رد الفعل الروسي

رد الفعل الروسي

21 فبراير 2016
يتبادل المسؤولون الروس الأدوار (تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن ردات الفعل الإقليمية والدولية على التمادي الروسي في قتل وتهجير السوريين من أجل فرض حل سياسي يحقق المصالح الروسية، قد دفع بموسكو لتغيير لهجة خطابها السياسي ومحاولة التسويق لنفسها عبر مسؤوليها الرسميين على أنها وسيط حيادي في الأزمة السورية يعمل على صياغة حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار فيها من جهة، ومن جهة أخرى دفعت موسكو بمسؤوليها السابقين غير الرسميين إلى الرد على التحركات الإقليمية، بشكل يعبر عن توجه الروس الحقيقي، وذلك من خلال كيل الاتهامات والتهديد والوعيد لكل من يقترب من المصالح الروسية في سورية.
وعلى الرغم من التوافق الأميركي الروسي حول تنسيق العمل في سورية إلا أن هذا لم يمنع الدول الإقليمية من القيام بردات فعل اتجاه التمادي الروسي، والتي كان آخرها التلويح بتدخل بري عسكري في سورية، لتحالف قوى إسلامية على رأسها المملكة العربية السعودية، وقيام تركيا بقصف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية المدعومة روسياً، ما دفع بموسكو إلى التقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لإدانة هذا القصف لكنها فشلت في تمريره.
ردات الفعل هذه دفعت بالمسؤولين الرسميين الروس إلى الظهور بمظهر غير المتمسك برئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو ما دفع المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى القول إن التصريحات الأخيرة للأسد لا تنسجم مع الجهود الدبلوماسية لروسيا. ورداً على فشل روسيا في استصدار قرار ضد تركيا في مجلس الأمن، كتب قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، يقول إن غياب الاتفاق بين أعضاء مجلس الأمن حول المقترح الروسي يعود لعدم رغبة هذه الدول في الاعتراف بحقيقة العمل الذي تقوم به روسيا للصالح العام في تسوية الأوضاع في سورية.
إلا أنه لفهم الأسباب الحقيقية للتدخل الروسي في سورية يجب متابعة مسؤوليها غير الرسميين، والذين توجه موسكو رسائلها وتهديداته من خلالهم لكل من يتدخل في سورية، حتى لو كان تحت شعار "محاربة داعش"، والتي كان أبرزها تصريح الرئيس السابق لجهاز الأمن الفدرالي الروسي، نيكولاي كوفاليوف، والذي قال "إن السلطات التركية والسعودية عليهما أن تدركا أنه من غير المستبعد، في حال دخول قواتهما إلى الأراضي السورية، أن تقوم القوات الجوية الروسية بقصف مواقعهما".

المساهمون