ليبيا: غارة أميركية تستهدف قيادياً في "داعش" ومقتل 46

ليبيا: غارة أميركية تستهدف قيادياً في "داعش" ومقتل 46

19 فبراير 2016
واشنطن تحاول بدء تدخل عسكري بليبيا (فرانس برس)
+ الخط -


شنّت المقاتلات الجوية الأميركية غارة على أحد معسكرات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بليبيا في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، استهدفت فيها أحد القياديين بالتنظيم، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.


القيادي بالتنظيم هو نورالدين شوشان يحمل الجنسية التونسية، كان متورطاً في التخطيط للعمليتين الإرهابيتين، متحف باردو، وفندق سوسة.

ووفق تقرير الصحيفة، فإن الغارة الجوية الأميركية، استهدفت معسكراً لـ"داعش" قرب مدينة صبراتة غربي طرابلس، وأدت لمقتل ما لا يقل عن 46 عنصراً جندهم التنظيم المتطرف، يعتقد أن أغلبهم من تونس.


ووفق ما أوردته الصحيفة فإن الضربات الجوية الأميركية استهدفت مزرعة تقع خارج صبراتة كان قد استولى عليها مسلحو تنظيم "داعش"، ويعتقد أن أغلب القتلى يحملون الجنسية التونسية، رغم أن أحد المصابين، الذي توفي جراء الإصابات التي تعرض لها، يحمل الجنسية التونسية.

وتأتي هذه الغارة في وقت تقوم فيه الإدارة الأميركية وحلفاؤها الغربيون بالتلويح بقرب موعد بدء عملية تدخل عسكري بليبيا تحت ذريعة محاربة "داعش". صحيفة "نيويورك تايمز" لفتت إلى أن المسسؤولين الغربيين، أكدا أن الغارة التي نفذت صبيحة اليوم لا تعتبر كمؤشر لبداية هذا التدخل.

وكانت الصحيفة كشفت قبل أيام أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يواجه ضغوطاً يمارسها بعض مساعديه في شؤون الأمن القومي، بينهم كبار مستشاريه العسكريين، لحثّه على الموافقة على إرسال القوات الأميركية إلى ليبيا، لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم "داعش".

ولفتت إلى أن أوباما، الذي كان متردداً بشأن بدء تدخل عسكري جديد بليبيا، أخبر مساعديه بضرورة مضاعفة جهودهم للمساهمة في تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع الفرقاء الليبيين، وذلك بينما تقوم وزارة الدفاع الأميركية بتقييم كافة الخيارات المتاحة.

من جهة أخرى، أبرز مقال لمجلة "فورين بوليسي" أن التنظيم المتطرف لا يسيطر سوى على مساحة محدودة من الأراضي الليبية، وبأن إرسال وحدات عسكرية برية لمحاربته قد يجعل الأفضل يؤول إلى الأسوأ.

المقال أوضح أن العالم استيقظ العام الماضي على الخطر الذي يشكله توسع تنظيم الدولة بليبيا، وبأن الدول الغربية أصبحت منشغلة بمحاربة التنظيم عقب هجمات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني بباريس، رغم عدم ارتباطها بليبيا. كما أضاف أن عدم توصل الفرقاء الليبيين إلى تشكيل حكومة وفاق وطني يؤجل القضاء على التنظيم المتطرف.

في المقابل، لفت المقال إلى أن الرغبة في شن ضربات على "داعش"، أو التظاهر بالقيام بذلك، لا يجب أن يتحول إلى ذريعة لبدء مغامرة عسكرية جديدة بليبيا، تكون نتائجها غير متوقعة، وقد تفضي إلى جعل الأمور تستفحل على الميدان، ما قد يجعل الوضع الليبي أكثر تعقيداً ومستعصياً على الحل.

اقرأ أيضاً: تونس تتوحد رفضاً للتدخل العسكري بليبيا: استعدادات لوجستية وسياسية