تسخين عسكري للتدخل في ليبيا...وفابيوس ينفي نية فرنسا المشاركة

تسخين عسكري للتدخل في ليبيا...وفابيوس ينفي نية فرنسا المشاركة

02 فبراير 2016
فابيوس يناقض دعوات وزير الدفاع لمحاربة "داعش" (Getty)
+ الخط -
نفى وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في تصريحات مفاجئة، أي نية لباريس بالتدخل عسكرياً ضد التنظيم الذي يسيطر مدينة سرت. وقال فابيوس للصحافيين على هامش اجتماع روما، إنه "من غير الوارد إطلاقاً أن نتدخل عسكرياً في ليبيا"، وأضاف "لا أعرف مصدر" هذه المعلومات، مشيراً إلى أن مجموعة صغيرة "تمارس ضغوطاً (في هذا الاتجاه) لكنه ليس موقف الحكومة".

وأثارت تصريحات الوزير الفرنسي الكثير من الاستغراب وعلامات الاستفهام، خاصة أنها تتناقض كلياً مع معلومات متطابقة تؤكد استعداد باريس للتدخل العسكري إلى جانب الولايات المتحدة ودول أوربية أخرى على رأسها إيطاليا ضد "داعش" في ليبيا.

اقرأ أيضاً المبعوث الأممي إلى ليبيا: عدم حسم الخلافات يخدم "داعش"

واللافت، أن تصريحات فابيوس تتناقض أيضاً مع تصريحات وزير الدفاع جون إيف لودريان، الذي أكد مراراً في الآونة الأخيرة ضرورة التدخل العسكري الغربي في ليبيا للقضاء على "داعش" الذي بات يهدد بالسيطرة على المناطق النفطية في الشرق الليبي.

كانت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء قد أفردت حيزاً مهماً من صفحاتها لتغطية الاستعدادات الغربية الخاصة بتدخل عسكري وشيك في ليبيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك بالتزامن مع اجتماع روما المخصص لتناول سبل محاربة التنظيم.
وجاءت تصريحات فابيوس بعدما قالت صحف فرنسية بارزة، من بينها صحيفة "لوفيغارو"، إن "اعتقاداً قوياً يسود في باريس بضرورة التدخل العسكري في ليبيا، وتوجيه ضربة قاضية ضد داعش في غضون الأشهر الستة المقبلة".

وكشفت الصحيفة، أنّ لودريان، الذي يضع الوضع الليبي ضمن أولوياته الأساسية، "أبلغ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الرئاسة الفرنسية أنه بناء على معلومات استخباراتية تشادية، رصدت الطلعات الاستكشافية التي تقوم بها الطائرات الفرنسية في سماء ليبيا، معسكرات تدريب لداعش على بعد 250 كيلومترا من العاصمة طرابلس، وأن هذه المعسكرات تؤوي مجموعة من الجهاديين الفرنسيين".

وذكرت الصحيفة أن "داعش" الذي يسيطر على مدينة سرت الساحلية، قد عزز صفوفه بمئات المقاتلين الذي قدموا من سورية والعراق وأيضا من اليمن والسودان، وهذا ما جعل لودريان يدق ناقوس الخطر عندما حذر الأحد الماضي بأن مقاتلي "داعش" هم على بعد 200 ميل فقط من السواحل الإيطالية.

اقرأ أيضاً "ذي غارديان": بريطانيا تنتظر الحكومة الليبية لحسم التدخل العسكري

وقالت الصحيفة المقربة من الأوساط اليمينية المحافظة، إن لودريان يحث منذ عدة أسابيع نظراءه الأميركيين والأوربيين على تسريع التحضيرات للتدخل العسكري، وأنه حصل على دعم السلطات التونسية للتدخل، وهو يقوم بمحاولات لإقناع مصر والجزائر اللتين لا مصلحة لهما أيضا في وجود "داعش" على مقربة من حدودهما.

وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا كان التدخل العسكري مسألة وقت فقط في انتظار حكومة وحدة وطنية ليبية، فإن الغموض ما يزال يلف طبيعة وحجم هذا التدخل، وإن كان من الواضح أن الغارات الجوية وحدها لن تكفي، ولا بد من إرسال قوات برية.

صحيفة "لوموند" خصصت هي الأخرى غلافها للموضوع الليبي، ونشرت تحقيقاً مطولاً لموفدها الخاص إلى ليبيا فريديريك بوبان، الذي تجول في ضواحي مدينة مصراتة ونقل أجواء بلدة "باغلة" حيث تتمركز قوات اللواء 166 التابع لتنظيم "فجر ليبيا"، الذي يسيطر على المدينة في مواجهة مقاتلي تنظيم "داعش" الذين يسيطرون على "سرت" والتي تبعد حوالى 80 كيلومترا عن باغلة.

واختارت "لوموند" إرسال موفدها الخاص للتحقيق في هذه المنطقة، لاعتقادها بأنها ستكون مسرح التدخل العسكري الجوي، وربما البري الوشيك.

اقرأ أيضاً ليبيا: تمهيد غربي للتدخل العسكري يسابق فرص إنقاذ الحوار

واعتبرت "لوموند"، أن مصراتة ستكون المدينة المفتاح في الحرب ضد "داعش"، وأن الاستعدادات لمواكبة التدخل العسكري الغربي جارية على قدم وساق بالتنسيق مع قيادة الجيش في طرابلس.

ونقلت عن إبراهيم بيت المال، المتحدث باسم مجلس مصراتة العسكري، أن هناك اتصالات بين المجلس والأسرة الدولية، وأن هناك خططا تشمل غارات جوية وتحركاً برياً لاستعادة سرت، وهذا ما يعطي المصداقية، بحسب الصحيفة، للشائعات التي تحدثت عن وجود عشرات الأفراد من القوات الخاصة البريطانية والأميركية في مصراتة وضواحيها بهدف التحضير للتدخل العسكري.

وأوردت الصحيفة، حسب معلومات استقتها من رئيس المجلس العسكري، أن تنظيم "داعش" يضم نحو 3 آلاف مقاتل، سبعون في المائة منهم أجانب.

ولم يفت موفد "لوموند" أن ينقل في ختام التحقيق تصريحاً لأحد مقاتلي اللواء 166، المتمركز في خط أمامي على بعد كيلومترات قليلة من مقاتلي "داعش"، يقول فيه إن الهجوم على سرت لن ينجح إلا إذا اكتفت الدول الغربية بالغارات الجوية فقط، من دون أن تبعث بجنود على الأرض، قبل أن يتابع: "نحن نرفض جنوداً غربيين في بلادنا. نحن نحتاج منهم فقط الغارات الجوية والدعم اللوجيستي. أما القتال البري فنحن كفيلون به".


اقرأ أيضاً: أوباما يتعهد بملاحقة "داعش" حتى ليبيا

المساهمون