التغيُّر تجاه حزب الله

التغيُّر تجاه حزب الله

10 مارس 2016
تتفاوت أسباب الأطراف الرافضة لتصنيف حزب الله "إرهابياً" (Getty)
+ الخط -
أثار تصنيف دول الخليج لحزب الله كتنظيم إرهابي الكثير من ردود الفعل المتباينة في العالم العربي. هناك عناوين عدة لهذا التباين؛ هناك الموقف الرافض لاستخدام مصطلح "إرهابي" أصلاً، باعتباره مصطلحاً إشكاليّاً، رسخته الآلة الإعلامية الأميركية، لا سيما بعد أحداث سبتمبر/أيلول 2001، واستخدمته لوصف أحزاب وحركات مثل حزب الله، وحماس، في وقت مبكر، بسبب معاداة هذه الأحزاب لإسرائيل.

المتبنون لهذه الرؤية، اعتراضهم محصور بالمصطلح، وقد تختلف آراؤهم حول تجريم الحزب من عدمه. من جهة ثانية، هناك من يرفض تصنيف حزب الله، كإرهابي، بسبب "تاريخه" المقاوم، أو بسبب وجود الحاجة إليه كمقاومة، اليوم، في ظل وجود الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، وهذه الرؤية تقع في إشكالين، الأول: أن المقاومة ليست وصف تنزيهٍ أصلاً، فقد يكون مقاوماً وطائفيّاً، أو مقاوماً ومجرماً، فماضيه المقاوم لن ينزه حاضره أو مستقبله. الإشكال الثاني يكمن في أن الحاجة إلى المقاومة مستمرة اليوم، لكن هذه المقاومة لم تعد تقوم بوظيفتها، ودخلت في صراعات أخرى، على المستوى السياسي والعسكري، الأسوأ أخيراً، أن الحزب بات يبرر وجوده بشعارات غير شعارات المقاومة حتى، أي بدا يكف عن "المقاومة" على المستوى الشعاراتي أيضاً، وأصبح يصور دولاً عربية على اعتبار أنها "أشد خطراً" من الكيان الصهيوني نفسه.

بعض إشكاليات تصنيف حزب الله، كتنظيم إرهابي، ترتبط بالتوقيت، والسياق والسبب، فحزب الله منخرط في الحرب السورية منذ 2012، وتضخم دوره في الهيمنة على "الدولة اللبنانية" بدأ بعد حرب تموز 2006، وتدخلاته في الخليج، ولو بشكل أقل من اليوم، سابقة على إعلانه منظمة إرهابية بكثير، وهجوم حسن نصر الله على السعودية اليوم، لا يقل حدة عن هجومه عليها مع أزمة البحرين في 2011، فما الذي تغير في 2016؟ يبدو أن التغير هو في أسلوب تعامل الخليجيين، لا سيما السعودية، مع الحزب، أكثر من تغير في أدوار الحزب في المنطقة. في هذا السياق، لا يبدو أن الإجماع على تصنيف حزب الله، كمنظمة إرهابية، هو المهم، وإن كان لهذه الخطوة أهمية رمزية، لكن الأهم، هو طريقة مواجهة حزب الله، والمشروع الذي يمثله في المنطقة.

المساهمون