خطة قطع طريق دير الزور تحضيراً لمعركة الموصل

خطة قطع طريق دير الزور تحضيراً لمعركة الموصل

22 مارس 2016
أبلغت الولايات المتحدة العراق بجزء من تفاصيل الخطة(هيمن بابان/الأناضول)
+ الخط -
تكشف مصادر عسكرية عراقية رفيعة المستوى في بغداد عن قرب بدء التحالف الدولي عمليات جوية خاصة في شمال العراق، تستهدف قوافل الإمداد والجسور والطرق التي تمثل حلقة الوصل بين مدينة الموصل العراقية ودير الزور السورية، والتي يعتمد عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).  
ويوضح مسؤول عراقي رفيع المستوى في وزارة الدفاع ببغداد لـ"العربي الجديد" جزءاً من تفاصيل الخطة التي وصفها بأنها "نهائية"، مبيناً أن "تلك العمليات قد تبدأ مطلع شهر أبريل/نيسان المقبل". كما يشير إلى أن الولايات المتحدة أبلغت السلطات العراقية بذلك.
ووفقاً للمسؤول نفسه من المقرر "استهداف عدد من الجسور والطرق الصحراوية والزراعية والمعبدة النظامية التي تربط العراق مع سورية ويستخدمها التنظيم في تنقلاته اليومية سواء بنقل المقاتلين أو المعدات والأسلحة". وتتضمن الخطة "عمليات القصف الجوي المكثف على تلك الطرق، فضلاً عن استهداف الأرتال الكبيرة التي يتعدى عدد شاحناتها الست وما فوق". ويبرر المسؤول الاعتماد على هذه الآلية بالإشارة إلى "عدم جدوى القصف الجوي على الأهداف البسيطة أو التي لا تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف التنظيم وفي نفس الوقت تكلف التحالف الدولي مبالغ باهظة في كل طلعة جوية من هذا النوع، تصل إلى نصف مليون دولار".

اقرأ أيضاً: بالوثائق.. نفقات الحشد الشعبي تلتهم رواتب موظفي العراق

ويشير المسؤول إلى أن العملية قد تستمر لشهرين أو ثلاثة بالتزامن مع العمليات اليومية المعتادة للتحالف، مشدداً على أن الهدف منها قطع التواصل أو الحد منه بنسبة لا تقل عن 70 في المئة.
وتتزامن هذه الخطة مع اقتراب مرور عامين على سقوط مدينة الموصل بيد "داعش" بعد اجتياح المئات من مقاتلي التنظيم المدينة في العاشر من يونيو/حزيران 2014 وفرار الجيش العراقي والشرطة المحلية ليكون سقوطها بيد التنظيم بوابة سقوط مدن أخرى في المحورين الشمالي والغربي من البلاد.
ويسيطر التنظيم على جميع المناطق الرابطة بين الموصل ودير الزور بمساحة تصل إلى 425 كيلومتراً. ويتطلب قطع هذه المسافة بالسيارات ما بين ست إلى سبع ساعات. وتضطر السيارات إلى التوقف في محطات استراحة ومضافات تابعة للتنظيم.
ويرى مراقبون أن عملية قطع التواصل بشكل كامل تعتبر شبه مستحيلة، ولا سيما أن المنطقة تشهد على مدار العام تقلبات جوية بين عواصف ترابية وموجات ضباب وأمطار تسمح للتنظيم بالتنقل بحرية من دون ملاحظته من الطيران. كما أن بإمكان التنظيم تقليل عدد أرتاله شبه اليومية بين البلدين وجعلها تقتصر على سيارة أو إثنتين، ما يجعل من عملية استهدافها غير مجدية بسبب ارتفاع التكلفة المالية للطلعات الجوية الأميركية وكلفة الصاروخ الواحد الذي تستخدمه تلك الطائرات.
بدوره، يعزو الخبير العسكري عدنان الجنابي صعوبة قطع الطريق بين الموصل ودير الزور بالكامل إلى المساحة الشاسعة واستخدام التنظيم أسلوب النقل المتفرق الذي لا يتعدى حجم السيارات فيه عن ثلاث أو أربع، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب اعتمده منذ أشهر بعد تكرار استهداف أرتاله. ويوضح اللواء المتقاعد في الجيش العراقي أن استهداف ثلاثة أو أربعة مقاتلين من "داعش" بغارة تكلّف نصف مليون دولار في طلعتها من القاعدة وعودتها غير مجد من ناحية عسكرية ولا مادية. ويعتبر أن خطة التحالف الدولي قد تؤدي إلى تقليص حجم التواصل بشكل كبير، لكن ليس كاملاً، مرجحاً أن تقوم الولايات المتحدة بنشر قوات عراقية وكردية على الحدود بعد تمهيد لها بالقصف الجوي كجزء من الخطة الجديدة.
من جهته، يقول العقيد في الجيش العراقي، محمد خميس الحمداني، الذي ينتمي إلى قوات الفرقة 15 المرابطة قرب الموصل، لـ"العربي الجديد"ـ إن القوة الأميركية التي أعلنت واشنطن عن وصولها العراق قدمت من الكويت ويبلغ عديدها نحو 200 جندي مع أسلحة متوسطة وثقيلة.

ويلفت الحمداني إلى أن تلك القوات التابعة لمشاة البحرية الأميركية "المارينز" يقودها جنرال أميركي سبق أن خدم في العراق إبان الاحتلال الأميركي للبلاد. ويشير إلى أن مهمة هذه القوات ستكون دعم قوات الجيش وتنفيذ عمليات قتالية محدودة ضد أهداف ومواقع تستعصي على القوات العراقية. كما يعتبر العقيد في الجيش العراقي أن مشاركة مليشيات الحشد الشعبي والقوات التابعة للعمال الكردستاني بمعركة تحرير الموصل لم تعد واردة بعد وصول القوات الأميركية.
وكانت مليشيا حزب الله العراقية قد هددت يوم الإثنين الماضي باستهداف القوة الأميركية الجديدة، معتبرة أن "الأميركيين زجوا بجنودهم على الأرض ليحافظوا على رمق في جسد داعش الميت سريرياً". واعتبر البيان أنه يتعين على "الجنود الأميركيين إدراك أنه مهما كانت آلياتهم وتحصيناتهم وإمكاناتهم التقنية، فإنها ستكون وبالاً عليهم وسيحترقون بداخلها".

اقرأ أيضاً: الصدر يطالب بتحديد سقف زمني لتشكيل حكومة تكنوقراط بالعراق