المرزوقي: التدخل العسكري في ليبيا هدية الغرب لتنظيم "داعش"

المرزوقي: التدخل العسكري في ليبيا هدية الغرب لتنظيم "داعش"

12 فبراير 2016
المرزوقي يحذر من تبعات التدخل العسكري بليبيا (فرانس برس)
+ الخط -

جدد الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، رفضه أي تدخل عسكري في ليبيا، معتبراً أن تونس ستكون أولى ضحاياه، وستواجه عبئاً لا تستطيع تحمله.

وكتب المرزوقي على صفحته الرسمية إنه "من مفارقات التاريخ أنك تستطيع أن تكون مسؤولا في دولة عظمى، أن يكون لك ما لا يحصى من وكالات الاستخبارات ومعاهد البحث وكبار المختصين لنصحك ...وأن تأخذ مع هذا أغبى القرارات الممكنة وأكثرها تكلفة إنسانيا واقتصاديا وسياسيا لبلدك وللعالم ..التدخّل الأميركي في أفغانستان والعراق نموذجا".

 واعتبر المرزوقي أن "هذا التدخّل إذا حصل، سيكون الهدية الملكية من الغرب لداعش".

وأضاف: "طبول الحرب تقرع على الحدود الجنوبية لتونس، والدولة تستعدّ وتعدّ لاستقبال موجات لا يعلم إلا الله حجمها ومداها من الجرحى ومن اللاجئين، بفعل قرار من هذا النوع قد يكلفنا ويكلّف المنطقة بل الغرب نفسه الكثير".

وقال إن "ما لا يفهمه الذين قرّروا التدخّل العسكري في ليبيا أن أكبر ضحية ستكون تونس، وهي تواجه عبئا لا تستطيع تحمّله ...وأن ثاني ضحية ستكون صورة الغرب وقد أصبحت مقترنة، أكثر من أي وقت مضى، في ذهن الشباب العربي والمسلم بالحملات العسكرية في أرض العرب والمسلمين ودعم الاستبداد في كل أرجائه ... وأن ثالث ضحية سيكون أمنهم القومي وهم يحاربون الإرهاب بصبّ مزيد من الزيت على نار ملتهبة بما فيه الكفاية".

كما شدد على "عدم فهم الغرب أنه يرسّخ في ذهن الأجيال الناشئة الصورة التي تبحث عنها داعش، والتي تسعى لغرسها في العقول والقلوب، أي أنها القوة الوحيدة التي تدافع عن العرض والأرض في وجه من تسميهم (الصليبيين الجدد)".

واعتبر أنها استراتيجية ساذجة، تقايض مكاسب ظرفية مؤقتة وجدّ محدودة بخسائر هائلة غير مرئية، لها تكلفة باهظة سيدفع ثمنها الأبرياء من العرب والغربيين، على الأمد المتوسط والبعيد.

وتساءل المرزوقي، إن كان أصحاب القرار سيتعقلون ويفهمون أن "الحلّ هو تقوية الدولة الليبية وإعانة المنطقة برمتها اقتصاديا، لتقف أخيرا على رجليها، وترك سكانها يحلون مشاكلهم، ومنها الأمنية، لأن أهل مكة أدرى بشعابها".

وتوجّه إلى التونسيين قائلاً: "أيا كان المستقبل، لا خيار لنا، نحن التونسيين، غير رصّ الصفوف ومواجهة العاصفة المقبلة. لا تزيدنا المصاعب والتحديات إلا إصرارا على المضي في الممشى الضيق الذي اخترناه للوصول لبرّ النجاة : رفضنا للإرهاب رفضنا للاستبداد ...رفضنا لصراع الحضارات رفضنا للتبعية وسياسة الحملات العسكرية في أراضينا".

المساهمون