حكومة الأزمة الليبية... ثقة برلمان طبرق غير مضمونة
اقرأ أيضاً: تحضيرات تونسية لمواجهة ارتدادات التدخّل المحتمل في ليبيا
وتبدو تصريحات صالح في خصوص التصويت فرداً فرداً على الحكومة، مؤشراً لإسقاط بعض الأسماء وخصوصاً أنّ هناك اتهامات كثيرة تطاول بعض الشخصيات. وتتباين آراء أعضاء برلمان طبرق في خصوص المصادقة من عدمها على التشكيلة الحكومية، إذ استبعد عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب، طارق الجروشي، في تصريحات صحافية حصول حكومة السراج على عدد الأصوات الكافي لكسب ثقة مجلس النواب، لأن "منح الثقة للحكومة وفق الاتفاق السياسي واللوائح المعمول بها يحتاج 120 صوتاً في البرلمان وهذا صعب". غير أن هناك تأويلات قانونية تشير إلى أنه يمكن المصادقة على الحكومة فقط بأغلبية النصف زائد واحد، فيما يشير أعضاء آخرون من المجلس في تصريحات صحافية كثيرة إلى أن غالبية أعضاء البرلمان سيمنحون أصواتهم للتشكيلة الوزارية الجديدة.
وكان البرغثي قد شغل منصب آمر الكتيبة 204 دبابات التي قاتلت إلى جانب قوات عملية الكرامة في بنغازي، ثم انضم لما يعرف بانتفاضة 15 أكتوبر، ووضع نفسه تحت إمرة الجيش الليبي ورئاسة الأركان الموالية لبرلمان طبرق. وبحسب مقربين من برلمان طبرق فإن عدداً من أعضائه هددوا بعدم الموافقة على الحكومة إذا أسندت حقيبة الدفاع للبرغثي، منذ بدء تردد اسمه قبل أيام.
في غضون ذلك، يستغرب ناشطون ليبيون يقيمون في تونس من تعيين بعض الأسماء المعروفة بولائها الشديد للنظام السابق. ويشير هؤلاء في أحاديث مع "العربي الجديد" إلى أن "المشكلة ليست في المصالحة ككل مع بقايا نظام معمر القذافي، فنحن مستعدون للتصالح مع نظيفي الايادي منهم، ولكن أن يتم تعيين هؤلاء فهذا أمر غريب".
وكان عضو المجلس الرئاسي، عمر الأسود، قد وجه سلسلة من الاتهامات الى التشكيلة الجديدة التي رفض التوقيع عليها. ومن بين هذه الاتهامات وجود أسماء قال إن تعيينها غير قانوني أصلاً وتخضع للتحقيق في قضايا لدى النائب العام، لافتاً إلى أن هناك أسماء صدرت بحقها أحكام، على حد قوله. وبحسب الأسود، فإنه كان حاضراً في الاجتماع مع المجلس الرئاسي منذ التاسعة من صباح أول من أمس الأحد إلى غاية الثامنة ليلاً "ثم وصلتنا ورقة بها قائمة الحكومة وعلينا القبول بها، ولم نطلع على السير الذاتية للوزراء ولم نتداول بشأنها". وطالب الأسود بحل المجلس الرئاسي داعياً الليبيين إلى أن يتدبروا أمرهم بعد ذلك.
واعتبر الاسود أن "هذا المجلس لا يستطيع أن يقدم الكثير، وهذه الحكومة شكلت بطريقة غريبة"، موضحاً أنه "تم وضع أسماء وزراء الدولة الخمسة في دقيقتين". كما طالب مجلس نواب طبرق بتحمل مسؤوليته والتحقيق فيما جرى في مدينة الصخيرات.
وفي محاولة لمنع تكرار سيناريو التشكيلة الحكومية الأولى، سارع المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، للدعوة إلى المصادقة على الحكومة لأنها "فرصة فريدة لإحلال السلام في ليبيا ويجب عدم إضاعتها". كما شكل الاجتماع حول ليبيا، الذي عقد على هامش مؤتمر ميونخ، فرصة أمام وزراء خارجية الدول الغربية الأساسية المعنية بالملف الليبي، للتأكيد أمام رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، على ضرورة تأمين "وجود حكومة وفاق وطني في أسرع وقت ممكن وإقرارها في مجلس النواب من أجل معالجة التحديات التي تواجهها ليبيا وإنهاء معاناة الشعب الليبي ومواجهة تمدد داعش".
اقرأ أيضاً مؤشرات التدخّل العسكري في ليبيا: "كثير من التفكير والتخطيط"