نواب "مخبرون" لمنع انهيار "دعم مصر"

نواب "مخبرون" لمنع انهيار "دعم مصر"

08 فبراير 2016
نواب الائتلاف المشاغبون سيتعرضون للفصل (هشامي فتح/الأناضول)
+ الخط -
علم "العربي الجديد"، من مصادر خاصة داخل ائتلاف "دعم مصر" في مجلس النواب المصري، عن توجّه لتكليف بعض النواب من داخل التكتل البرلماني من قبل نظام عبدالفتاح السيسي، بمهمة مراقبة بقية الأعضاء، في محاولة لضمان تماسك ما في صفوف التحالف الذي مرّ في أقل من شهرين في محطات فاشلة على صعيد تماسكه ووحدة صفوفه.

اقرأ أيضاً: "دعم مصر" يحصر تشكيل ائتلافات البرلمان بـ 150 نائباً

وقالت المصادر، إن قيادات الائتلاف المتحكمين في إدارته، اضطروا أمام تهديدات النواب بالانسحاب، ورفض التفرّد في القرارات، إلى التراجع قليلاً عن النبرة الحادة المستخدمة، مع التأكيد على أن إعادة الهيكلة بشكل مؤقت.

وأشارت إلى أن هذه القيادات وفي المقدّمة اللواء سامح سيف اليزل، وأسامة هيكل، اتفقوا مع عدد من أعضاء الائتلاف، على نقل أخبار زملائهم من نفس التكتل البرلماني، إلى القيادات العليا.

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي لمحاولة معرفة بشكل دقيق من الذي ينفذ تعليمات الائتلاف ومن يعترض وينفذ عكسها تماماً، خصوصاً أن التصويت الإلكتروني يمثل عائقاً كبيراً أمام ضبط الأداء تحت القبة.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن قيادات الائتلاف وبعض الأجهزة الأمنية ترى أن فصل الأعضاء المشاغبين أمر حتمي لا بد منه، لا سيما وأن تأثيرهم أكثر ضرراً في حال استمرارهم داخل الائتلاف. وأوضحت أنه من الممكن أن يتسبب الأعضاء المشاغبون في حالة من التذمر وعدم الانصياع التام للتعليمات، وهو ما يُفقد الائتلاف سبب تواجده من الأساس.

وشددت المصادر على أن الفصل سيكون مصير كل نائب يحاول التمرد على قرارات الائتلاف، ولكن هذا سيأتي بعد خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبيان الحكومة، وبعد تمرير قانون الخدمة المدنية، وبعض الأمور الخاصة، وهذا ما تم الاتفاق عليه مع بداية جلسات مجلس النواب. وتعتمد الأجهزة الأمنية بشكل كبير في التعامل مع الأمور السياسية، على تجنيد "جواسيس" لنقل أخبار المعارضين للأنظمة المتعاقبة.

 وبحسب المصادر نفسها، فإن الائتلاف يسعى لتقسيم النواب إلى مجموعات يكون مسؤولاً عنها أحد القيادات الكبرى أو نواب المنسق العام، لإحكام السيطرة عليهم.

وتبذل لجنة انتخابات المحليات جهوداً مكثفة لاختيار العناصر التي سيتم الدفع بها خلال الانتخابات المقبلة في مختلف المحافظات، مع ضمان اختيار عناصر تتمتع بالولاء للائتلاف لتسهيل التعامل وتذليل العقبات أمام نواب التكتل البرلماني.

من جهته، يقول الخبير السياسي، محمد عز، لـ"العربي الجديد"، إن الاتئلاف المدعوم من الدولة، يتسم بالعشوائية وعدم وجود رؤية، والتناقض الكبير في توجهاته وتصريحات قياداته.

ويضيف أن إدارة الائتلاف الحالية ستكون سبباً رئيسياً في فشله وتفككه، خصوصاً في ظل التعامل السيئ مع غالبية النواب. ويشير إلى أن حالة من التململ أصابت بعض النواب، وهو ما تم الكشف عنه من خلال تصريحات أكثر من نائب، والاعتراض على طريقة إدارة الائتلاف.

ويلفت إلى أن استقالة مصطفى بكري، وإن كانت في سياق تصفية حسابات شخصية بينه وبين اليزل، إلا أنها معبّرة عن الحالة التي وصل إليها الائتلاف. ويؤكد أنه كان متوقعاً منذ بداية الحديث عن تشكيل مثل هذه الائتلاف، تفكّكه بعد فترة ليست طويلة، خصوصاً في ظل عدم وجود رؤية واتفاق بين كل الأعضاء، إذ يغلب على التكتل البرلماني المصلحة والمنفعة الشخصية.

المساهمون