكنهم انقلبوا عليه بعد لقائه السفير الإسرائيلي، موضحاً أن النقابات المصرية ترفض التطبيع مع إسرائيل بكل صوره "قلباً وقالباً". ويشير إلى أنّ السلطة الإسرائيلية خرّبت الزراعة المصرية وقتلت أهالي سيناء، "فكيف للشعب المصري أن يرضى عن هذه العدائية"؟

من جهته، يرى الأستاذ ياسر نصير، أن "الجنود الإسرائيليين دفنوا جنودنا في حرب 1967 أحياء في الرمال. كما لم ينس الشعب المصري ما قام به العدو الصهيوني من ضرب المطارات المصرية ليفرض سيطرته على شبه جزيرة سيناء، قبل أن يسيطر على أرضها. ولم ينس كذلك رصاصات القوات الإسرائيلية التي حصدت دون رحمة أو شفقة الجنود وهم عزل من السلاح، ليسقطوا شهداء، وهي قضايا كفيلة بمحاكمة قادة الجيش الإسرائيلي وجنرالاته، وإدانتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق الأسرى العزل"، على حدّ قوله.

في السياق ذاته، يقول المحامي فتحي عبدالعزيز، إنّ الشعب المصري لن يتنازل لإسرائيل طالما أنّها تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وعودة الجولان لسورية. ويلفت إلى أنّ "الحكومة المصرية قد تكون على علاقات مع إسرائيل من خلال أجهزة المخابرات أو وزارة الخارجية، وهي الأجهزة المكلفة تنسيق العلاقات مع إسرائيل. أما على المستوى الشعبي، فالرأي العام يرفض أي تقارب مع دولة مغتصبة لحقوق أراضٍ عربية". ويؤكد أن حذاء النائب، كمال أحمد، ضد عكاشة، هو رسالة شعبية لتل أبيب برفض أي تقارب معها.

اقرأ أيضاً: مصر السيسي شأناً إسرائيلياً