عملية باب العامود في القدس... ضربة جديدة للتنسيق الأمني

عملية باب العامود في القدس... ضربة جديدة للتنسيق الأمني

15 فبراير 2016
إصابات متلاحقة في صفوف القوات الإسرائيلية(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
تسلّط عملية القدس التي وقعت، أمس الأول الأحد، الضوء من جديد على الانخراط المتزايد من قبل عناصر الأمن الفلسطيني في الانتفاضة الفلسطينية الحالية، والتي أفضت حتى الآن، لاستشهاد 180 فلسطينياً غالبيتهم مراهقون قضوا بعمليات إعدام وتصفية ميدانية نفّذها جنود ومستوطنون إسرائيليون.

ونفّذ عملية القدس الشابان عمر محمد عمرو (أحد عناصر الأمن الفلسطيني)، وصديقه منصور ياسر شوامرة، اللذان أطلقا الرصاص على جنود الاحتلال عندما وصلا إلى منطقة باب العامود في مدينة القدس، لترد القوات الإسرائيلية بإطلاق وابل من الرصاص عليهما، ما أدى إلى استشهادهما، في حين لم تسجل إصابات في صفوف جنود الاحتلال. وكلا الشهيدين من بلدة القبية شمالي غرب القدس. وعقب عملية إطلاق النار أغلقت قوات الاحتلال مكان الحادث، فيما احتجزت العديد من الشبان ممن تواجدوا في المكان، وسط اندفاع عشرات المستوطنين إلى المكان وإطلاقهم الهتافات العنصرية المنادية بالموت للعرب.

ويأتي ذلك، بعد ساعات من موجة غضب الفلسطينيين العارمة، الذين صدمتهم مشاهد الإعدام لثلاثة فتية فلسطينيين، اثنان من بلدة جنين (شمال الضفة الغربية)، والثالث من بلدة العبيدية (شمال شرق بيت لحم)، وإصابة الطفلة ياسمين الزرو من الخليل بجروح خطيرة والتنكيل بها. يضاف إليها تنكيل جنود الاحتلال بمواطن فلسطيني مقعد اندفع بعربته نحو ياسمين لمساعدتها قبل أن يتعرض لاعتداء وحشي من دون الأخذ بالاعتبار لحالته الصحية.

أعادت عملية القدس ومشاركة أحد عناصر الأمن الفلسطيني بها، الفلسطينيين بالذاكرة إلى تنفيذ الضابط الفلسطيني في الحراسات الشخصية، أمجد جاسر عوض أبو عمر (35 عاماً) من بلدة جماعين في محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، عملية إطلاق نار، نهاية الشهر الماضي، على مجموعة من الجنود الإسرائيليين قرب مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي الفلسطينيين شمالي رام الله وسط الضفة الغربية. وقتل في هذه العملية التي استشهد فيها أبو عمر، أحد جنود الاحتلال وأصيب اثنان آخران.

يوضح مسؤول موقع "حركة فتح" في بلدة القبيبة، فايز حمودة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الشهيد عمرو (21 عاماً)، هو أحد نشطاء حركة فتح الميدانيين في القبيبة، وأحد منتسبي الكتيبة الأولى في قوات الأمن الوطني الفلسطيني. وكان حتى لحظة استشهاده يخدم في هذه الكتيبة في محافظة الخليل".

"انتسب عمرو قبل نحو عامين لقوات الأمن الفلسطيني، واشتهر بوطنيته ودماثة خلقه. كان يشارك والده في إعالة أسرته المكونة من خمسة أشقاء وشقيقات"، وفق ما يقول القيادي في حركة "فتح"، سعيد يقين لـ"العربي الجديد". ويشير يقين إلى أنّ الشهيد منصور شوامرة أصيب قبل أكثر من شهرين برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت قرب سجن عوفر غربي رام الله، وسبق أن تعرض للاعتقال والاحتجاز في السجن المذكور. شوامرة الذي كان يعمل في مهنة النجارة بالمياومة، ويعتبر معيلاً رئيسياً لأمه وشقيقيه، لم يترك فعالية لمقاومة الاحتلال، إلا وشارك فيها. عُرف بوطنيته وحماسته في المواجهات مع الاحتلال.

اقرأ أيضاً: شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال في مدينة القدس المحتلة