سورية: "الجبهة الجنوبية" تطلق حملة استعادة درعا

سورية: "الجبهة الجنوبية" تطلق حملة استعادة درعا

25 مارس 2016
تصدّ المعارضة محاولات مجموعات متشددة التقدم بدرعا(الأناضول)
+ الخط -

تسرّع فصائل "الجبهة الجنوبية" التابعة للجيش السوري الحر من وتيرة تحركاتها العسكرية في إطار حملتها لاستعادة مواقع سيطر عليها "لواء شهداء اليرموك" المقرّب من تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) في محافظة درعا (جنوب سورية)، و"حركة المثنى الإسلامية" المعروفة بولائها للتنظيم، وضد مجموعات أخرى صغرى متهمة بالوقوف وراء عمليات الخطف والاغتيال في المحافظة.

وفي السياق، أعلنت فصائل "الجبهة الجنوبية"، أمس الخميس، تشكيل "غرفة عمليات مشتركة تحت مظلة محكمة دار العدل في حوران لطرد لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى من المناطق التي سيطرا عليها أخيراً". وقال بيان للفصائل إنه "تم تطهير بلدات عدة من أنصار تنظيم داعش وهي: خراب الشحم، وتل شهاب، والمزيريب، وطفس وزيزون". كما أعلنت الفصائل بلدات "جلين، والشيخ سعد، وسحم الجولان" مناطق عسكرية، وطالبت المدنيين بالابتعاد عنها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر إلى أن يتم تطهيرها. كما ناشدت الأهالي أن "يستدعوا أبناءهم الذين غرر بهم والتحقوا بتنظيم داعش وتسوية أوضاعهم في دار العدل بضمان من الفصائل الجنوبية، وذلك حقنًا لدماء أبناء حوران".

من جهته، قرر المجلس العسكري في مدينة جاسم في ريف محافظة درعا ملاحقة أي مجموعة أو عنصر ينتمي لتنظيم "داعش" أو حركة "المثنى". وأمهل المجلس عناصر التنظيمين 12 ساعة لتسليم أنفسهم إلى الهيئة الشرعية في المدينة. وقال ناشطون إن المسلحين التابعين للمجلس شنّوا حملة دهم للمنازل في البلدة بحثاً عن مطلوبين لـ"الهيئة الشرعية" في المنطقة.

وكان "لواء شهداء اليرموك" قد فتح جبهة جديدة في محافظة درعا بعد استئناف معاركه، بالتعاون مع "حركة المثنى الإسلامية"، للسيطرة على مزيد من المناطق في المحافظة.

في هذا السياق، يقول الرائد في "جيش اليرموك" التابع لفصائل المعارضة، نبيل أبو عبدو لـ"العربي الجديد"، إن لواء "شهداء اليرموك حاول، أخيراً، مهاجمة بلدة سحم في الريف الغربي للمحافظة بعد تمهيد بقذائف الهاون، لكن فصائل المعارضة الموجودة في المنطقة تصدّت للهجوم". ويضيف أبو عبدو أنه تم ضبط سيارة مفخخة حاول المهاجمون إدخالها للمنطقة، وجرى تفجيرها قبل وصولها للبلدة. غير أن معلومات صحافية، أشارت إلى "سماع دوي انفجار عنيف منذ يومين قرب حاجز لجبهة النصرة في بلدة سحم الجولان، ناجم عن تفجير لواء شهداء اليرموك لآلية مفخخة في المنطقة، بالتزامن مع قصف اللواء بقذائف الهاون مناطق في أطراف بلدة سحم الجولان، وفتح نيران رشاشاته الثقيلة على الأماكن ذاتها".

ودعا "جيش اليرموك"، وهو أحد فصائل "الجبهة الجنوبية"، أخيراً، عناصر "داعش" في منطقة حوران إلى تسليم أنفسهم والانشقاق عن التنظيم. وطالب، في بيان له، "الشباب ومن فيه ضمير حي، وعقل سليم أن يترك هذه الفئة، ويسلّم نفسه". وتعهّد "جيش اليرموك" بألا يُمسّ "من يسلّم نفسه من عناصر التنظيم بسوء على أن يحاكم أمام القضاء"، بحسب ما ورد في البيان.

وكان "لواء شهداء اليرموك"، إلى جانب "حركة المثنى الإسلامية"، قد سيطرا، أخيراً، على بلدتَي تسيل، وعدوان في ريف درعا الغربي اللتين تربطان ريف درعا الغربي بريف القنيطرة. كما أقدمت "حركة المثنى"، أخيراً، على تفجير جسور تصل بين المناطق التي سيطر عناصرها عليها، ومناطق المعارضة، لمنع وصول تعزيزات عسكرية تمكّن المعارضة من صدّ الهجوم. وتمكّنت مجموعة أخرى تابعة للتنظيم من الاستيلاء على سرية خراب الشحم على الحدود الأردنية، قبل أن يتمكن مقاتلو المعارضة من استعادتها بعد استقدام تعزيزات للمنطقة. وأعلنت فصائل المعارضة التابعة لـ"الجيش الحر"، أنها تمكّنت من "تطهير مدينة المزيريب بريف درعا الغربي من خلايا متهمة بوقوفها وراء عمليات الخطف والاغتيال في المحافظة، وذلك بعد استقدام تعزيزات من ريف درعا الشرقي باتجاه الريف الغربي".

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتصدى لمحاولة اقتحام "داعش" قرى بريف درعا

ويلفت أبو عبدو إلى أن "فصائل المعارضة تمكّنت من القضاء على الخلايا التي كانت تقف وراء عمليات الاغتيال والخطف في مدينة المزيريب، وذلك بعد الهجوم على مقار مجموعة تسمى أولاد الشامية، وقتلت اثنين من المسؤولين عنها، وأسرت عدداً آخر من عناصرها"، مشيراً إلى أنه تم الإفراج عن عدد من المخطوفين خلال هذه العملية. ويضيف أنّ "فصائل الجيش الحر استعادت أطراف مدينة نوى، ووصلت إلى ساحة بلدة الشيخ سعد بعد معارك مع حركة المثنى الإسلامية".

وأصدر المجلس العسكري في مدينة نوى، كبرى مدن الريف الغربي، بياناً أمهل فيه "لواء شهداء اليرموك" 48 ساعة للانسحاب من بلدة تسيل المجاورة. وأعلنت تشكيلات "الجيش الحر" في المنطقة الجنوبية أنها تنسق في ما بينها لشنّ حملة واسعة ضد مواقع "لواء شهداء اليرموك"، و"حركة المثنى". ويشارك في الحملة جميع الفصائل التابعة لـ"الجيش الحر"، و"جيش الفتح" في الجنوب، وذلك في عملية هي الأوسع ضد التنظيمَين في الجنوب السوري.
وكانت مجموعة تسمي نفسها "أسود الأقصى"، بقيادة شخص يدعي مالك الفيصل، احتلت، الأسبوع الماضي، مدينة أنخل في ريف درعا الشمالي قبل أن تتمكن فصائل المعارضة من استعادة السيطرة عليها، إثر اشتباكات بين الجانبَين، أخيراً، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفَين.

وبعد أحداث أنخل، شنّت فصائل المعارضة هجوماً على مدينة طفس في ريف درعا الغربي استهدف مجموعة من "آل الأكتف" متهمة بالوقوف وراء عمليات خطف واغتيال في المنطقة. وامتدت هذه التوترات إلى محافظة القنيطرة المجاورة. وأعلن المكتب الإعلامي في "جبهة ثوار سورية" عن نجاة قائد اللواء الرابع في الجبهة، ثامر النميري، من محاوله اغتيال عن طريق زرع عبوة ناسفة في سيارته التي انفجرت في بلدة كودنا بريف القنيطرة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. كما تم اكتشاف عبوة ناسفة في بلدة زبيدة بريف القنيطرة وجرى تفكيكها.

وعن أسباب تفشي الفوضى في "الجبهة الجنوبية"، يقول عضو القيادة العسكرية لـ"الجيش الحر"، أيمن العاسمي، إن السبب الرئيسي يكمن في خمود الجبهة الجنوبية، وتوقف العمليات العسكرية ضد قوات النظام، والناتج عن توقف أو ضعف إمداد قوات المعارضة بالأسلحة والأموال من غرفة الموك في الأردن، وفقاً للعاسمي. ويرى القيادي العسكري في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "توقف دعم الموك، أو الانتقائية في هذا الدعم، بحيث يتم دعم فصائل بعينها، وإهمال أخرى، دفع بعض عناصر الفصائل الصغرى والمتوسطة التي توقّف عنها الدعم للانضمام إلى فصائل متشددة قريبة من تنظيم داعش، والتي لا يُعرف مصدر تمويلها". ويطالب العاسمي القوى الداعمة "بعدم التمييز في تقديم الدعم لفصائل الجيش الحر، طالما أنّ الجميع ملتزم بأهداف الثورة".

اقرأ أيضاً: درعا.. قطرة الدم الأولى في الثورة السورية