العراق: ضحايا بالجملة نتيجة القصف الجوي والصاروخي

العراق: ضحايا بالجملة نتيجة القصف الجوي والصاروخي

24 مارس 2016
القصف الجوي يودي بحياة المئات من المدنيين (Getty)
+ الخط -


مع غروب شمس الخميس عن العراقيين، تكون حصيلة الضحايا لهذا الأسبوع من المدنيين من جراء عمليات القصف الجوي للطيران العراقي، والدولي التابع للتحالف أو الصاروخي الذي تنفذه قوات الجيش ومليشيات الحشد، قد ارتفعت إلى 420 شخصاً غالبيتهم نساء وأطفال، توزعوا على مدن الموصل والحويجة والقيارة والشرقاط والعباسي والرياض بالشمال والفلوجة وهيت والرطبة والقائم وكبيسة بالغرب، لتسجل أعلى نسبة ضحايا خلال العام الجاري من جراء الغارات الجوية.

ووفقا لتقارير وإفادات صادرة عن مستشفيات تلك المدن فإن 132 مدنيا قتلوا من بينهم 56 طفلا و29 امرأة وأصيب 288 آخرون، واحتلت مدينة الموصل المرتبة الأولى في عدد الضحايا، تليها الحويجة ثم الفلوجة منذ الجمعة الماضي ولغاية مساء اليوم الخميس.

وتكتفي بيانات الحكومة العراقية وقيادة قوات التحالف بالإعلان عن الغارات الجوية في المناطق، وتشير إلى أنها استهدفت مقرات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن الصور المسربة التي تعقب تلك الغارات سرعان ما تكشف عن أشلاء لأطفال ونساء قتلوا من جراء القصف الجوي أو الصاروخي.

وبسبب منع تنظيم "داعش" الصحافيين من العمل في مناطقه، تبقى الأخبار القادمة من قلب تلك المناطق شحيحة للغاية، باستثناء ما يتم تسريبه على مواقع التواصل الاجتماعي من ناشطين يستخدمون أسماء وهمية خوفا من بطش التنظيم، الذي يحصر ما يريد نشره بوكالة أنشأها نهاية العام الماضي وأطلق عليه اسم "وكالة أعماق".

ويعكس تكرار فتح مقابر جديدة بين فترة وأخرى في الموصل والحويجة والفلوجة وغيرها من المدن أو مجالس العزاء التي تقام داخل مخيمات النزوح في بغداد وكردستان من قبل ذوي أو أقرباء الضحايا، حقيقة سقوط المدنيين التي لم يعد بإمكان التحالف الدولي أو السلطات العراقية الاستمرار في إخفائها ومحاولة إنكارها.

وتحاول قيادات سياسية عراقية التنصل من جريمة قتل المدنيين باتهام تنظيم "داعش" بأنه يتخذ المناطق السكنية مقار له، إلا أن القصف لم يقتصر على الأحياء السكنية، بل استهدف مستشفيات للولادة والنساء ومراكز طبية وملاعب رياضية ومحطات مياه وكهرباء فضلا عن 33 سوق شعبي منذ مطلع العام الجاري، وفقا لمصادر عسكرية ومحلية عراقية تطابقت فيما بينها.

اقرأ أيضا: وزارة الدفاع الأميركية تعد استراتيجية جديدة لقتال "داعش"

وتعتمد المستشفيات على تطبيق "الواتس آب" في الهواتف الذكية، لإرسال حصيلة الضحايا الذين يردون إليها للصحافيين والناشطين عادة ما تكون مذيلة بصور للضحايا ومناشدات حول نقص الأدوية والضمادات أو انعدامها.

ويقول مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد" إنه " بلا شك هناك ضحايا يسقطون بالصواريخ أو القصف بالقنابل ومن قبله البراميل وجميعهم مدنيون تعتبرهم الحكومة خسائر هامشية" وفقا لقوله. مبينا أن أحدا لا يملك الشجاعة على إعلان ذلك ويتحمل مسؤولية هذه المجازر.

واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في الخامس عشر من آذار الجاري المليشيات والقوات العراقية النظامية بقتل مدنيين وفقا لمقرر لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي شاخوان عبد الله.

ويضيف عبد الله في حديث لـ"العربي الجديد" إنه "لا يستطيع تأكيد هذا الرقم للمدنيين الذين قتلوا خلال هذا الأسبوع بالعراق لكن يمكن التأكيد أن التحالف الدولي دقيق في استهدافه إرهابيي "داعش" خاصة في الموصل الذي يتولى هو مسؤولية أجوائها لكن بالنسبة لباقي المناطق التي يوجد فيها مدنيون مثل الفلوجة، فإن هناك رصدا لقتلى مدنيين نتيجة عمليات الجيش والمليشيات".

اقرأ أيضا: القوات العراقيّة تبدأ عمليّة عسكريّة تمهيديّة لتحرير الموصل

الشيخ سعد فرحان الشمري عضو مجلس عشائر الموصل يقول في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، من مقر إقامته في أربيل بإقليم كردستان، إن "التحالف الدولي استهدف جامعة الموصل مرتين وحي المجموعة الثقافية والقتلى أغلبهم مدنيون".

ويضيف" هناك قتلى مدنيون وهذه حقيقة ويجب على العالم أن يوقف هذه المهزلة ووسائل الإعلام بين منحازة وطائفية ومغيبة في الغالب" على حد قوله.

من جانبه يعلق النائب عن تحالف القوى العراقيّة، محمد الكربولي حول الخسائر المرتفعة بين المدنيين إنّ "المشكلة في قصف أهداف داعش في الموصل وغير الموصل تكمن بأنّ التنظيم يتحصّن بين المدنيين، الأمر الذي يتسبب في إسقاط قتلى منهم خلال عمليّات القصف التي ينفذها طيران التحالف الدولي".

وأضاف في حديث خص به "العربي الجديد" أنّ "هذا القصف يذهب ضحيته مدنيون للأسف".

مؤكّدا "تكرار مطالبة التحالف الدولي بأن يكون أكثر دقة في تنفيذ القصف" وأشار إلى أنّ "التحالف وعدنا بالحرص أكثر في تنفيذ العمليّات، على الرغم من صعوبة الأهداف التي تنفّذ في الموصل بشكل خاص، والتي تضم ملايين المدنيين".

ويأتي ارتفاع الحصيلة بعد إعلان الدكتور سرمد النعيمي مسؤول مستشفى هيت، غربي العراق، مقتل 4 مدنيين وجرح 12 آخرين من جراء قصف استهدف الحي الصناعي، شرقي المدينة الواقعة على نهر الفرات 70 كم غرب الأنبار.

اقرأ أيضا: معركة تحرير الموصل: اشتباكات عنيفة والقوات العراقيّة تتقدّم