مؤتمر ميونخ يظهر انعدام الثقة بين روسيا والمجتمع الدولي

مؤتمر ميونخ يظهر انعدام الثقة بين روسيا والمجتمع الدولي

14 فبراير 2016
المجتمع الدولي يندد بدعم موسكو لبشار الأسد (فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من اتفاق جميع الأطراف المجتمعين في ميونخ، على هامش مؤتمر الأمن، على أن إنهاء الحرب في سورية مطلب أساسي، إلا أن تبادل الاتهامات بين الدول المعنية جاء من أكثر من جهة، ففرنسا وعلى لسان رئيس وزرائها، مانويل فالس، اتهمت روسيا بقصف المدنيين، وهو الأمر الذي يؤكد عليه الكثير من السياسيين والخبراء المشاركين في المؤتمر، متهمين روسيا بدعم نظام الأسد، لا سيما أن هناك تقارير تبين تورط الروس في قصف المدنيين. وهو ما أكد عليه الرئيس الاستوني، توماس هندريك إلفيس، قائلا إن "الناتو لديه أدلة على حقيقة ما يجري في سورية"، في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في حديث لصحيفة "بيلد"، اليوم الأحد، أنه "يجب علينا ألا نسمح بأن تسقط التزامات ميونخ السورية جراء القصف الوحشي المتواصل لنظام الأسد، وعلى نطاق واسع في البلاد".


إلى ذلك، لم يتأخر رد حلف شمال الأطلسي على كلام رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، الذي اتهم فيه المسار السياسي لحلف الناتو بـ "غير الودي" تجاه موسكو، متحدثا عن انزلاق نحو حرب باردة، وجاء الرد على لسان القائد العسكري للناتو، الجنرال فيليب بريدلاف، الذي اعتبر أن "أفعال الحلف دفاعية وتتناسب مع حجم الناتو وقدرته"، واصفا روسيا من دون أن يسميها بـ"الأمة التي لا تريد أن تكون شريكا"، ومؤكدا أن الناتو لا يريد حربا جديدة.

وجاء كلام لافروف عن عدم إمكانية نجاح الخطة التي تقضي بوقف جزئي لإطلاق النار حاليا في سورية لمدة أسبوع، ليزيد من الشكوك حول جدية موسكو في الحلّ، وهو الأمر الذي رد عليه وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، بعدما طالب الروس باحترام ما تم الاتفاق عليه، ليل الخميس الجمعة، والالتزام بالاتقاق بوقف إطلاق النار، واصفا القنابل التي ترميها روسا بالحمقاء، والتي ليس لها هدف محدد، حتى إنها تستهدف المعارضة بشكل أساسي.

هذا الكلام وغيره كان مدعاة تساؤل من قبل عدد من المراقبين والمنظمات الإنسانية، التي عبرت عن امتعاضها من الفوقية التي يتعاطى بها الجانب الروسي مع الأزمة السورية، ناهيك عن محاولة تبرير لافروف لنظام الأسد أفعاله، بعدما دعا صراحة في حديث صحافي إلى عدم شيطنة دوره في سورية، متهما من وصفهم بـ"الإرهابيين" بالمسؤولية عن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها السوريون. كما رفض وضع شروط مسبقة للحوار بشأن سورية، واصفا الحل الكامل للوضع الإنساني بأنه استفزاز.

وفي هذا الإطار أيضا، عبر كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، في حوار صحافي، عن ذهوله مما سمعه من الجانب الروسي في المؤتمر، قائلا إن "رئيس الوزراء الروسي يعيش في واقع بديل"، وطالب بفرض عقوبات على غرار التي تم العمل بها جراء الأزمة الأوكرانية، قائلا "إن لم يتلمس هؤلاء بأنهم مهددون، فلن يتوانوا عن أفعالهم، ولن يغيروا من سياستهم تجاه سورية".